الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مقدمة في الإندماج الإقليمي العربي
بازغ عبد الصمد
2014 / 11 / 15السياسة والعلاقات الدولية
تنشأ الأنظمة الإقليمية عادة و تزول في خضم تحولات دولية هامة، و تنطبق هذه القاعدة على الانظمة الاقليمية التي تتسم بدرجة عالية من التأثير و التأثر. و يعود هذا الأمر إلى أن النظام الدولي ليس مسرحا تتحرك عليه الدول بحرية مطلقة بل يخضع لضوابط و ضغوط، و تتحكم في هذا النظام الدولي اعتبارات متعددة في مقدمتها إرادات القوى الكبرى التي تسعى الى التحكم في التغييرات العالمية وفقا لمصالحها و حساباتها. و لا تفلت المنطقة العربية من هذه القاعدة إذ نجد أن مجلس التعاون الخليجي نشأ بينما كانت حرب الخليج الأولى مستعرة، بل إن المثال الأبرز على العلاقة السببية بين التطورات الدولية الكبرى و الانظمة الدولية هو تأسيس الجامعة العربية نفسها.
و بالتالي يمكن القول أن النظام الاقليمي العربي، شأنه شأن أي نظام فرعي في العالم فإن حجم و طبيعة التفاعلات بين الدول الأعضاء في هذا النظام تتعرض للتغير و التبدل نتيجة عوامل داخلية و خارجية و تؤثر مباشرة باتجاه الإندماج و التعاون أو التفكك و اللاتعاون.
إن العالم العربي على مستوى استحقاقات الإندماج، لا يختلف في توصيف حاله، فقد لا نجد الا قلة من الباحثين تنكر المأزق التنموي و التقهقر الحضاري الذي و صلت اليه الدول العربية الذي يتمثل في التخلف المعرفي و الهشاشة في البنى الاقتصادية و تفشي الظلم الانساني. و عند تحليل اسباب هذا الواقع و تقصي شروط الخروج منه، يبرز خيار الإندماج الاقليمي العربي الحقيقي كسبيل لنهضة إنسانية شاملة.
و عليه يصبح الاندماج العربي هدف ووسيلة، هو هدف كونه يشكل أمل و حلم ملايين المواطنين العرب يميزهم تراث تاريخي و ثقافي و روحي مشترك، و تجمعهم اللغة الواحدة و تقارب بينهم الجغرافيا. و هو وسيلة لتحقيق نهضة إنسانية تعم العالم العربي يشارك في صنعها جميع أبنائه، و قد أدركت الدول العربية منذ منتصف القرن الماضي أهمية إنشاء تكتل اقليمي قوي و منيع، يحفظ استقلالها، و يعينها على النهوض باقتصاداتها و تحقيق امنها الانساني، فعقدت اتفاقيات للدفاع المشترك و لإقامة وحدة إقتصادية، و لكن مرت أكثر من ستة عقود بقيت خلالها هذه الاتفاقيات حبر على ورق دون ان تجد لها طريقا للتطبيق على أرض الواقع.
بل الأكثر من ذلك أصبح الحديث عن الاندماج و التكامل العربي، ضرب من الجنون و إفراط في الخيال و التفائل حتى بين الباحثين و الأكاديميين العرب، خصوصا بعد احتلال العراق 2003 و كثير من الأحداث الأخرى. و ما سمي بثورات الربيع العربي و ما افرزته من تحولات كبرى كانت لها تداعيات جيوسياسية على الدول العربية، فالخلافات التي كانت تقتصر في السابق على النخب الحاكمة غزت الآن المجتمعات العربية، فاخترقتها النزاعات الإثنية و المذهبية و الرغبات الإنفصالية، حتى أصبح قبول الآخر إستثناء، الشيء الذي أصبح معه من اللازم البحث في استحقاق الإندماج العربي، و الوضع الكارثي الذي آل اليه من أجل الوقوف على مكامن الضعف و أسباب الفشل من أجل الوصول إلى أفكار و حلول لهذا الوضع المؤسف.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا
.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م
.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي
.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع
.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟