الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احجار الغيم..صهيل النار

الطيب طهوري

2014 / 11 / 15
الادب والفن


1- أسئلة ضابحة
ما الذي كور الأرض ، أوتدها، ورمى بالغبار على رئة الآه فيها؟..
ما الذي كان للأرض فيها؟..
سألت نسمة شاحبه ..
ما الذي شتت البر والبحر،والثلج ،والنهر جفف أحلامه ورؤاه؟..
ما الذي هشم العشب والصخر كسره بسواه؟..
ما الذي شجر السفح / أحرقه؟..
سألت ضفدعه..
ما الذي كتب العمر شهرا، سنينا، ونورا، ظلاما؟..
سأل الطفل في السر وهْو يناجي الصدى..
ما الذي لا يرى ظل هذا النهار على غيمه؟..لا يرى شمسه؟ ..
سألت قدمي وهْي تعبرني في اتجاه القطار..
ما الذي فتح الباب للريح رملا لهذي القفار؟..
سألت سنبله..
ما الذي فتح القبر للموت / هذا المدى؟..
سألت شجره..
كنت أسمعني ذاهلا..
وأردد في الريح وهْي تعانقني دمَ أثدائها ، حزنَها، ونعيقَ البشر..
2- غيم حجري
تدورين بي جهة من ظلام ،وثانية من نهار..
تفتح الأرض أزرارها في النحيب المغرد في..
يتقدم صمتي فلاة ، رياحا جنوبيةً تتهاطل ،رملا/ رغيفا ..
أرى كتفيَّ الصخور التي تتراكمُ..
صدري الصدى..ويداي المدار..
تتقدم رأسي التي ألفت غيمها الحجريَ..
ترج حنيني هناكَ..
أرى عنقي تتلوى ..
ذراعي التي هيأت كفها تترضرض بالصوت ذاك الذي رددته القفار..
وأراني ،أراكم على الشوك دائرة من غبار..
يأكل الذئب أحشاءنا..
والضباع التي في الغروب تشد سواعدنا بالمخالبِ..
تغرسها في العيون التي ستنز دما نازفا يملأ النهر/ هذا المدى اللولبيَ..هناك/ هنا..
في الصهيل الذي جففته الدموع التي عانقت غربتي في الدمار.
3- ماءٌ عماء
يد الطفل تمتدُّ هذا أنا إذ يراودني العشب خضرتهُ..
قدماه اللتان تجران شهوة هذا المكان ترابي الذي جف من ليلهِ..
كتفاه اللتان ترومان زرقة وجه السماء أغاني الصدى في البعيد هناكَ..
أصابعه حين ينتعل الورق المر أسودهَ جهة الليل حافية في الندى..
ساعداه الردى..
وانا..ربما لا انا..
خرقة الجسد المتهيئ للثلجِ ناري هنا..
وتدي حجر السهوِ..
والماء صخر المتاهِ..
وكفي على جرحها ضامئه..
وانا.. لا انا..
الرياح التي حملت شفتي في الظلام اختفتْ..
والنجوم التي كانت البرق لي حملتْ غيمَها ومضتْ ..
والسماء كما الأرض مرت على جثتي..
ورأت كيف سيفي البدائي شق الصدورَ..
وكيف الصواريخ في حملت رأسها البشريَ..
وكيف البحار علت سفن القرش أسلحة للدمارِ..
وكيف النهار رأى دمه في السفوحِ..
وسيزيف كيف انتهى صخرة هائمه..
وانا..هل أنا؟..
لا يزال السؤال على كف حواءْ..
أيضا على وجه آدمَ صمتا / نحيبا..
ما يزال على ركبة الأرض نوحا يوزع من كل زوجين ضلعا غريبا ودائرة من عماء..
4- قبر أبدي
شجر الليل هذا انا اتقدمُ..
حاملة قدمي ثقل الأرضِ ..
والبعد في كف هذي السماء الحجارة ترجمني..
كان حولي الصياحُ..
وكنت أردد في الصمت هذا الحصار الذي غرب الروح في..
كانت النار تلهب ضلعي الذي مات فيَ..
وأيدي الخلائق تنثرني في التراب الحزينْ..
***
كان في العلْو يفتح نافذة ليديهِ..
يمد الرؤى صخرة تتدحرجني..
وكانت لحاه على القرب مني دماءً..
وبسمته في الصهيل اصفرار الحشائشِ..
ذابلة كانت الريح فيهِ..
وكان المدى شرفة مغلقه..
***
كنت وحدي..
ثيابي ممزقةٌ..
ويداي إليه تمدان كفيهما..
لكنه لم ير الأرضَ.. لم يرني..
كان منتعلا غربة تترصد أسماءهُ في البعيد / القريبِ..
وكان كمن نفض الغيم من ريحهِ واستقر على جثث التائهينْ..
كان في شمسه يترنم أغنية من فضاء احتمالاتهِ..
وكانت بحار تمد الكلام الذي ينتهي هاهنا بشرا ضائعين..
***
كنت وحدي السبيلَ..
وكانت قبور الصحاري تمد حجارتها فوق نبضي..
ولا قطرة من دمي شربتها الرياح هنا..
وحده كان ذاك الغراب الذي حفر القبر لي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان


.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير




.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام


.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي




.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية