الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعائم الحفاظ على مؤسسة الزواج من التفكك والترهل

حياة البدري

2014 / 11 / 12
العلاقات الجنسية والاسرية


الحياة الزوجية، مسؤولية كبيرة، يجب على المرء التفكير آلاف المرات قبل دخول غمارها، وهي أمانة كبرى لدى كل طرف في العلاقة الزوجية، وبالتالي فهي ليست تجربة سهلة يدخلها كل من وسوست له نفسه بالزواج والعرس والاحتفال والدخلة وغيرها من هذه المسائل الثانوية بها، التي سرعان مايطير مفعولها ويبطل سحرها- اللهم إلا سحر المسؤولية الحقة - مع مرور الزمن ودخول العديد من العراقيل والشوائب التي تعترض المراحل العمرية للزواج...

فالعلاقة الزوجية أكبر من هذا بكثير ومسؤولياتها أهم وأعظم من العرس ومن تجهيزاته... وهي أهم ركيزة لبناء مجتمع سليم وخال من العديد من الأمراض، أقلها التفكك العائلي والحرمان الطفولي...

فلكي يتم التغلب على كل العراقيل التي تجتاح العلاقة الزوجية وحتى تصل هذه العلاقة إلى مرحلة الاستقرار والسعادة والتفاهم، لابد من الحصول على جوازات سفر تمكن الزوجين وتسمح لهما بالسير في الطريق الصحيح والآمن نحو بر الأمان، مرحلة الاستقرار واللاتصدع.

فماهي إذن، هذه الجوازات التي يجب على كل من الزوجة والزوجة الحصول عليها؟

جواز الكلمة الطيبة المفعمة بالحب والإيجابية

فالكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة، تعطي ثمارا طيبة... تمحو سوء التفاهم وتطرد النكد وتفتح باب الحوار الذي يعد بحق أحد الأعمدة الأساسية وجوازا من الجوازات التي تسمح بركوب قوارب الحياة الزوجية المستقرة والمحبة والتفاهم.

فالكلمة المفعمة بكلمات الحب والاحترام والتقدير والإيجابية وعدم تبخيس قيمة أحد أطراف العلاقة الزوجية، تعد بحق مفتاح من مفاتيح الولوج نحو الحب والتناغم والتقدير والتشجيع، نحو التقدم والنجاح وإذابة جليد السلبية وركوب سفينة النجاح والإيجابية في كل أمور العلاقة الزوجية وانعكاسها بالتالي على الأبناء والأسرة ككل...

فالكلمة الحسنة والحلوة، دائما تنفذ نحو أعماق القلب، وتذيب جبال الضغوط النفسية، وتعالج خدوش الزمن وتمحي الإحباط ، وتحول النكوص والتقاعس واللاأمل إلى تفاؤل وتقدم وتعطي شحنة كبيرة نحو تحدي كل الصعاب، التي مهما كان حجمها وطولها، ونحو تشجيع طرفي العلاقة الزوجية بعضهما لبعض، وتدفعهم نحو الأمام والإقدام على خوض التجربة مهما كانت صعبة وعسيرة... بفضل الكلمة الحلوة، المفعمة بالإيجابية والتشجيع.

عكس الكلمة المملوءة بالازدراء والتبخيس... التي تؤذي وتدمي أحد أطراف العلاقة الزوجية وتصيب بالتالي ثمار هذه العلاقة، ألاوهم الأطفال، الذين لامحالة سيتجرعون هم الآخرون مرارة السلبية و نتائج الكلمة المرة... من فشل دراسي وعدم الثقة في النفس والإحساس بالدونية، وغيرها من الأمراض النفسية التي ستطال هؤلاء الأبناء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم أبناء لعلاقة زوجية، لايتصرف فيها طرفاها بتعقل وتبصر ولا يتوفرون على بعد نظر ولا يفكرون في مصير أبنائهم بعقلانية ورزانة... وتطغى عليهم الأنانية وعدم بعد النظر، وحال سبيلهم يقول نفسي، نفسي وبعدي الطوفان...وهؤلاء ولعمري لا أحسبهم آباءا ولا يستحقون بالمرة أن يتمتعوا بهذه الهبة الربانية وهذه المعجزة الكبيرة الإنسانية التي وهبنا إياها الإله، ألا وهي: الأبناء، الخلف...

جواز الترفع عن الأثافي والتحلي بالروح الإنسانية الحقيقية والإيجابية

فلكي تحصلي سيدتي سيدي، على جواز السفر، نحو العلاقة الزوجية الناجحة ، الأمر سهل ولا يتطلب الحسابات المنتفخة ولا يخص الغني دون الفقير أو العكس.. بل إنه يتطلب فقط الابتداء بالكلمة الطيبة المصحوبة بالبسمة وروح الدعابة والاحترام والتقدير والتسامح والمسؤولية الحقة، والتحلي بالروح الإيجابية ، هذه الروح التي تدفع نحو اختيار الكلمات المنسقة والصادقة، والقيام بالأفعال الإيجابية، والمفاجآت المثلجة... هذه الروح التي تضفي الأمل نحو التغيير إلى ماهو أفضل وأجود، وتسكب في العلاقة الزوجية وقود الإبداع وتنفخ فيها رياح المحبة والنجاح و العفو عند المقدرة والتشجيع على اتخاذ المبادرة و التعاون والتخلي عما هو سلبي ونكدي و الترفع عن الأثافي التي تعكر صفو كل حياة زوجية وتثير مشاكلها.

فلنبدأ، سيدتي سيدي، فرحلة الألف ميل تبدأ فقط برحلة واحدة، ولنفكر في فلذات الأكباد والمجتمع قبل التفكير الأناني الذي يقتصر على الذات الإنسانية ويلغي أطفال المجتمع، ولنترفع عن كل ماهو مادي ولنسموا بإنسانيتنا ونفكر فيماهو روحي وأسمى، بدل القعود في الدرك الأسفل والتفكير الأسفل ، في ملذاتنا وشهواتنا الجسدية على حساب أطفالنا...

آنذاك سنحقق الانسان فينا وسنتغلب على الحيوان الذي بات يسكن العديد منا، أولئك الذين يشترون سعادتهم الزائفة على حساب أسرهم وفلذات أكبادهم...أولئك الذين لا يزالون حتى عصرنا الراهن يؤمنون بالزواج من أربع ومثنى وثلاث... واللائي وأولئك الذين يتخذون الخليلات الخمس والثمانية... وماملكت الأيمان... اللواتي وأولئك الذين يتغلب فيهم الجسد على الروح، والجزء الحيواني عن الإنساني، أولئك واللواتي يسعون نحو كسر مملكاتهم الاسرية، تحت ذرائع وهمية يختلقونها... ذرائع اللا تفاهم مع زيجاتهم، هذه الذرائع التي حصلت فقط بعد أن مرت السنوات وجاء الأبناء ... بل وحتى دخلت أنثى أو ذكر جديد إلى حيواتهم.. !. وبات هدفهم التغيير والتجديد كما يجدد طلاء المنزل أوكما تغير السيارة وغيرها من المسائل المادية التي يسهل تغييرها...

فلنبدأ سيدتي سيدي بالتغلب على الشهوات ولنستخدم الذرة الثمينة التي تميزنا عن الجانب الحيواني القابع داخل كل منا ولنرق إلى الجانب البشري فينا...

فقط سيدي سيدتي، نحتاج إلى خطوة واحدة ووحيدة ، للبدء، وأكيد سيصل الكل وسنتجنب العديد من الأمراض الاجتماعية والنفسية التي تعيشها الأسرة المغربية والعربية والإسلامية... التي باتت تعرف الانحلال الخلقي، من خيانة وزنا المحارم وسرقة ونفاق وكذب، والارتماء في حمم براكين الدعارة والتعاطي للمخدرات وغيرها من موبقات هذا الزمن الرديء ، الذي باتت الرداءة الراعي الأمين والأساسي له... فقط لنترفع عن الرداءة وعن ماهو حيواني فينا ولامحالة سنصل إلى مجتمع سوي وزواج سوي وأبناء أسوياء وبالتالي مجتمع صحيح ومعافى اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناشطة الاجتماعية سينتيا الهيبة


.. -كفى!-.. مظاهرات في أستراليا تطالب بإنهاء العنف ضد المرأة ور




.. المحامية سيرين البعلبكي


.. مشاركة المرأة في القيادة ـ النساء في البلديات محور ورشة عمل




.. ورئيسة اللجنة العلمية بالاتحاد العام للأطباء البيطريين التون