الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فدرالية اليسار الديمقراطي بالمغرب و السؤال الانتخابي

منعم وحتي

2014 / 11 / 13
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ما أصعب أن تفتقد البوصلة في قراءة مرحلة سياسية ما، و لا يبقى عند التيه إلا التمسك بالتصورات الاستراتيجية البعيدة المدى، و طهرانيتنا المعهودة، ألا يجدر بنا تفكيك معطيات الواقع و الشروط الموضوعية الآنية دون بكائيات مرحلة المد الجماهيري و السياسي السابقة و لا التنطع على الواقع الملموس برومانسية المشروع المستقبلي دون تفاصيل تمرحله المادي.

إنه من المطروح على فيدرالية اليسار الديمقراطي، في إطار تفاعلات المعركة الانتخابية، أن يعي مناضلوها سمات المرحلة التي يعتمل فيها فعلهم لحسم الموقف بشكل علمي، و التي تتميز بخمس محددات أساسية :

1) سياق المرحلة الحالية يتميز بجزر سياسي عكس مرحلة المد التي عشناها إبان حركة 20 فبراير، و التي قاطعنا فيها الدستور الممنوح.
2) ارتباك دار المخزن فيما يخص حسم سيناريوهات المرحلة الحالية، رغم تحكمها الاستبدادي.
3) احتقان اجتماعي و فورة جماهيرية خارج تأطيرنا الفعلي.
4) تميزنا بالنقاء السياسي و الفكري غير المفعل ميدانيا.
5) محيط دولي يتفاعل في إطار مرحلة انتقالية متسارعة و مضببة المعالم مستقبليا.

يكثر اللغط الداخلي و الخارجي مع اقتراب كل عملية انتخابية داخل أطياف اليسار المناضل ، بين الجذب نحو المقاطعة كخيار دائم و طهراني لدى البعض ، و خيار مشارك دائم و اوتوماتيكي لدى البعض الآخر، إن النقاش الهادئ داخل فيدرالية اليسار الديمقراطي يخلص إلى اعتبار الانتخابات لحظة مهمة جدا للنزول بثقل اليسار لمعركة إشعاع مشروعه، و في الان ذاته لحظة عابرة في المعركة الكبرى للنضال الديمقراطي الجماهيري.

إن حرب المواقع التي تخوضها لوبيات الخريطة المخزنية الحالية، من خلال التحضير للتحكم في العملية الانتخابية، و محاولتهم إدامة سيطرتهم على تسييرالشأن المحلي و الجماعي، بمناورة فرض تقطيع مناطقي يخدم تجدد فساد الأعيان، استمرار اللوائح الانتخابية بشوائب الإغراق التحكمي السابق، و رفض أي تصويت بالبطاقة الوطنية قد يعري نسب المشاركة الحقيقية، و كذا التهرب من إشراف هيئة مستقلة على الانتخابات، كلها مطبات تفرض على الفيدرالية تجاوز منطق المقعد الشاغر في انتخابات القرب هاته و التي تهم تسيير الشأن المحلي للمواطنين، إن مدخل المعركة الانتخابية بالنسبة للفيدرالية يتمثل في الدخول في حملة نوعية قوية، تهدف إلى إنزال تصورنا الديمقراطي و قيم اليسار حول القوانين الانتخابية و هي معركة حتى من يعتبرون أنفسهم غير معنيين بها في تقديرهم.

لا بد أن هواجس الالة المخزنية الفاسدة لقطع الطريق على صعود أي حركة يسارية حقيقية لتدبير الشأن العام، حكمت بعض القراءات للفصل 55 المنظم للعملية، في محاولة لاستهداف الفيدرالية لتقدمها بلوائح مشتركة في هذه الاستحقاقات المحلية، الشيء الذي ينبئ بحرب شعواء لفرض قراءتنا لهذا الفصل تأويلا في صالح خلق تكثل يساري قوي في هذه الانتخابات الجماعية التي تهم المعيش اليومي للناس و إرساء ديمقراطية محلية بنموذجنا اليساري، دون نسيان الانتخابات المهنية التي تهم قطاعات انتاجية حيوية، و واهم من يحمل شعار المشاركة النضالية فقط، لأن الدخول للمعركة الانتخابية يستلزم بالضرورة الصراع بقيمنا الديمقراطية من أجل المقاعد و ثقة الناس .

إن ارتكاز فيدرالية اليسار الديمقراطي على أدبياتها بتبنيها للنضال الديمقراطي الجماهيري، لن يستقيم إلا بالتأسيس و في القريب العاجل كما هو مسطر، لذراع جماهيري قوي، نكون رافعته الأساسية لتحريك النضالات الجماهيرية التي تهم الحقوق الاجتماعية للمغاربة، و التي تنتهكها بشكل ممنهج الأدوات المخزنية شبه الحاكمة، و ستبقى استراتيجيته الأساسية امتلاك قاعدة خلفية و لوجيستيكية للمعارك الجماهيرية المقبلة، تتقاطع و تتناغم مع المعارك النقابية و الجماهيرية العادلة.

إن إشعال شموع يسارية في اللحظة أكثر فعالية من لعنة الظلام ، فلنفعل تبنينا للنضال الديمقراطي الجماهير على الأرض.

منعم وحتي / المغرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا: ماذا وراء لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني


.. صفاقس التونسية: ما المسكوت عنه في أزمة الهجرة غير النظامية؟




.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24