الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدي أرقُصُ فوق جَمْرٍ مُتَنَغِّمَا.

محمد الشوفاني

2014 / 11 / 14
الادب والفن




يا من يعرِّضُ غَمْزاً
بقصائدي
ويَلْمِزُ تَغْييبَ وَزْنٍ مُتَجَلْمِدِ
يُكْرِهُ قافِيّةْ.
أما تَراني هَجَرْتُ خَيْمَةً
دون ساريةْ؟
أيْسَرُ المِصراعِ،
أو أيْمَنُه،
كَصَريرٍ يتكسّرْ.

وَتَدي يَفْلَحُ قلبي
هنا يَتَجَذّرْ.
يتلظّى في رمال الجحيمْ
حُبّاً، سُخْطاً، وَجْداً، كَرَمَا.

أسبابُهُ عَنائي وَدائي
وبحورُهُ سماواتٌ
في الكائنِ،
في كونهِ،
رابضةً على الشفتينِ
متسترةً عاريةْ.

أنا لا أتحسّرْ
على بيتٍ حانيَ السقفِ
لم يكنْ للخيالِ مَلاذاً فسيحاً،
لِتَنادي الفِكَرْ.
أمْتطيهِ ريحاً تَأُمُّ مَسْعاها
جاريةْ؛
في غابة رقطاءَ
على البَراءةِ تتجَبّرْ.

إنْ رُمْتَ الوَزْنَ في الأكفانِ
مَعَ الخليلِ مُنسجِمَا
عُدْ إلى الصِّبَا حيثُ دَفَنْتُهُ
نَبْراً وَدُوداً، خَجولاً، حالِمَا.
و فواصِلي مُبعثَرةً أطْمَرْتُها،
كَحَشْرَجاتٍ كانتْ
على أنفاسي تتلوَّى،
حين كَلّفتُها فَنَّ الكلامِ
نغْمَةً بلا رَفْرفاتٍ
بِلا فَحْوَى،
صنَّعتُها رَجْعَ صدىً
لاهِثاً
مُتَلاطِمَاً،
عارِيّاً من شَذى النّجْوَى،
رَتيباً، مُتَمَنّعاً مُتَلَعْثِمَا.

وحَضَنْتُ إيقاعا هَسيساً من جَدولٍ
يَنْهَلُ من ذاتهِ
من جَذْوَتهِ
يُطْرِبُ السّامِعَ سَلْوَى،
لا يتصنّعْ،
هو جدولٌ يمرَحُ مَعْ ساقيّةْ
كالسّلسبيلْ
مُتناغِماً مَعَ نبضهِ،
لِنبْضهِ مُسْتسْلِمَا.

في النورِ أنا كَما تَراني
وحْدي أرقصُ على جَمْرٍ
مُتنَغّمَا
أنازِلُ صَمْتاً في مَرْسَمي،
أنَاوِرُ الظّنّ والعَدَمَا
جِسْمٌ مرْتَجِفٌ
يُقاومُ مُضْطَرِمَا؛
وَروحي لا تقَدّسُ الأبْقارَ
فَما عَبَدَتْ يوماً صَنَمَا.

محمد الشوفاني ـ لندن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??


.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??




.. فيلم -لا غزة تعيش بالأمل- رشيد مشهراوي مع منى الشاذلي


.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط




.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش