الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحظة الحقيقة ( 1 – 2 )

كور متيوك انيار

2014 / 11 / 13
السياسة والعلاقات الدولية


لحظة الحقيقة ( 1 – 2 )

كور متيوك
كان من المنتظر إن يكون القمة الثمانية والعشرون الغير عادية لرؤساء دول الايقاد التي عقدت بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا هي الاخيرة فيما يختص بالصراع في البلاد ، وقد اكد رئيس الوزراء الاثيوبي إن الايقاد لن تعقد اي قمة اخرى حول الصراع ، ولقد شعرت دول الايقاد إن استمرار التفاوض دون التوصل الى اي نتائج ملموسة سيؤثر في سمعة ومستقبل والمنظمة .
رغم اللغة الحاد التي تحدث بها رئيس الوزراء الاثيوبي والبيان الذي خرج بها الايقاد والذي اشار الى امكانية تدخل دول الايقاد عسكرياً في حال انتهاك احد الاطراف لاتفاق وقف اطلاق النار ، وكذلك قبول الايقاد بفرض عقوبات على كل من يثبت اعاقته لعملية السلام بالحجز على ممتلكاته وامواله ومنعه من السفر ، إلا إن هذا يخالف تصريح لوزير الخارجية الاثيوبي السابق وسفيرها لدى الصين وكبير وسطاء الايقاد وذلك قبل انعقاد القمة بيوم والذي اوضح فيه انهم لن يفرضوا اي عقوبات .
في اليوم الاخير من القمة الذي استمر ليومين دارت احاديث إن الوسطاء والايقاد قد خيروا الاطراف بين خيارين إما التوقيع على اتفاق للسلام او وضع البلاد تحت الوصاية الدولية ورفع الملف الى مجلس الامن الدولي ، وكل ذلك يندرج تحت مظلة ممارسة المزيد من الضغوطات حتى يقدما التنازلات التي تساعد في التوصل الى اتفاق ، ففي حال ايقنت الايقاد إنها لا تستطيع الاستمرار والتمسك بملف التفاوض فلن يحال الى مجلس الامن بصورة مباشرة فهنالك العديد من المنظمات الاقليمية التي ينبغي ان يمر الملف عبرها مثل الاتحاد الافريقي ومجلس السلم والامن الافريقي الذي ظل غائباً تماماً عن الملف .
إن الحديث عن الوصاية الدولية يعبر صراحة عن مدى تقاعس وياس المجتمع الدولي والاقليمي من امكانية التوصل الى حل سلمي بين اطراف الصراع في ظل تمسك الاطراف بمواقف لاتقبل التزحزح على امل استنزاف الطرف الاخر ، وهذا بدوره يساعد في اتساع رقعة الصراع وتدخل اطراف اخرى داخلية وخارجية في الصراع ، لكن اي كان الظروف والمراحل التي يمكن ان يبلغها الحرب سيظل الامال والتطلعات بتدخل المجتمع الدولي ووضع البلاد تحت الوصاية ضرب من الخيال ولن يتورط الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي والولايات المتحدة في اتخاذ مثل هذا القرار الصعب .
كذلك دول الايقاد رغم اشارتهم لامكانية التدخل العسكري في حال فشل الاطراف في اغلاق ملف الحرب ، فهم ايضاً لايستطيعون التورط في هذا الصراع العسكري بصورة مباشرة ، وإن كانوا سيتدخلون فسيكون بعدة سيناريوهات ومنها إما باتفاق دول الايقاد على صيغة اقليمية يضم يوغندا واثيوبيا وكينيا والسودان يضمن مصالح تلك الدول الاقتصادية والامنية والجيوبلوتيكية وترك طرفي الصراع يتقاتلان ، وذلك في حال توصلوا الى نتيجة مفادها صعوبة العودة بالاوضاع الى سابق عهدها في المدى القريب .
السيناريو الثاني وهي الاقرب بالنظر الى إن ترك طرفي الصراع يتقاتلان سيضع مصالح دول الايقاد والجوار في خطر حقيقي فسيعمل دول الايقاد بصورة فردية وليس جماعية بالتاثير على الاوضاع الداخلية وتغيير موازين القوى الداخلية وحصر طرفي الصراع الحكومة والتمرد في مواجهة المجتمع الدولي والاقليمي والمحلي ، وتقوية قيادة بديلة تحظى بدعم احد دول الجوار تاثرت مصالحها بالوضع الحالي ، رغم خطورة مثل تلك الخطوة إلا إن مثل هكذا استراتيجية يمكن لاحد الدول ان يخاطر باتخاذها وفي حال نجاحها سيستمر خطر تلك المجموعات لكن بصورة اقل وإن فشلت فسيطال الفوضى تلك الدولة نفسها .
دول الايقاد تواجه خيارات صعبة ينبغي لها ان تتخذها بصورة جماعية او فردية ومع اطالة امد الحرب فلابد ان التاثيرات السياسية والاقتصادية والامنية ستطال دول الجوار و لابد إنها تتحسب على ذلك جيداً .
مازال الصراع حامية الوطيس في المفاوضات حول صلاحيات الرئيس ورئيس الوزراء ، وبما إن الطرفين طلبا مهلة خمسة عشر يوماً للمزيد من التشاور ، فهذا يؤكد إن الاتفاقية التي ينبغي لهم إن يوقعوا اليه ليس متوقعاً من قبلهم ( الحكومة والتمرد ) وقواعدهم الذين تم تغبيش وعيهم واعاشتهم على احلام وردية ، لقد كان غريباً جداً إن يطلب الطرفين مهلة جديدة للتشاور بينما كان الرئيس كير ود. رياك في اديس فما من سيتشاوران بعد رجوعهم فالقرار الحاسم والنهائي في ايديهم باعتبارهم اعلى سلطيتن وهنالك احتمالين للخطوة . الاولى هي ربما ادركت الاطراف إن الاتفاقية لايلبي طموحاتهم ورغباتهم لذلك اتخذت تلك الخطوة لاجراء المزيد من الاتصالات الدبلوماسية والتي سيتيح لهم مساحة واسعة من التحرك للتفاوض حول ورقة الاتفاق المقدمة من قبل الايقاد .
الاحتمال الثاني ربما يريد الطرفين تهدئة قواعدهم وذلك اذا اخذنا في الاعتبار الضغوطات التي يمارس على الطرفين من قبل جماعات ضغط ترفض فكرة التوقيع على اتفاق للسلام سواء كان في جانب الحكومة والتمرد ، وتنويرهم حول شكل الاتفاق والظروف التي ادت الى ذلك وضمان التفاف جماهيري خلف الاتفاق في حال التوقيع عليها دون ان يواجه قيادتي الحكومة والتمرد اي مخاطر غير محتلمة .

نواصل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة