الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة الاخيرة من مسلسل اسمه سوريا

كاسي يوسف

2014 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



كاسي يوسف
سورية التي تحتضر كدولة,وككيان جغرافي معهود منذ اتفاقية سايكس بيكو 1916 ذلك الاتفاق السري الذي تم بين كل من بريطانيا و فرنسا على رسم حدود منطقة الهلال الخصيب ,وتوزيع مناطق النفوذ حسبما املت على تلك الدولتين مصالحهما و رؤاهما للمنطقة والعالم آنذاك.
سورية المسماة قلب العروبة,يصيب عروقها اكثر من تجلط ,نتيجة للترسبات الكتيمة من العناصر الدبقة في دمائها.فينبض بالكاد ولن يفيده الانعاش ولا يمكن اجراء تبديل القلب ولا الاوردة,فلا علاج لسورية الا كالشاة التي يتم ذبحها ومن ثم اما توزيع لحما مجانا على المحتاجين او ذوي القربى,او يتم بيع لحمها في الاسواق,عند القصابين.
لن يعود ذلك النشيد الذي لم نألفه كأبناء قومية مضطهدة في سورية على الرغم من محاولات تسويقه لأذواقنا العصية ,لن يعود ذلك النشيد ليسمع على آذاننا مرارا في اليوم الواحد,عندما يفتح التلفزيون السوري ويبدئ ببث برامجه,وعندما ينتهي من بث برامجه,وفي المدرسة كل صباح ,وفي دوائر الدولة المحيطة بنا والتي لم نوظف فيها يوما كوننا كوردا.
العملة السورية ستزول من الوجود ولن يتذكرها الناس بعد بضع سنين,ومشهد الجندي السوري المتسخ دائما سيزول.
الاسماء العربية التي اطلقها النظام على كل قرية كوردية والبسها لباس الضاد ستمزق,وستعود للحضن الدافئ كعهدها السابق,ولن نسمع بعد اليوم باسماء من شبه الجزيرة العربية او من اليمن تطلق على قرانا في الجزيرة الكوردية,الا في الدراسات المتابعة لهذه الحقبة من حكم البعث.
المستوطنون العرب الذين قامت دولة البعث بجلبهم وتوطينهم ,ليس لهم اي مستقبل في منطقتنا الكوردية,
ولكن,ما هي الآلية والوسيلة التي سيعبر عليها السوريون جميعهم ما تبقى لهم من الوقت ومن الزمن للضفة الاخرى ,المغايرة تماما لما هو قائم الان؟
الارض السورية غدت جزرا معزولة عن بعضها,فالساحل السوري اقليم ينأى بنفسه عن الدمار والخراب العمراني,في الوقت الذي يدفع ثمنا باهظا من ارواح ابناءه ,كما نسمع جميعنا من وسائل الاعلام المختلفة,عن اعداد الضحايا من العلويين ممن هم في الساحل السوري,والمنطقة الكوردية دفعت اثمانا باهظة لا يلحظها غبر المتابع,فاعداد المهجرين الكورد يتجاوز المليون مهجر للخارج,ولربما اكثر,والمدن الكوردية المتضررة كانت رأس العين,ومن ثم كوباني من ناحية الدمار والتهديم,في بنيانها العمراني,وعددا لا يستهان من القتلى في صفوف ابناء الشعب الكوردي,في مواجهات غامضة بين ال ب ي د و مجموعات من جبهة النصرة في بادئ الامر,ولكن داعش انقلبت على النظام وعلى مخططاته,وعلى كل من يتبعه,وتشابكت الخطوط,وحدثت تعقيدات ابعد واكثر من ذي قبل,حتى شهدنا معارك كوباني,ومع ذلك فان المنطقة الكوردية في الشمال والشمال الشرقي اصبحت ذات توصيف واحد وهو المنطقة ذات الفالبية الكوردية,في الاعلام بعد ان كانت تلك المنطقة مشكوكة الانتماء,على الرغم من ان الب ي د قد عزز من علاقاته مع النظام,في بداية الثورة السورية,فان النظام لم يحرك ساكنا في ضائقة ال ب ي د في كوباني,وكأنه يؤكد نيته علنا هذه المرة في رغبته ان يكسر الفخار ببعضه,الا ان الاهتمام العالمي بكوباني,وارسال البيشمركة اليها بعد اتفاقية دهوك بي المجلسين الكورديين زاد من رسوخ الصورة وبروزها حول مناطق الكورد المحازية لتركيا من الشمال حيث الامتداد والبعد الكوردستاني جغرافيا و سياسيا.
وفي الوسط والجنوب السوري حتى درعا,هناك التفاف جماهيري واسع حول داعش,التي تحولت لزوبعة تقتلع كل ما تصادفه,وداعش التي تدغدغ مشاعر السنة من العرب,وتعزف على اوتارهم القومية والطائفية,تمكنت من استقطاب نسبة لا بأس بها من سواد السنة العرب,وبذلك توضحت الخارطة الداعشية,او البعثية السنية,وحصدت المدن المتعاطفة مع هذا التيار خرابا ودمارا و قتلا و خشونة من قبل النطام افقدتها الكثير الكثير من الارواح والممتلكات.
بقيت السويداء الدرزية لا تنتمي لهؤلاء ولا لهؤلاء.
لذلك يصعب ترميم ما دمرته آلة الحرب,والنعرة الطائفية الصاعدة في سورية,بل و يستحيل مع كل التجاوزات والتجاوزات المضادة من قبل طرفي النزاع الاساسيين في حرب ضروس على مدى ثلاث سنين ان ينبلج ويتضح في الافق حل ما لاعادة سورية لسابق عهدها من الوحدة الجفرافية والسياسية,وكل ما نسمعها من تصريحات في هذا الاتجاه انما هو من باب تبرئة كل طرف لنفسه من تهمة التقسيم التي هي واقع حال,وسورية ان تم تقسيمها كحل نهائي بين المكونات الاساسية,انما يكون هو الحل الامثل لعدم التناغم,والتنافر الطبيعي بين تلك المكونات لاسباب الاختلاف الكثيرة من لغة و تاريخ و ثقافة,وتبقى الالية الوحيدة للسلام هي الجلوس والتفاهم على الحدود والحدود فقطوعلى عدم الاعتداء على بعض,والا فان سوريا لن تخمد النار فيها حتى يوم يبعثون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: هل تنجح مفاوضات الهدنة تحت القصف؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. مراسل شبكتنا يفصّل ما نعرفه للآن عن موافقة حماس على اقتراح م




.. واشنطن تدرس رد حماس.. وتؤكد أن وقف إطلاق النار يمكن تحقيقه


.. كيربي: واشنطن لا تدعم أي عملية عسكرية في رفح|#عاجل




.. دون تدخل بشري.. الذكاء الاصطناعي يقود بنجاح مقاتلة F-16 | #م