الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعهد الوطني للإدارة العامة

أشواق عباس

2005 / 8 / 29
الادارة و الاقتصاد


كنت قد بدأت البارحة بموضوع الإصلاح ، و ما يُنتظر من طلاب المعهد الوطني للإدارة العامة من مهام كبيرة
على اعتبار أنهم سيكونون رواد الإصلاح و التطوير خلال الفترة المقبلة ، بعد أن يتم إخضاعهم للتجربة بعد تخرجهم . و التي ستكون نتائجها صاحبة الفصل في نجاح المعهد بأداء مهماته أو لا من جهة أولى ، و على مدى كفاءة هؤلاء الخريجين القادمين لتولي عملية الإصلاح الفعلية من جهة ثانية .
و الخضوع للتجربة هنا لا نعني به هو إعادة إجراء الامتحانات و الاختبارات على الخريجين ، بل ما نقصده هو نجاحهم في أداء عملهم في الأماكن التي سيوضعون بها ،و في الملفات التي سيوكل إليهم العمل بها و ذلك وفق الأسس السليمة و الصحيحة للعمل .
و كنت قد أكدت في مقالي السابق أن المعهد بالفعل يضم من الطلاب من يتمتع حقا بهذه الإمكانيات . و لست أبالغ إذا قلت بان كفاءة البعض قد لا نجد من يضاهيها إذا أحسن تقييمها و رعايتها . و هو ما ستثبته الفترة المقبلة حينما توكل مهام العمل الحقيقي لخريجي هذا المعهد . بل إنه لا يمكننا أن نقصر السبب في ذلك على ما أسلفنا بل يعود أساسا إلى نوعية ما تلقاه الطلبة في المعهد من العلوم في إطارها النظري أو العملي ، لا سيما و أن هناك نخبة هامة من المدرسين و المحاضرين الذين يتولون القيام بعملية تأهيل الطالب و إعداده ، .
و ربما ما دفعني للكتابة ثانية في هذا الموضوع هو رغبتي في تسليط الضوء على بعض الأفكار التي يحاول البعض تعميمها حول المعهد و دارسيه (سواء طلابه الأساسيين ، أو من يحصل منهم على شهادة النجاح في الدورة التحضيرية دون أن يحصل على مقعد في المعهد ).
ففي حين يذهب البعض إلى المطالبة بأن يتم تعيين من حصل على شهادة الدورة التحضيرية في مناصب معينة (رؤساء دوائر و أقسام .. إلخ ) على اعتبار أنهم خضعوا لدورة طويلة نسبية تقارب السبعة أو الثمانية أشهر ، و أنهم تلقوا معلومات مكثفة في القانون و الاقتصاد و الإدارة و الثقافة . و يتوجهون بإلقاء اللوم على أصحاب القرار في هذا المجال على اعتبار أنهم لم يأخذوا بالاعتبار أن ذلك سيعوق التنمية و الإصلاح و التطوير ، بل يذهب آخرين إلى التنظير عن الإدارة و المدراء الحاليين فيشير إلى أن الإدارات القائمة حاليا لا تضم إلا المدراء الفاسدين و المفسدين و الجشعين .......... الخ ، دون أن يتم الإقرار بأنه كما في قطاعنا العام من هو غير كفء للقيام بعمله ، فهناك الكفء و الكفء جدا أيضا ، و هناك من يضع مصلحة البلد قبل مصلحته الشخصية .
إن إطلاق صفة العموم بالسلب على واقعنا الفعلي أمر غير منطقي و منافي للموضوعية ، صحيح أن ما تم الحصول عليه هو شيء جيد و قابل أن يؤثر في نوعية العمل باتجاه الأفضل ، إلا أنه لا يعني بالضرورة أن كل الحالات ستؤدي إلى نفس النتيجة . ثم إن طلاب المعهد الحاليين الذين نجحوا في الدورة التحضيرية و أهلتهم معدلات نجاحهم ليكونوا طلاب أساسيين فيه سيستمرون بالتدريب لمدة أربع و عشرين شهرا متواصلا و بشكل مكثف .
و يذهب البعض الآخر إلى المطالبة بتحسين ظروف الطالب و الدارس في المعهد ( الطلاب الأساسيين و متبعي الدورة التحضيرية ) على اعتبار أن من لا يملك قوت يومه كيف سيفكر بتطوير وطنه . ولجهة الفكرة الأساسية نحن متفقين فتحسين ظروف و أوضاع الطالب سيصب في نوعية العمل الذي سيؤديه و سيسهم في تفرغه للمهام التي سيقوم بانجازها ، لكن أن ننطلق في هذا الطرح على اعتباره الشرط الأساسي و الوحيد لنجاح العمل .و على أساس تحقيقه أو عدم القيام بذلك سيتوقف نجاح الطلاب من فشلهم فهو أمر غير مقبول أيضا .
نقر بأهمية و ضرورة هذه المسألة لكننا لا نعترف لها بأنها المسألة الأساسية التي سيتوقف على أساسها العمل من عدمه .
إن غاية المعهد و هدفه الأساسي مسالة غاية في الأهمية ، فعليه يقع عب تأهيل الكادر المتخصص في مجالات العمل المتعددة ليكونوا إداريين أكفاء ، قادرين مع الوقت على تولي مهام الإصلاح الأساسية في هذا البلد . و انطلاقا من هذه الغاية و الهدف يعمل القائمون على المعهد بأقصى الجهود و ضمن الإمكانات المتاحة لهم ( على الرغم من ضعفها) على إعداد هذا الكادر إعداد سليما و صحيحا .
و الإقرار بالصعوبات الكثيرة التي رافقت بدء عمل المعهد ليس بالأمر المخجل على الإطلاق ، فكل تجربة في بدايتها تكون معرضة للكثير من المشاكل ، لكن العمل على حلها و تجاوزها ، و الذي ظهر من خلال تطوير و تحسين نوعية ما يتلقاه الطالب من مواد ، و تلافي ما يبرز من نقاط سلبية دون الخجل من الإشارة إليها ، إضافة إلى العمل الدائم على استقدام المدرسين الأكفاء ، و نقاط كثيرة يصعب تحديدها جميعها الآن . و النتائج الحالية ( لاسيما و أن أول دفعة من الخريجين ستكون بعد أقل من أربعة أشهر) تعطينا فكرة واضحة و دقيقة أن المعهد استطاع تجاوز ما تعرض لها و هو مستمر في عمله من اجل أداء مهمته .
القيادة في هذه الدولة و الكثيرين من المطلعين على خصوصية مثل هذه المعاهد في العالم يعولون الكثير على طلابه ، و الطلاب بدورهم يبذلون الكثير من قبلهم ليكون أهلا لما يعلق عليهم من آمال ، و لينجحوا في تأدية ما يؤمل منهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 3-5-2024 بالصاغة


.. بلومبرغ: تركيا تعلق التبادل التجاري مع إسرائيل




.. أبو راقية حقق الذهبية.. وحش مصر اللي حدد مصير المنتخب ?? قده


.. مين هو البطل الذهبي عبد الرحمن اللي شرفنا كلنا بالميدالية ال




.. العالم الليلة | -فض الاعتصامات- رفض للعنف واستمتاع بالتفريق.