الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من قتل البغدادي سامي علاوي ؟

طه رشيد

2014 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


سامي عليوي، نشأ وترعرع في الكرادة، فهو بغدادي المولد والنسب منذ اجيال عدة .لم يحب مدينة مثل ما احب بغداده التي قضى فيها كل عمره متغنيا بحدائقها ونسائها وزهورها وشطوط دجلتها. ولد فيها في منتصف اربعينيات القرن الماضي. لقد وصل الحب لمدينته حد الوله والعشق خاصة حين اكتشف نفسه وسط عائلة تهيم بالجمال والموسيقى والغناء، فاخوه الاكبر " صائب " اطال الله في عمره قارئ مقام متميز لا تعنيه الاضواء، فراح يعلم اساسيات هذا الغناء لمن احب من المقربين له. اما سامي وهو المسكون بالمواهب المختلفة من الرياضيات الى الغناء ( جمع بين العلم والفن ) فقد وجد ضالته بالغناء العراقي وبالاخص المقام، حتى اصبح من المتميزين بقراءة مجموعة من الانغام والمقامات: الرست، الصبا، القطر، اللامي، الخنبات ويتفنن بقراءة مقام الابراهيمي.. وهو يفتخر بانه احد مقلدي معلم المقام العراقي الاول الراحل محمد القبانجي . ولا يبخل سامي بقراءة القران في مجالس الفاتحة التي تقام على ارواح الراحلين من اقربائه او اصدقائه المقربين، في حسينية " سعدة" الاثرية في الكرادة. ولكنه لا يجود الا على الطريقة المصرية مقلدا شيخ القراء الراحل ابو العينين الشعيشع . وللاستماع الى طريقة " غناء " سامي عليوي فما عليك الا ان تضع اسمه على ماطور البحث، المنقذ العم كوكل، وهو سينقلك بسهولة ويسر الى عوالم سامي الغنائية.
في ليلة العاشر من محرم الماضية كان سامي عليوي يسير في شلرع الكرادة ـ داخل الرئيسي والمكتض ارصفته بالباعة والمتجاوزين، مما يجبرك بالمشي في الشارع، مثل ما فعل سامي ، لتأتي سيارة شرطة كبيرة مسرعة سائرة بالإتجاه المعاكس وترتطم بسامي وتسقطه ارضا لينقل الى المستشفى وما ان لبث إن فارق الحياة بعد يومين، ليخسر العراقي موهبة غنائية قل مثيلها في ايامنا المغبرة هذه حيث الدخلاء على الفن والثقافة لم يتركوا حيزا الا وقد حشروا انوفهم به لتكون المحصلة اصوات غثة لـ"كلام " ما انزل الله به من سلطان !
وقبل ان نغلق عمود سامي عليوي لا بد ان نشير لسيارات الشرطة المسرعة بسبب او بدونه، والمتجاوزة على حرمات المواطن دون حسيب او رقيب. وهناك العديد من السيارات المدنية تستخدم اجهزة تنبيه سيارات الشرطة، ولا تعرف مكمن الحقيقة، لمن يعود هذا العدد من السيارات المستهترة بالشارع العراقي؟ الا يوجد قانون يحمينا منهن ؟ ثم، حتى مركبات الشرطة يفترض بها ان لا تتجاوز على حركة المرور حتى لو كانت بواجب فعلي . فهل يا ترى سيارة الشرطة التي صدمت الفنان الراحل سامي عليوي، كانت مكلفة بواجب فعلي ام ان الشرطي كان مسرعا ليحصل على صحن هريسة او ماعون قيمة؟
اتمنى ان يكشف التحقيق ملابسات الحادث، وان يصار الى تكريم الفقيد سامي عليوي كما يستحق الفنان والمعلم ، لا ان يسجل ضد مجهول ويطوى الملف رغم وجود عشرات الشهود!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |