الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصادم عراقي مؤجل

ضرغام عادل

2014 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


بين الحين والاخر تشهد البلاد ثمة اعتراضات وخلافات خفية ومعلنة بين قادة الاحزاب والكتل السياسية بخصوص تواجد القوات الامريكية في العراق، منهم من يرى ضرورة تواجد تلك القوات في بلاد ما بين النهرين، واخرين يرفضون تواجدهم رفضاً قاطعاً، مما يوحي اننا مقبلين على تصادم مؤجل بين الحكومة وفصائل مسلحة تقودها زعامات دينة وسياسية مما يساعد على مزيد من سفك دماء للأبرياء.
الساحة السياسية كما الساحة الشعبية ينقسمان الى جبهتين، في الجبهة الاولى " نرفض وجود قوات او قواعد أمريكية في بلدنا انهم كفار، ولا يريدوا للعراق خيراً، وان لم يكونوا كذلك لما رموا السلاح والمساعدات الانسانية لداعش بذريعة الخطأ غير المقصود، داعش صناعة امريكية لا كثر والدليل ان ضرباتهم الجوية لم تحدث تغيير على ارض المعركة مع اخطر تنظيم ارهابي يشهده العالم، اليس من حقنا ان ندافع عن وطننا، ارضنا، مقدساتنا، ألا تذكرون ثورة اجدادنا الذين ثأروا على البريطانيين في ثورة العشرين المعروفة"
في الجبهة الاخرى ترتفع الاصوات التي اعتادت الهدوء والسكينة حين ما يتعلق الامر بأمريكا، لا تصعيد مع الولايات المتحدة، لقد ساعدونا في الخلاص من واحد من ابشع الانظمة الدكتاتورية في العالم، ألا تذكرون المقابر الجماعية التي ملئت ارضنا، ألا تذكرون الفقر والعوز والظلم الذي كان يمارسه صدام بحقنا وبحق ابأنا، احمدوا الله نحن الان بلد ديمقراطي وها نحن نمارس حياتنا اليومية ونحي طقوسنا الدينية بكل حرية وديمقراطية،
لشيعة شباب قتلوا برصاص قوات امريكية في عدة معارك، خاصة تلك التي خاضها اتباع الصدر جيش المهدي سرايا اسلام حالياً وحركات مقاومة اخرى مع الجيش الامريكي، وللسنة قتلا كذلك في معارك مماثلة حدثت في المناطق الغربية في عام 2004، يرفض زعيم سرايا السلام السيد مقتدى الصدر تواجد قوات امريكية برية في العراق، وليس اقل من ذلك زعيم عصائب هل الحق الشيخ قيس الخزعلي، وانصارهما بأتم الجاهزية والاستعداد خاصة وهم يشاركون الحكومة في محاربة تنظيم داعش، يملكون من سلاح ما يكفيهم،
عشائر وصحوات المناطق الغربية لم يقفوا موقف المتفرجين ازاء دخول قوات امريكية لمدنهم، يملكون من سلاح للقتال عدة اشهر ولربما لسنوات، ولم تعد دعوة اعضاء مجلس محافظة الانبار الاخيرة لدخول قوات امريكية برية الى المحافظة الا اراء فردية، جاءت رد فعل حول المجازر التي ارتكبها داعش هناك، فقد عانت الانبار من الجيش الامريكي كثيراً.
في حقيقة الامر ان الرئيس اوباما يدرك تماماً ان ارساله (1500) جندي الى العراق سيكون محطة خلاف بين الاوساط السياسية والشعبية العراقية، لكنه يدرك ايضاً ان سياسة ومصلحة بلاده فوق كل الاعتبارات، ولربما نفذ صبره وهو ينتظر طلب بغداد الرسمي بدخول قوات برية امريكية، لذلك اضطر الى ارساله هؤلاء الجنود بذريعة المستشارين والمدربين للجيش العراقي، لكن قرار اوباما هذا لقي بترحيب من قبل الحكومة لكنه اثار حفيظة كتل برلمانية عديدة لعل ابرزها ائتلاف دولة القانون وسواه كل من جماعة عصائب اهل الحق وسرايا السلام الذين يمثلون ثقل الشارع الشيعي.
وفق المعطيات فأن زيادة تواجد القوات الامريكية في العراق لا يضيف لنا سواء مزيد من التعقيدات لأوضاعنا السياسية والامنية ويفاقم حدة الخلافات بين الكتل السياسية، لذا يجب على حكومة العبادي ان لا تهمل هذا الموضوع وان تدرسه بدقة وعناية وان تحدد اماكن تواجد هذه القوات وطبيعة عملهم بقدر ما نحتاج من تدريب لقواتنا لا اكثر، وان تكشف ذلك لرأي العام، ولأنها ايضاً مطالبة بحصر السلاح بيد الدولة، فأن لم تفعل هذا افأنها ستفتح باب المواجه مع الفصائل المسلحة التي ستجد من تواجد القوات الامريكية مبرر لحمل السلاح وهنا يبدأ تصادم بين ابناء الوطن الواحد وهذا ما لا نتمناه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو