الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في العراق الحبيب ! ان تحال على التقاعد ! شئ من المحال !

ناديه كاظم شبيل

2014 / 11 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في كل بقاع الارض هنالك قانون تقاعدي ، ينصف الموظف ان اصيب بمرض ما ، او ضرر ما اثناء العمل او بسبب العمل ، كالام الكتف او الرقبه نتيجة السياقه او كي الملابس وما شابه ذلك ، او بسبب الاكتئاب والامراض النفسيه . ويكون الراتب حسب سني الخدمه مع تعويض سخي يكفل له ولاسرته الحياة الكريمه . وهناك انواع اخر من التقاعد ، لا مجال لذكرها الان .
ولاجراء معاملة التقاعد العام ، ماعليك الا ان تملي استمارة التقاعد قبل شهرين او ثلاثة من بلوغك السن القانوني وهو الخامسه والستين ، وفي بعض الدول عندما تبلغ الستين ثم تحصل على التقاعد . ويغطي الراتب التقاعدي جميع متطلبات الحياة ، وبما يكفي لحياة كريمة تغنيك عن الديون وتحفظ لك ماء الوجه .
كل المعلومات تستقيها الدولة من ارشيف المواطن المحفوظ في الحاسوب ، وما على المواطن الا ان يملي استمارة بسيطه ويرسلها في البريد العادي ويأتي الرد بعض فترة قصيره جدا ، وله حق الاعتراض على القرار التقاعدي ، وتكفل له الدوله محام ان كان لا يجيد اللغه .
معظم المواطنين الاجانب لم يقدموا خدمة للوطن الجديد ولو ليوم واحد ، هؤلاء ايضا يشملهم قانون التقاعد المبكر ( الناتج عن المرض ) والعام وهو بعد بلوغ المرء السن القانوني .
يستطيع المتقاعد ان يغادر البلد مدة ستة اشهر ويعود بعدها ليملي استماره روتينية تؤكد بأنه مازال حيا يرزق ، ويستطيع بعدها السفر ثانيه وهكذا .
يحصل المتقاعد على امتيازات منها العلاج المجاني وتخفيضات في مجال الرياضه والسفر وامور كثيرة اخر ، او كارت يسمح له بالتنقل في وسائل النقل مجانا في بعض المدن الكبيره .
اما في عراقنا الحبيب ، وخاصة بعد الفوضى العارمه التي حدثت به ، وبعد ان تبرعت ايدي الشر والحقد من دول الجوار واحرقت الحجر والبشر ، يقف المرء عاجزا عن اثبات استحقاقه التقاعدي ، فكل ملفاته الشخصيه اصبحت رمادا تذروه الرياح ، الامر يهون لمن ظل مرابطا بالعراق ولم يغادر منزله شمالا او جنوبا ، فلا بد وانه يحتفظ باوراقه كامله وبالاخص شهادة التخرج وتاريخ اول مباشره له في العمل والتنقلات والعلاوات والشكر والتقدير والترفيع ، ولكن كيف يكون الحال لمن غادر ارض الوطن بسبب الظلم أوالخطر الذي هدد حياته ؟ هنا يستحيل له الامر ، فلا شهادة تخرج ولا اول مباشره ولا اخر يوم في الدوام ، نعم قد يتنقل المرء هنا وهناك في الاماكن التي سبق له العمل فيها ويأتي لدائرة التقاعد بالمفيد ، ولكن هل توافق دائرة التقاعد على تلك الشهادات ؟ كلا بالطبع رغم علمها من الدائره التي عمل بها الشخص بأن جميع الملفات قد احرقت او فقدت ، وتبدأ رحلة العناء والشقاء ، وكتابنا وكتابكم ،وبين الامل والخيبه تمر الشهور والامر كما هو ، وتبدأ اقتراحات وطلبات اخر تعجيزيه من مديرية التقاعد ، ويجد الانسان نفسه بأنه يركض وراء سراب لا امل فيه ، وتستمر المعاناة وينصحه المقربون ( بالحرام ) نعم فلا حل للموضوع الا الرشوه ، ويطلب منه الموظف المسؤول مبلغا تعجيزيا ، فيحتار بين ان يدفع هذا المبلغ او ان يلغي الموضوع جملة وتفصيلا ، ولكن هل يترك حقه ويهضم حق السنين الطوال من درس واجتهاد وبرد وحر ومرض وعوز وخوف ؟ هل يضحي بكل هذا لاجل موظف مرتش لا يستلذ الا بالمال الحرام ، اذا هل نحن مسلمون حقا ، وهل نؤمن باليوم الاخر ، كلا والف كلا ، وكل مانراه في العراق هو مظهر اسلامي لا اثر فيه لروح الاسلام النقي ، فلقد اصبح الاسلام صنما اسمه الاسلام نعبده وننحر له الذبائح كما يفعل اهل الجاهلية للات والعزى وهبل ، الفرق هو الاسم فقط ولا غير ، واصبح النفاق الديني هو سيد الموقف ، فالقران يتلو في المحال التجاريه وفي وسائل النقل والمطاعم لا تسمع الا النحيب والبكاء ، وكأن العراق لا تنقصه الذبائح والمئآتم المستمره التي يقدمها ليلا ونهارا وفي كل يوم .
في الختام اقدم اقتراحا انسانيا لدائرة التقاعد مع علمي انها سترميه في سلة المهملات ، فالجشع والطمع اصبح عادة لا يمكن للموظف الاستغناء عنها بأي حال من الاحوال ، ولكن عل وعسى ان يأخذ بها من لا زال يملك شيئا من الضمير ، وهذا الاقتراح هو ان يكتفي موظف التقاعد بهوية الاحوال المدنيه ليتأكد من عمر المتقاعد وان تكون لدى الشخص بعض الاثباتات التي تثبت خدمته كالمباشرة في العمل او الانفكاك ، وان يحضر بعض الشهود للادلاء بمعلوماتهم ، وان تحتسب الخدمه وفقا لذلك ، وهذا ما يعمل به في الدول الاوربيه ، فعندما تفتقد بعض المستمسكات للشخص الذي يرغب في اكتساب جنسية البلد الجديد ، يطلب منه ان يحضر شاهدين للادلاء بانهما يعرفانه حق المعرفه وبأنه من بلدهما الام .
الدوله والمواطن في بلداننا ( الاسلاميه ) في ازمة ثقه متبادله ، ولا بد من ان تحترم الدوله المواطن وتخلص له ، كي يبادلها الاحترام والاخلاص ، ماذا والا فالقيامة ستقوم ، وسنقلب البلد على عقبيه اكثر مما هو عليه الان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا