الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصٌ فيك ومنك

حنان علي

2014 / 11 / 14
الادب والفن


وأنا أرقد خلف الأبواب كأني مدفونة في هذه الغرفة التي تشبهني حتى أني أتنفس الهواء نفسه بلا تغيير , لا أجدُ فيها سوى كلمات مكتوبة لك , ولا أجدُ إلاّ قلمًا ينفذ حبره على أوراقي الصماء وبدموعي اغرق , كي أكتبك بشجن كبير .
حتى أجدُ وجودي ولا اضيع في دوامة الايام المتتالية , تحت هذا الصمت الهائل حجمه والرابط بغرفتي هنا , حتى أعلم أن لي حيز شغلتهُ من الفراغ , حتى أثبت لنفسي إنكِ لازلت تتنفسين , حتى أتحرر من كل القيود وأغور في عمق الذات وتتفرد الأنا القابعة بالهوى إليك , سأقول كل الذي عشتهُ قبلك من سنين العمر كانت أيامًا تجري , وكل هذه السنين اختزلت بلحظة لقائي بك ,وصارت كل العمر القادم , طويل ليل الألم الذي اقبع تحتهُ , ولا أتوقف عن التعثر به ووجدتُ نفسي خارجة من براثمهِ حتى أجد نصك المرسوم أمامي لا أجد عذرًا لكلماتهِ سوى أنه هكذا جاء , ولا أجدُ مبررًا لمجاراته سوى أن هذا النص هو نسخةً منك .
أحدث نفسي بك فأيّ جزء منه أنت , في البعض منه أتفاؤل وفي بعضه أحزن ثم كل مرة أجدك كما كنت محور دوران حروفي , كم حرف معطر بعطرك ؟ كم حكاية جميلة مخبئة تحت ظلك ؟ كم جزء فيه كنت أنا تلك التي أحبتك كثيرًا وها هي تجدك به .
أ أنت كله أم أنت نصفه أم بعض بعضه أم باقي أشيائي منك ؟ أيّ جزء ضاع منه يوم مغادرتك وأيّ جزء وجدته لحظة لقائك , وأيّ جزء مني كان لك وسيبقى لك وأيّ شيء مني قبل أن أولد نقرن باسمك .
النصُ يولد منك ويصير كالشمس تشرق على روحي كما الآن تشرق لتضيء وجه الصباح وتعلن نهاية الليل , وتساعدني وحدتي على إكمال مسيرتي صوب وجودك الابدي ليتني لم أفارقك بيوم فكم طفل فيّ وُلد , وكم حلم لك في كياني حلمت , هل كان قدري يتلخص بتلك الصدفة التي جمعتنا والتي جعلتني أولد للحياة من جديد لستُ كباقي الناس ففي ذمتي قصيدة لك سأكتبها أنا لك من غير تردد .
فأنت كالطيف جئت ورحلت , طارقًا بابي ثم راحل بلا عودة مرة أخرى , لست كباقي الناس , كمشروع رحلة إلى عالم الخيال, لذات للانا المنفردة , اتجول هناك تحت ضياء القمر, حيث لا ألم لا أفكار موجعة , اعصم روحي من الفناء , واقبع تحت ريح الجمال وأزهار الابتسامات اللانهاية,إذن أنا كمفتاح لبوابة كبيرة مرسومة على الجدار أمامي , سأولج فيها بلا تردد ولا خوف ولا شيء يردعني عن الذهاب صوب الأفق بذلك الخيال المكون منك , أنت سرّ الوحي الذي يكلمني الآن نازل من السماء برسالة شوق فلا تستغرب إذا مُتتُ بعدك فأنت السبب لحياتي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل


.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا