الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-سرّ البيت المفتوح-: دلالة الرمز الذي يكشف عن سرّ الإبداع قراءة في المجموعة القصصية لسعدي صبّاح

رفيق جلول

2014 / 11 / 17
الادب والفن


تعدّ القصّة نموذجا إبداعيا لتناول مفهوم آخر لمحنة الكتابة ، المحنة المقدّرة على ثقافة الإنسان السّائدة ، والتي تتجمّع و تتمحور في موضوع واحد هو فتح الجرح الذي قهره في تاريخ نتنت رائحته مهما بعدت لحظة بدايتها ، وهي أعني "القصة" في موضعها كشكل إبداعي تتشابك مع أشكال أخرى من ( شعر ، رواية ، مسرح ، ملحمة ، فن تشكيلي ، الموسيقى بكل أنواعها .. ) في مفهوم واحد خلق منذ الأزل البعيد من أجله ولأجله هو الإنسان. والإنسان في كل الأزمنة السابقة والحالية ، القديمة والحديثة منها ، يحتاج إلى سفينة نوح للنجاة من دوامة المتاهة التي يعيشها في لحظة اليأس التي تنتابه وتعتريه ، و تجعله لا يفرق بين الصواب والخطأ ليأكل من تفاحة أبيه آدم ويتنزّل من جنّة النّعيم إلى أرض خلقت من رحم الشّك . وهاهو يقع في الشّك حتى أنّه نادرا ما يضع الآخر محلّ ثقة، وذلك إثر الجروح التي يلقاها منه والتي يواجهه بها، إنّه الشّكّ الذي يجعل لأسراره جبّ أو بيت لا يفتح إلاّ بمفتاح واحد وهو الكتابة. ولأنّ الكتابة هي اليقين الذي يقطع شجرة الشّك التي سقطت منها تفاحة أبيه آدم، جعلت من الإنسان كائنا يكتشف جاذبية الأرض له ليبدع بمحنتها وطقوسها المقدّسة والمدنّسة منها. وأنا أقرأ هذه المجموعة " سرّ البيت المفتوح " الذي طلب منّي صاحبها صديقي القاص المبدع سعدي صبّاح أن أقدّمها ، و أنا أقدّمها ليس بشرف الثقة التي أعطاني إيّاها فقط ، إنمّا أيضا بشرف الكتابة لأجل كتابة مقدّسة تفتح أفق الإنسان من خلال إبداعه القصصي . (أسيـر الخشخـاش، البلبـل الأرعـن، بروفيل أنيس الغربة، حين سقطت قمر ... !) هي بعض ممّا جاء ليعلن ما في جعبة " سرّ البيت المفتوح"، فنصوص سعدي صبّاح السردية بعناوينها مستوحاة من رحم المقدّس برمزيّة تزيد من حدّة الإبداع، فهو يفتح البيت أي بيت الإبداع ليكشف عن سرّ الإنسان الذي بداخله . القاص سعدي صباح من خلال المجموعة كأنه أيضا يخلق من ضلع أبيه وأبانا أجمعا آدم عليه السلام محنة تتوزع على قارئها النوعي ، فهنا في المجموعة تجده يختار القارئ في حين أن هذا الأخير أي القارئ يبحث عن السرّ الذي جعل صباح يفتح هذا البيت الغامض والمظلم من داخله . المجموعة القصصيّة " سرّ البيت المفتوح" تقارب الواقع بمتخيّل رمزي مفعم بالإشارات والعلامات الدلالية الإيمائية ، وهنا القاص سعدي صبّاح كأنّه يريد تثبيت قول بول ريكور :" إن الرّمز مقيّد بالكون "، لذلك أعتقد أن القاص والشاعر والكاتب الروائي والفنان المبدع بأشكال مختلفة يستعمل الدلالات الرمزية لينقب ويبحث عن سرّ الواقع الذي يحيط به،وكذلك الإيحاء يعد من مقومات الرمز الإبداعي، والغموض هو باعثه، فالكلمة الغامضة أو الصورة الغامضة هي ذاتها مثار وحي وتأثير على الآخرين، يضاف إلى ذلك وقع الكلمات وصداها، ورشاقة الأسلوب وانتظامه، كل ذلك له أثرهُ في خلق المتعة لدى الكاتب سعدي صبّاح وقدرته السردية . وبدوري كقارئ لهذه المجموعة المتميزة أدعو الآخر أن يستمتع بإلتفاتته نحو هذا الإبداع ، ويفتح باب الشك والبحث والتنقيب في الواقع الذي نعيشه . وفي الأخير أهنئ صديقي القاص سعدي صبّاح على هذا التميّز بانتظار تميّزا آخر عن قريب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??