الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعر النفط 75 دولارا ومازلنا نراهن عليه.. ونستورد كل شيء ولا نصدر اي شيء!!

سامان نوح

2014 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


قبل اكثر من عام حذرت من خلال عدة مقالات تحليلية من تراجع كبير في اسعار النفط، وقلت لا بد لاقليم كردستان كما العراق ان لا يعول في تنميته على النفط وحده، الذي سيتراجع سعره بنسبة الثلث وفق كل المؤشرات الاقتصادية والتقارير العلمية.
من البديهيات في عالم الاقتصاد وجوب تنمية الزراعة والصناعة الى حد الاكتفاء الذاتي على الأقل، كونهما يشكللان ركنا الاستقلال الاقتصادي بدل التعويل على النفط وحده وزرع الاوهام في عقول المواطنين الكرد برفاه غير مسبوق، في حين نحن خاضعون اقتصاديا بشكل كلي لارادة جيراننا الترك والفرس.
ظل المسؤولون الكرد كما العراقيون، طوال السنوات الأخيرة يزرعون الاوهام ويبيعونها للناس، معتمدين على رهان زيادة انتاج النفط الذي هو سلعة متذبذبة الاسعار، وكأي سلعة اخرى تعتمد بشكل اساسي على قاعدة العرض والطلب ... ظلت "خطتهم الاستراتيجية" للتنمية تعتمد على توظيف الناس ومليء دواوين الاقليم بهم دون حساب وكتاب ودون ان تكون هناك حاجة لهم وطبعا دون اي انتاج ولأهداف حزبية انتخابية بحتة.
وظلوا حتى قبيل الانتخابات الأخيرة يخدعون جماهيرهم ومواطنيهم ويرفعون دعايات خيالية عن صناديق تنمية وصناديق واردات نفطية وصناديق للمتقاعدين وصناديق للعاطلين و..... والناس تصدق، وتحسب مدخولاتها الشهرية الجديدة، وتنتظر حصتها بعد الانتخابات من اموال تلك الصناديق الوفيرة.
شعب لا ينتج، ويستورد كل شيء بدءا من الماء وقناني الاوكسيجين، ومرورا بالبصل والطماطة والمنزليات والانشائيات والموبيليات والكهربائيات واجهزة الموبايل والحواسيب وانتهاء بالشاحنات والطائرات ووقودها.... هكذا ارادت لهم تركيا وايران، وهم فرحون بملذات الاستهلاك، بدل الانشغال بخيرات الانتاج.
موظفون يتلقون رواتب كبيرة دون انتاج، مؤسسات تعليمية وجامعية تصنع الأمية الثقافية والعلمية وينتهي خريجوها الى الأسواق والدواوين دون انتاج، مزارعون بلا انتاج، مهندسون بلا انتاج، اساتذة جامعيون بلا انتاج، ضباط في تشكيلات البيشمركة بلا انتاج........ و مسؤولون يتلقون رواتب خيالية بلا انتاج ما عدا تصنيع الأزمات والاوهام.
في كانون الاول 2013 شاركت بورشة نظمها صندوق النقد الدولي بعمان، وعدت هناك بيقين متزايد بأن اسعار النفط، الشيء الوحيد الذي نصدره وهو هبة الله لنا وليس من صنعنا، ستهوي بعد عام الى سبعين دولارا وبعدها الى ستين وخمسين دولارا للبرميل اذا استقرت الاوضاع الامنية وحصل ما تخطط له دول عدة مثل العراق وايران من زيادة في الانتاج بنحو مليوني برميل، يضاف لها زيادة انتاج دول اخرى خارج اوبك وزيادة انتاج الولايات المتحدة، وزيادة انتاج النفط الصخري الداخل الجديد على اسواق النفط.
اليوم ها هي الاسعار تصل الى 75 دولارا ونحن لا ننتج شيئا ونستورد كل شيء!!! كل شيء، كل شيء، كل شيء....... لكن مسؤولينا بما فيهم كبار موظفي الدولة ممن يحملون شهادات عليا تصنفهم "كخبراء"، مازلوا يقولون ان كل شيء كل شيء كل شيء بخييييير، وان الأشهر المقبلة ستكون حاسمة وستقضي على الأزمة المالية عن بكرة ابيها.
يا شعب الاقليم، وأخص بالذكر كبار المسؤولون، لا تنسوا بعد كل صلاة ان تدعو الله ان يحفظ اسعار النفط عند مستوياتها الحالية، والا فان خيباتكم ستكون كبيرة كبيرة جدا.

تنويه: في السنوات الأربع الأخيرة كان اقليم كردستان يحصل سنويا على ما بين 10 الى 12 مليار دولار من الحكومة العراقية كحصته من الموانة سنويا، 65% من المبلغ كان ينتهي لانعاش الاقتصاد التركي وزيادة ارباحه، و20% ينتهي الى ايران، والباقي كان يظل في السوق الكردستانية او يتم ادخاره.
تنويه: مازال البعض وبينهم اساتذة واكاديميون يعتبرون ان المولات والأسواف الكبيرة والماركتات، التي صارت تنتشر في كل حي كردستان، مظهرا للتقدم، رغم انها تهدر كل ما يأتينا من واردات فاموالنا من خلالها تنتهي الى الشركات التركية والأجنبية المنتجة للبضائع.. ان معروضات تلك الأسواق تكشف بوضوح كم نحن متخلفون نأكل كل شيء ولا ننتج أي شيء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة