الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صمت ليس من علامات القبول و الرضى ...

احمد الطالبي

2014 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



كل أبواق العدالة و التنمية ،تزعق بأعلى صوتها ، وبكل ما أوتيت من صراخ ، من الكبير إلى الصغير ، ديدنها الوحيد هو الدفاع عن سياسات لا شعبية ، وعن إجراءات لا إنسانية يكتوي المغاربة بنارها مند أن إعتلى بنكيران كرسي رئاسة الحكومة ، والحقيقة الوحيدة الثابثة في تاريخ المغرب هو أن كل الحكومات تسقط في نفس المازق ، لكن ما لا يشفع لحكومة بنكيران، هو كثرة الضجيج و الزعيق الذي رافق حملته الإنتخابية و الوعود التي أعطاها في ما يتعلق بالفساد و الإستبداد ، خاصة و أن وصوله إلى الحكومة تزامن مع حراك شعبي يطالب بالمزيد من الحقوق و المكتسبات الإجتماعية و الديمقراطية ، وهي المطالب التي التقطها بنكيران وصاغها في شعار : صوتك فرصتك لإسقاط الفساد و الإستبداد لكن للاسف تغير كل شيء ، و أضحى بنكيران وحكومته كارثة اصابت الشعب ، حيث تنصل من كل وعوده وغير خطابه وجعل أولويته هي استرجاع هيبة الدولة ، والمغاربة يعون جيدا ما ذا يعني ذلك أمنيا ، بل و يفتخر أنه حد من ممارسة حق دستوري كالإضراب باختصار تعزز الفساد و تجدر الإستبداد ، وتم تسخير أقلام مأجورة للنيل من الحركة الحقوقية المناضلة ، و أشياء كثيرة حصلت،أصابت المغاربة بالحيرة و الدهول ، خاصة عندما يقفون على المفارقة الكبيرة التي تظهر عند مقارنة كلام بنكيران ووزرائه و نوابه البرلمانيين عندما كانوا في المعارضة وهم يجلدون الحكومات السابقة بكلام حاد وبنبرة غاضبة والحقيقة التي تجلت الآن للجميع هو أن الحكومات السابقة كانت أرحم و كانت بردا و سلاما على المغاربة رغم علاتها و زلاتها ...

ومع كل هذا التناقض الذي إن دل على شيء فإنما يدل على ازدواجية خطاب العدالة و التنمية وسقوط اقنعته ،وهي في الحقيقة نهاية ماساوية لخطاب لطلما تلبس بالمقدس من أجل تعبئة شرائح دنيا ما زالت بحكم تدني وعيها السياسي و الفكري تعتقد أن هذا الحزب قادر على إحياء وهم يرقد في المخيال الجماعي للمغاربة البسطاء ، وهو وهم متعالي عن الحقيقة التاريخية التي لا يراها سوى من تحمل مشاق الحفر في دهاليز و ثنايا و تفاصيل ذلك الماضي ، و هي الحقيقة التي تم تغييبها وطمسها ضمانا لإستمرار نسق السلطة على ما هو عليه ...

قلت رغم كشف المستور ، وظهور الحكومة حلى حقيقتها ، مازالت أبواق العدالة و التنمية تزعق دفاعا عن هذا البهثان كبارا و صغارا ، ومن مختلف المواقع ، في الحكومة و في المنابر الإعلامية الرسمية و غير الرسمية ، وكذا في مواقع التواصل الإجتماعي ..وهذا الإصرار يدل على شيء واحد، هو أن كل هؤلاء لا يهمهم ما ذا أعطى حزبهم للشعب المغربي كمشاريع يسجلها التاريخ بمداد من فخر ، بل كل ما يهمهم هو البقاء في المناصب و المواقع . لأنه لو كان العكس لقالوا : لقد خدعنا المغاربة بذلك الشعار الذي لم نحقق فيه أي شيء ، بل إننا مارسنا عليهم مزيدا من الشطط و القهر بالغلاء وتحميلهم كلفة إصلاح أعطاب الفساد و الإستبداد ، وهي خدمة مجانية لرموز الفساد ...

صوت واحد تلاشى و توارى ، ولم نسمعه من زمان ، وغيابه يحمل الكثير من الدلالات و المعني ، وفيه العديد من الرسائل للقريب قبل البعيد . وهو صوت سعد الدين العثماني الذي سكت عن الكلام المباح بعد أن ضحى به بنكيران في صفقة مع مزوار الذي قال عنه سايقا أنه من رموز الفساد ، وليس رجلا ذا كفاءة وكال له من القذف ما لا يطاق وفي النهاية بلع لسانه وعانقه وضمه إلى حومته ..

ما الذي جعل سعد الدين يغلق فمه ، ولم يعد ينبس ببنت شفة ؟ أهو هذا الفشل الدريع الذي مني به حزبه في التدبير الحكومي ، أهو هذا العبث الذي تورط فيه بعض من وزرائه عند استغلالهم لنفودهم من أجل مصلحة بعض من الأتباع كاشوباني مع زوج البرلمانية ، والخلفي مع ابن الحمداوي ، و آخرها الوزيرة الحقاوي التي تورطت في دعم قريب لها في شجار مع الجيران ، وهي كلها قضايا تم نشرها في أعمدة الصحف ، أم هي صدمته من سياسة الغلاء و التضييق على الحريات التي بات حزبه رمزا لها بدون منازع ..

إنه صمت مريب ، وناطق باشياء كثيرة خاصة و أن الوزير السابق انزوى في عيادته مع المرضى النفسيين ، وقد يكون من بين هؤلاء المرضى من اصيب بالإكتئاب جراء سياسة بنكيران و جبروته .. إنزوى الوزير و لم يعد له اثر ، كمن اصابه إحباط تجربة كان يعتقد أنه سيعطي فيها حزبه الكثير للمغاربة لكن حصل العكس ..

وحيث أن سيرة سعد الدين معروفة كرجل معتدل، فإن صمته يخرج عن القاعدة المالوفة : السكوت من علامات القبول و الرضى ، إنه صمت اليائس و الغاضب من وهم إسمه : صوتك فرصتك لمحاربة الفساد و الإستبداد .

وليس المهم الآن أن يفوز الحزب بالإنتخابات القادمة -التي ما فتئ بنكيران يطمئن عليها أتباعه وهو ما يدل على ما قلناه سابقا من أن الحزب يهمه فقط ان يبقى معتليا كراسي الحكومة لحاجة في نفس يعقوب و ليس من أجل خدمة الشعب المغربي .- بل المهم هو ما ذا أعطيت لهذا الشعب يا حزب الغلاء البلاء ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال الرئيس الفرنسي ماكرون عن اعتراف بلاده بالدولة الفلس


.. الجزائر ستقدم مشروع قرار صارم لوقف -القتل في رفح-




.. مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب رفع العلم الفلسطيني خلال


.. واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في سياستنا ودعمنا العسكري لإسرائيل




.. ذا غارديان.. رئيس الموساد السابق هدد المدعية العامة السابقة