الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة نقدية في قانون (محاربة العنف الجامعي) ورسالة إلى كل أشباه المناضلين

أيوب سعداوي

2014 / 11 / 16
حقوق الانسان


"لا يهمني متى أو أين أموت.لكن همي الوحيد أن لا ينام البرجوازيون بكل ثقلهم فوق أجساد أطفال الفقراء والمعذبين، وأن لا يغفو العالم بكل ثقله على جماجم البائسين والكادحين"

حينما يقول التاريخ كلمته، وقد قالها في محطات تاريخية مشهودة، يوضع الكل في موقعه الحقيقي، يعري ويفضح أعداء الشعب، يعري أصدقاء الشعب المزيفين أيضا ويجبرهم على النكوص والتزام موقعهم –مزبلة التاريخ-، وبالمقابل ينصف أصحاب المواقف الفولاذية، الجذرية التي لا تقبل المساومة والخنوع، التي لا تقبل سوى السير إلى جانب الجماهير صانعة التاريخ نفسه ويؤكد لها (الجماهير) على صحة طريقها نحو الخلاص، ويربطها أكثر بقضاياها وطموحاتها
لابد لكل متتبع لساحات النضال بكل المواقع الجامعية أن يشهد الجرائم التي ترتكب عموما ضد الإنسانية وخصوصا ضد الطلبة المحتجين على سياسات النظام الطبقية (خوصصة التعليم,غلاء فواتير الماء والكهرباء,نقص الأحياء الجامعية ,تأخر المنح الدراسية...) ولاسيما بعد إصدار قانون محاربة العنف الجامعي من طرف النظام القائم الذي مضمونه يتبلور بشكل جلي في الفصل 316 -2 :
( يعاقب بالحبس من سنة إلى سنتين وبغرامة من 2000,00 درهم إلى 20000,0 درهم كل من ساهم في أعمال العنف أو المظاهرات بالجامعات أو الأحياء الجامعية أو المؤسسات التعليمية، ترتب عنها ضرب أو جرح أو اي نوع آخر من العنف أو الإيذاء، ما لم يشكل الفعل الجرمي جريمة أشد. غير أن العقوبة تضاعف بالنسبة للمدبرين والمحرضين على الأفعال السالفة الذكر).
قد لا يستغرب الطالب العادي (الذي تم تخبيل وعيه) من هذا الفصل الذي لا يمكن دراسته بمعزلة عن باقي الفصول الأخرى فبعد أن حاول النظام أن يشتت إنتباه الأغلبية بأن العقوبة تفرض فقط بالنسبة الذي ترتب عن ضرب أو جرح ولنذهب بعيدا ونتصفح هذا القانون لنجده يقول بصريح العبارة الفصل 316-6:
( يعاقب بالحبس من شهر إلى سنة وبغرامة من 2000,00 درهم إلى 10000,00 درهم كل من حرض بالجامعات أو الأحياء الجامعية أو المؤسسات التعليمية على التمييز العنصري أو على الكراهية أو العنف بواسطة خطب أو صراخ أو نداءات أو شعارات أو لافتات أو صور أو تماثيل أو منحوتات أو بأية وسيلة أخرى، ضد طالب أو عدة طلاب أو أستاذة أو مسؤول إداري بسبب الأصل الوطني أو الأصل الاجتماعي أو اللون أو الجنس أو الوضعية العائلية أو الحالة الصحية أو الإعاقة أو الرأي السياسي أو الدين أو الانتماء أو عدم الانتماء لتيارات فكرية أو بسبب اختلاف في المواقف الفكرية أو السياسية. يعاقب بنفس العقوبة كل من ارتكب قذفا أو سبا بمفهوم الفصلي 442 أو 443 من هذا القانون بواسطة إحدى الوسائل المشار إليها في الفقرة السابقة، في حق طالب أو مجموعة من الطلاب أو هيئة التعليم أو عدة هيآت أخرى أو أستاذ أو أساتذة التعليم العالي أو مسؤول إداري أو عمداء الكلية أو رؤساء الجامعات أو مديري الأحياء الجامعية أو الموظفين العاملين بالجامعات والأحياء الجامعية والمؤسسات التعليمية).
فقد إتضح الأن بوضوح تام مبغى النظام في هذا القانون الذي يجرم أي صوت نضالي من داخل الجامعات المغربية حتى ولو بأبسط الأساليب حتى بصراخ أو نداء أو شعار أو أو ...هنا أقول ل بنكيران "إن لم تستحيي فإصنع ما شئت" ولنطرح تساؤل بسيط ل رئيس حكومة (إسلامية) هل ستتقيد المنظمة التابعة لحزب الندالة والتعمية (العدالة والتنمية) المعروفة بمنظمة التخريب الطلابي (التجديد الطلابي) بالفصل السالف الذكر لأنها تفرق الطلاب بين مسلم وملحد (وجب قتله لأنه إرتد على دين الحق كمثال إغتيال المعطي بوملي, أيت الجيد بن عيسى ,فرج فودة ,شكري بلعبيد,حسين مروة ,مهدي عامل .... ) وتحاول تشويه حقيقة الصراع على أنه صراع ديني ؟؟؟ وهل يعتبر النضال من أجل المطالب العادلة والمشروعة تحريض على الكراهية ؟؟ ولكي تتذكر (بنكيران) فلعل الذكرى تنفع المؤمنين ألست أول من بدأ بتحريض على الأساس الديني وإختلاف الأراء السياسية كمثال المسرحية التي يشاهد الشعب التي أبطالها أنت وشباط ؟؟ وقذفه بكلمات منبوذة ألا يوجد قانون يقوم بمعاقبتك على ذالك أم القانون لا يطبق على أولي الأمر من المسلمين؟؟ أم بالأحرى القانون يخدم مصالح الطبقة المسيطرة ؟؟ .... فلعلي أكثرت فضح هؤلاء الظلاميين رغم أنه من الضروري فعل ذالك نظرا للهجومات التي تشنها على الحركة الطلابية كجزء لا يتجزء من الحركة الشعبية .... وكتوضيح بسيط أود الإشارة إليه خلال الأيام القليلة الماضية، كثرت الشطحات والخربشات المشبوهة، وبدأت تنط مجموعة من الأقلام بشكل هستيري، لتوجه ضرباتها المسمومة إلى التصور الديموقراطي من داخل الساحة الجامعية ومناضلي الخط الجدري، واتخدت من العالم الإفتراضي إحدى القنوات لتمرير سمومها، والذي أصبح ملاذا وقبلة لكل الضالين سياسيا والعاجزين نضاليا، وللكائنات المصطنعة، كل هاته الأقلام اجتمعت على استهداف المناضلين ، واقتناص الفرص لتعميق الجراح، وواقع الشتات، والتغاضي عما يرتكبه النظام من جرائم في حقهم ، وفي حق المعتقلين السياسيين، وفي حق الشعب المغربي، في إجماع تلاقت فيه، وبشكل غريب، كل الخطوط والجهات بما فيها النظام الرجعي، مستندة في ذلك إلى ترسانة ضخمة من التهم والتلفيقات البعيدة كل البعد عن الواقع الملموس، وذرءا لأي تشويش يمكن أن يحدثه هذا الضجيج المتواصل على "النت" كفقاعات الصابون المتناثرة التي سرعان ما تنظفء إحداها، حتى تتطاير أخرى، نتيجة الريح الذي ينفخ في الغسيل المتسخ، والقادم من المنفاخ الاستخباراتي للنظام الذي لا يهدأ ولا ينام، طالما هناك المناضلون يكافحون في ساحات الوعى، ارتأيت تقديم هطا التوضيح البسيط والأولي:
فكفا من الغوغاء والترهات والتشويش المفعم بروح العمل المخابراتي، فحقائق الميدان وما يقدمه المناضلون من تضحيات ويبذلونه من مجهودات، أقوى من أن تطمسها أقلام البلطجية والمخبرين، المنتحلين للعباءة التقدمية، ولا تتملكهم الجرأة للحديث بلغة الوضوح وتسمية الأشياء بمسمياتها. فالنظام يرتكب الجرائم والمجازر في حق الشعب، ويغتال ويقمع ويعتقل ويعذب و... وبشكل سافر وبدون خجل، تتمم مثل هذه الأقلام عمل النظام، وتحاول جر المناضلين الى حرب الهوامش والتوافه، وإبعادهم عن جوهر الصراع ضد النظام، بمثل هاته الأساليب الخسيسة والذنيئة، وبالمناسبة أتساءل مع أصحابها. لماذا لم تكتبوا أي شيء عن عن المعركة البطولية للجماهير الطلابية ومناضليها،وعما يرتكب في حقهم من جرائم كمثال موقع القنيطرة وفاس ؟؟ طبعا لا وجود لمثل هاته الأقلام في كل هذا، لأنها وبكل بساطة، أقلام النظام، أقلام تحترف التستر عن جرائم النظام وتصويب السهام نحو صدور المناضلين الشرفاء لتوجيه الطعنات الغادرة من الخلف، وإتمام عمل النظام، والتشويش على الرأي العام والجماهير والطاقات المناضلة، ولفت الأنظار عن المهام والمتطلبات النضالية...
فحقائق الواقع الصادقة التي يصعب على أي كان نكرانها، وحقية عمالة هاته الأقلام " المبلطجة" للنظام أصبحت واضحة " للعادي والبادي"، فرائحتها وصلت حتى هافانا وبترسبورغ، أم أنه علينا أن نبشر الشعب المغربي ومناضليه ومناضلاته بالتقدم الملموس الذي حققته البلطجية والمخبرين حين أصبحوا يتجلببون بجلباب "التقدمية"... وكونوا متيقنين بأن المناضلين وأنصار الخط الجدري ليسوا من حجم الذين سينساقون وراء الهوامش والتشويش، ويسقطوا في فخ ممارسة الصراع نفس أساليبكم، ويبتعدوا عن صلب الأشياء وصلب الصراع، ليفعل النظام القائم ما يشاء ويمرر سيساته ومخططاته الطبقية والتصفوية، وكونوا متيقنين على أننا لن نترك مثل هكذا أشياء تمر ذون أن تكلف أصحابها، ولن نتوانى في فضحكم وكشف حقيقة خدمتكم وعمالتكم للنظام، وذلك طبعا بالمزيد من الصمود والمقاومة والارتباط بالجماهير فكرا وممارسة، وتطوير الصراع والممارسة السياسية وآلياتهما ... أضع نقطة نظام هنا لأن المداد لن يتوقف إن تركناه يأخذ مجراه في هذا المنحى، لأحيي عاليا كل الذين يسيرون في مقدمة الفعل إلى جانب الجماهير، غير آبهين لحرب الهوامش ولفكر الهوامش، وأحيي كافة المعتقلين السياسيين ... فعلينا مواصلة المسار وتعميقه وتطويره، لأن مواقفنا تتطلب ذلك، ولأن الشعب لا زال ينتظر منا الكثير، ولأن تقاليدنا هي تقاليد الصمود والوفاء لدماء الشهداء وقضايا الكداح والمعدمين، وليست تقاليد البيعة والتصالح والمصافحة، والركوع المخزي أما الجلاد وأمام النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي، النظام الذي سلب شعبنا العظيم خيراته وثرواته، وحريته وكرامته، وحرم أبناءه من العيش الكريم ومن أبسط مقومات الحياة الإنسانية... النظام الذي نكن له كل الحقد والعداء، ولم ولن نتوانى في توجيه الضربات إليه وإلى المتحلقين حوله وخدامه الأوفياء، الذين وضعوا تاريخ الشعب وتضحياته ودماء شهدائه في المزاد العلني... لن نتراجع، لن نستسلم لن ... مهما كانت الظروف والأحوال، ومهما كلفنا ذلك من تضحيات، حتى ينكسر القيد، حتى يسقط النظام ونسير نحو بناء المجتمع الإنساني.
أكتفي بهذا القدر وأقول ما قاله السابقون "رغم قمعكم الوحشي نرد بهدوء إعتقل الثوار إستشهد الثوار عاشت الثورة "وعلى جدار المناضلين ستنكسر كل أوهامكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -جبل- من النفايات وسط خيام النازحين في مدينة خان يونس


.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان




.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي


.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن




.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك