الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة الكردية المستقلة حق مشروع ولكن؟!

أحمد حامد قادر
كاتب و صحفي

(Ahmed Hamid Qader)

2014 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


الدولة الكردية المستقلة حق مشروع ولكن؟!
هناك شروط ومستلزمات عديدة و متنوعة على الصعدين الداخلى و الخارجى يجب العمل مسبقا لاعداد لها و توفيرها لأن المطالبة المجردة من الشروط و المستلزمات هذه بالاستقلال ستكون فاشلة و بدون نتيجة. كما شاهدناه من قبل.
كلنا يتذكر التضحيات التى قدمها شعبنا خلال عشرات السنين الماضية. وما تعرض لها أبناء كوردستان من المآسى لمجرد المطالبة ببعض الحقوق الادارية والثقافية التى جسدت بالادارة التى سميت بالحكم الذاتى المبتور أجنحته. وذلك لان القيادات السياسية لم تنتبه الى الحقيقة مفادها "الحق يؤخذ و لايعطى". وللاخذ شروط وأسس معروفة يمكن تلخيصها بما يلى:
أولا: موقع قدم, قاعدة الانطلاق ويقصد بها بقعة أرض (موطىء) يمتلكها الكرد فعلا من النواحى الاجتماعية والادارية والاقتصادية (كوردستان) الفيدرالى اليوم ضمن الدولة العراقية) وطن أو جزء من الوطن معترف بها دوليا..
ثانيا: الوحدة الوطنية أى وحدة القوى السياسية. وحتى العشائرية التى تمتلك الارادة والتصميم على التعاون والتضامن والنضال الدؤوب المشترك فى سبيل ذلك الهدف مهما كلف التضحيات, ولاتوجد هذه الوحدة والارادة لدى القوى السياسية الكردستانية فى الوقت الحاضر. بل على العكس, هناك منافسات ومشاحنات على المكاسب الذاتية. وبالذات الاقتصادية منها. لأن الرجوازية الكردية مازالت برجوزاية تجارية. تركض وراء الارباح أينما وجدت. أى انها تنحاز الى الجهة التى تحقق لها مصالحها الانانية. لأنها لاتمتلك على الارض كردستان المشاريع و المؤسسات الصناعية و الزراعية الكبيرة التى تربطها مع الوطن وتحقق لها ما تريد كى تدافع عنها وتحرص على تطويرها.
ومثالنا على ذلك الانباء الأكيدة التى تقول ان بعض رأسمالى الكرد أخذت تشترى من العدو(داعش) النفط الخام. وآخرون يبيعونه سيارات ال(بيكب) وحتى الاسلحة. لأن هذه الفئة (البرجوازية التجارية الكردية) لايهمها أى شىء سوى الارباح.
ثالثا: الوضع الاقتصادى. أى يجب أن نمتلك قاعدة اقتصادية قوية وبناء تحتى يمكن الاعتماد عليه. لأن العدو سيحاربنا اقتصاديا و سيفرض علينا الحصار الاقتصادى. ويضطرنا الدخول فى حرب استنزاف طويلة الامد. عليه يجب ضمان استمرار الوضع المعاشى للمواطنين. وتزويد قوات الدفاع الوطنى بما تحتاجها من الاسلحة والمؤن.
أنما يسمى بصيانة مؤخرة الجيش المحارب و ضمان الامن الداخلى فى البلد. يعتدمدان اولا وآخرا على الوحدة الوطنية و البنيان الاقتصادى المتين. فهل هذان الشرطان متوفران حاليا؟
رابعا: الاعلام, الدعاية, فيجب توفير الاجهزة والمستلزمات الاعلامية الضرورية والكادر الاعلامى المتمكن. لأن الاعلام الناجح سيكسب لقضيتنا الانصار والمؤيدن والدعم الانسانى الذى نحن بحاجة ماسة اليهما فى معركتنا مع العدو ماديا و ومعنويا.
خامسا: يجب أن نتوقع بأننا سندخل فى معممان المواجهة المسلحة مع الجهات التى تقف ضد هدفنا المنشود. وذلك يحتاج الى تاسيس و تدريب و تسليح جيش نظامى موحد و بقيادة موحدة و مقتدرة و كفوءة. وعلى امكانية تزويد هذا الجيش بالقوى البشرية اللازمة و الاسلحة المتطورة حسب الحاجة.
سادسا: ضمان تأييد القوى العالمية, الدولية و الشعبية. لقضيتنا قولا و فعلا ففى الظرف العالمى الحالى. أن الولايات المتحدة الامركية و حلفاءها من حلف الناتو, وتوابعها تؤثر تاثيرا فعليا على الوضع العالمى. وأن هذه المجموعة الرأسمالية الكبيرة. لاتهمها مصلحة أى شعب أو بلد الا بقدر ما يوفرلها من الارباح. (مصادر الطاقة, مواد الخام و الاسواق و الايدى العاملة الرخيصة و نظام سياسى يضمن هذه المصالح. وهنا يكمن بيت القصيد كما يقال. الامر الذى يحتاج الى قيادة سياسية محنكة وموحدة. تجيد السباحة فى هذا المحيط الخابط و تسلك دبلوماسية متوازنة بين مطامح تلك الدول و مصلحة شعبها و تحقيق أهدافها وفق اتفاقيات متكافئة و مضمونة دوليا.
وهناك دول و قوى أخرى يمكن ضمان تاييدها و مساندتها. بالاخص الانسانية منها و تحيد بعض منها.
فى الازمة الحالية فى العراق و المنطقة وكجواب للقيادة الكردية قال أكثر من دولة واحدة من الدول الكبرى. [ان الشعب الكردى له الحق بدولته المستقلة ولكن لم يات أوانه بعد!! . عليه يجب أن نحسب لهذه التصريحات حسابها الخاص. لأنها وبلا شك ترتبط بالشروط و المستلزمات التى ذكرتها . وخاصة فيما يتعلق بالمصالح الذاتية لتلك الدول.
وهنا أؤكد بأن الخزين الهائل من النفط و الغاز الطبيعى اللذين أكتشفا من كردستان هما الدافع الاساسى و الرئيسى فى أندفاع مجموعة الدول الراسمالية للمساهمة فى كبح جماح داعش فى هذه المنطقة. وليس بسبب جمال عيون الاكراد كما يقال.
أما الحكومة التركية فلها أهدافها ألاقليمية الخاصة. تتلخص فى أعادة السيطرة على ولاية الموصل التى كانت جزءا من الامبراطورية العثمانية. وما توجه داعش نحو كوردستان بعد احتلال عاصمة الولاية (مدينة موصل) الا محاولة من أجل تحقيق هذا الهدف. ألا أن مصالح الامريكية فى كردستان كما أكد عليها الرئيس (أوباما) أهم و أوسع مما تتصور تركيا. فأجبرت قوات داعش على التراجع . فهل ندرك ذالك؟!
وأخيرا أقول مرت الحركة التحررية الكردية فى تاريخ نضالها بتجارب كثيرة فيما يخص الاعتماد عاى هذه الدولة أو تلك التى خيبت آمالها لسببين:-
1. لأن تلك الدول لم تتوقع الحصول على النتائج و الاوضاع التى ستحقق لها مصالحها فى كردستان آنذاك.
2. لأن الحركة نفسها لم تنتبه ولم تستطع ضمان الشروط والمستلزمات الاساسية التى ذكرتها قبل وأثناء شروعها بألنضال (الثورة) من أجل حقوق شعبها – يقول المثل الشعبى الكردى :
"من كل خسارة تجربة"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة