الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قريش بين شرعية النبوة ومشروعية السؤال

كمال بالمقدم

2014 / 11 / 17
كتابات ساخرة


تعيـــــش أنت وجماعـة من النـــاس في بقعة معينة من العالم ... و لنفرض ان اسمــها [اكس] ... هذه البقعة أو المنطقة ليس لها دين محدد ...
و لا أحد فيها يدعي الإتـــصال بالآلة ... هناك ممارسات دينيـة لكنها فردية شخصية و تعترفون أنها من
صنعكم .. و لا علاقة لها بالسماء ابداً ...!

في يوم من الأيام .. و بينما كانت تسير حياتكم الطبيعية كالمعتاد .. اخترق صوت صراخ عالي صمت
المكان : أنا رسول من الله .... التفتوا للمصدر لتجدوا شخص لنفرض ان اسمه [ ن ] و أنتم
تعرفونه سلفاً ...

قلتم له حسناً اقترب يا [ ن ] ... ما الذي تقوله يا رجل ؟!

ن : أنا رسول من الله .!

أنتم : من هــــو الله .!؟

ن : أنه آله و هو ربكم هو الذي خلقكم و هو قادر على كل شيء .. و قد تواصل معي ...
و أنا رسول منه لكم .!


سأقطع هذا القصة ... و أقول هنا سيأتي المنطق .. ستطالبون حتما بأدلة على ذلك الرسول [ن]
مثل أن يحقق معجزة لكم .. حتى يثبت لكم أنه فعلا رسول من ذلك الآلة ...!

حسنا : يبدو أن المثال التقريبي بات واضحا ... عندما نسقط هذا المثال على قريش نرى تشابه فضيع
و لا يقولني احد شيئاً كل ما بنيت عليه إستنتاجاتي هو من القرآن و السنة...!


نذهب الآن لغرض موضوعنا من وراء المثال :


ما دام الأمر منطقي كما عرفنا في المثال ... و هذا أمر لا يمكن إنكاره ...!
حسناً لماذا كان يتم تعليمنا ان قريش كانت تكابر بينما هي فقط تمارس حقها المشروع و المنطقي...؟
و هي أنه تريد دلائل لكي تؤمن .؟!


كل شخص يقول أن قريش كابرت هو شخص مخطيء ... قريش أردات المنطق ... قريش لم ترد
أن تسلم عقلها بدون منطق ... من المستحيل أن قريش لو شاهدت معجزة لكانت أصرت على
كفرها بمحمد ...!

قريش كانت عقلانية فقط .... و لها كل الحق .!



بعض الدلالات و كما قلت لن اخرج عن القرآن و السنة ... :


[ وقالوا لن نؤمن لك حَتَّى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً * أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً *أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً * أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حَتَّى تنزل علينا كتاباً نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً ]

هذه أمور تافهة بالنسبة لإله خلق كل الكون ... فلماذا لم يأتي بها الرسول و يحل المشكل و يهتدي
كفار قريش !؟

لماذا لزم الأمر للهجرة و الحروب و العداوات و نثر الدماء و الأشلاء ... إلخ ...!؟

كان يمكن حل المشكل من الأساس ...!

نلاحظ أن الرسول هنا يرد بـ[ هل كنت إلا بشراً رسولاً ]
لكن المطالبين لم يطلبوا منك [ لأنك لو كنت شخص عادي لما طلبوا ذلك منك ] لكن أنت تقول أنك
مرسل من آله قادر على كل شيء .. و يريد لنا أن نؤمن به .. حسناً ببساطة ... تريديني أن أؤمن بربك اعطني دلالات منطقية على ربك و أنك فعلاً مرسل منه ... فهذه أشياء لا تعجزه كما تقول .!

تكرر الإصرار في القرآن في عدة مواضع على أنه لم تكن للرسول معجزة تذكر .!

و في بعض المرات كانت الردود على طلب المعجزة أو الدليل على نبوته . غريبة .!

مثل [ و ما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ]

أليس من الظلم أن تحاسبني بأخطاء الأقوام الأولون من قبلي

حتى يكون الوضع عادلاً يجب أن ترسل لي آيات أيضاً تدلني عليك ... و هذا لا يعجزك .... ليس أن تحاججني بأقوام الماضي ...






رد آخر غريب :

قريش تريد دليل على صحة هذا الرسول و صحة القرآن فيكون الإستشهاد بالقرآن نفسه ...؟!

[أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة و ذكرى لقوم يؤمنون ]

لا طبعاً لم يكفهم ... من الواضح أنه لم يكفهم ...! لقد طلبوا دليل على صحة القرآن .. فكيف يكون الدليل هو القرآن نفسه .!؟


رد آخر غريب :

[ إِن نشأ نُنَزِل علَيهم من السماء آيةً فظلَت أَعناقهم لها خاضعين ]

و لماذا لا تشاء ... ما هذا التهرب ؟ .. بإختصار أيها الرب و أيها الرسول ... ما دمتم تريدون الإيمان لهم فلماذا كل هذا التصعيب و التهرب ... معجزة واحد يا رب ... واحدة ... ؟


رد آخر غريب :

[ قُل لو أَن عندي ما تسَتعْجلون به لقضي الْأَمر بيْني وبينكم واللَّه أَعلم بالظَالمين ]


هل يمكن أعتبار هذا إعتراف بأنك لا تملك ما يطلبون ... ؟! لا أرى قريش طلبت سوى حقاً مشروعاً...؟!



...........


لا أريد أن إغرقكم بالآيات ... لكنها فعلاً تملأ القرآن ... و كلها تدور حول طلب دليل على أنك
يا محمد رسول من الله .. و دوماً لم يكن يأتي ذلك الدليل .... أليس هذا حق مشروع لقريش كما ذكرنا



المزيد من الأمثلة :


[وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُورا ]


هل من العتـــو أن يتم طلب أدلة على ما تدعيه أنت في الأساس .. و نلاحظ أن من بعدها مباشرة آية للتخويف من العذاب ! بمعنى أن هذا الطلب غلط و عليكم أن لا تكرروه ؟!


من جديد :

[ قل إنَما أنا بشر مثلُكم يوحى إلي أنَما إلهكم إله واحد ]

القوم يعرفون أنك بشر لكنهم يحتاجون لإثبات الشق الثاني من الموضوع و هو أنك مرسل ...؟!



من جديد و مراراً و تكراراً :


[ قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتَبع إلاَّ ما يُوحى إليَّ ]

للمرة الألف الطلب ليس منك ... بل ممن تدعي أنه أرسلك ؟!

و اخيراً :


هناك آية بالخصوص وقفت عندها كثيراً و أعتقد أنها بينت صدق نوايا قريش حقاً .... و أنهم فعلاً كانوا
يريدون أي دليل حتى يؤمنوا ... و أنهم لم يكونوا يكابرون ... و كالعادة كان الرد غريب ... ... الآية هي :

[ و أقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها
إذا جاءت لا يؤمنون * و نقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون]

قريش تعلن لتزامها و تقسم انها مستعدة للإيمان و الإلتزام في حالة جاء الرسول بآية أو دليل ... و كان
الرد بأنه لا يدرينا حينما نبعث الآية أنكم قد لا تؤمنون أيضاً ... طيب أنت تعال بالأية حتى تقوم عليهم الحجة وقتها لكل
حادث حديث ...
الرد الآخر في الآية كان : قد نبعثها و ترونها و تؤمنون بها ثم نقلب أبصاركم و قلوبكم إلى الحالة التي كنتم فيها قبل أن تؤمنوا بها ...
حسناً لماذا تبعث تلك الآية من الأساس إذاً .؟!


صراحة من أكثر الآيات التي توقفت أمامها ...!




كما قلت لا أريد ذكر الكثير من الأيات المشابهة التي يطلب فيها الكفار دليل .. لكن ذلك الدليل لم يأتي
ابداً ... فما كان من قريش إلا أنها رفضت أن تسلم عقلها لشخص لا يملك أي دليل <<< هذا ليس رأيي
بل ما يُفهم من القرآن ...



________________________________________________




نأتي الآن لأحدث سيرة كتبت بعد وفاة الرسول ... حيث يقال أنها كتبت بعد حوالي الـ 100 سنة فقط
من وفاته ...و هي سيرة ابن إسحاق ...


نجد فيها ما يدعم تلك الآيات حرفياً و بكل وضوح من أن قريش لم ترى معجزة واحدة من الرسول :



____ [ حدثنا أحمد: حدثنا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني شيخ من أهل مكة قديم منذ بضع وأربعين سنة عن عكرمة عن ابن عباس : أن عتبة وشيبة ابني ربيعة، وأبا سفيان بن حرب، والنضر بن الحارث أخا بني عبد الدار، وأبا البختري أخا بني أسد، والأسود بن المطلب بن أسد، وزمعة بن الأسود والوليد بن المغيرة، وأبا جهل بن هشام، وعبد الله بن أمية، وأمية بن خلف، والعاصي ابن وائل، ونبيه ومنبه ابني الحجاج السهميين اجتمعوا، أو من اجتمع منهم بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد وكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه، فبعثوا إليه: إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك، فجاءهم رسول الله سريعاً وهو يظن أن قد بدا لهم في أمره بداء، وكان عليهم حريصاً يحب رشدهم ويعز عليه عنتهم، حتى جلس إليهم فقالوا له: يا محمد إنا قد بعثنا إليك لنعذر فيك، وإنا والله ما نعلم رجلاً من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك، ولقد شتمت الآباء، وعبت الدين، وسفهت الأحلام وشتمت الآلهة، وفرقت الجماعة، فما بقي أمر قبيح إلا جئته فيما بيننا وبينك، فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا سودناك علينا، وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك بما يأتيك به رئى تراه قد غلب عليك وكانوا يسمون التابع من الجن رئى، فربما كان ذلك بذلنا أموالنا في طلب الطب لك حتى نبرئك منه، أو نعذر فيك، فقال لهم رسول : ما أدري ما تقولون ما جئتكم بما جئتكم به لطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً وأنزل علي كتابا، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً فبلغتكم رسالة ربي، ونصحت لكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوا علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم .

فقالوا: يا محمد فإن كنت غير قابل منا ما عرضنا عليك فإنك قد علمت أنه ليس أحد من الناس أضيق بلاداً ولا أقل ماء، ولا أشد عيشاً منا، فسل لنا ربك الذي بعثك بما بعثك به فليسير عنا هذه الجبال التي قد ضيقت علينا، وليبسط لنا بلادنا، وليجري فيها أنهاراً كأنهار الشام والعراق، وليبعث لنا من مضى من آبائنا، وليكن فيمن يبعث لنا فيهم قصي بن كلاب فإنه كان شيخاً صدوقاً، نسلهم عما تقول أحق هو أم باطل، فإن صنعت لنا ما سألناك وصدقوك صدقناك وعرفنا به منزلتك من الله، وأنه بعثك رسولاً كما تقول، فقال لهم رسول الله : ما بهذا بعثت إنما جئتكم من الله بما بعثني به، وقد بلغتكم ما أرسلت به فإن تقبلوا مني فهو حظكم من الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم.
فقالوا فإن لم تفعل لنا هذا فخذ لنفسك، فسل ربك أن يبعث معك ملكاً يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك وسله فليجعل لك جنانا وكنوزاً وقصوراً من ذهب وفضة يغنيك بها عما نراك تبتغي، فإنك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمسه، وحتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسولاً كما تزعم، فقال لهم رسول : ما أنا بفاعل، وما أنا بالذي يسل ربه هذا ولا بعثت إليكم بهذا، ولكن الله بعثني بشيراً ونذيراً، فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وببينكم.
قالوا: فأسقط السماء كما زعمت أن ربك إن شاء فعل فإنا لا نؤمن لك إلا أن تفعل، فقال رسول الله : ذلك إليه إن شاء فعل ذلك بكم؛ قالوا: يا محمد فاعلم ربك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألناك عنه ونطلب منك ما نطلب، فيتقدم إليك فيعلمك ما تراجعنا به ويخبرك ما هو صانع في ذلك بنا إذا لم نقبل منك ما جئتنا به، فقد بلغنا أنه إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن، وإنا والله لا نؤمن بالرحمن أبداً فقد أعذرنا إليك يا محمد، وإنا والله لا نتركك وما بلغت منا حتى تهلك أو تهلكنا، وقال قائلهم: نحن نعبد الملائكة وهن بنات الله، وقال قائلهم: لن نؤمن لك حتى تأتينا بالله والملائكة قبيلاً، فلما قالوا له ذلك قام رسول الله عنهم، وقام معه عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وهو ابن عمته، ابن عاتكة بنت عبد المطلب، فقال له: يا محمد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم ثم سألوك لأنفسهم أموراً ليعرفوا بها منزلتك من الله فلم تفعل، ثم أن تعجل لهم بعض ما تخوفهم به من العذاب، فو الله لا أومن بك أبداً حتى تتخذ إلى السماء سلماً ثم ترقى فيه وأنا أنظر حتى تأتيها، ثم تأتي معك بصك منشور ومعك أربعة من الملائكة يشهدون أنك كما تقول، وإيم الله أن أن لو فعلت ذلك ما ظننت أني أصدقك، ثم انصرف عن رسول الله ، وانصرف رسول الله إلى أهله حزيناً آسفاً لما فاته مما كان فيه يطمع من قومه حين دعوه، ولما رأى من مباعدتهم إياه]_____.





قريش من فرط شكها في مصداقية الرسول .. فهي تعتقد أنه يفعل ذلك من أجل غرض و منصب
دنيوي ... لأنها لم تستطع تفسير سلوكه ... و ليس هناك ما يدعم قوله بأنه رسول ... بل يشكون
انه يتلقي كلامه من مصادر بشرية أخرى كما أشاروا للشخص باليمامة .!

و مع ذلك طلبوا منه معجزة تدل على صدق رسالته .... لكن كالعادة لم تكن تلك المعجزة تحظر ...
رد الرسول كان : الله بعثني بشيراً و نذيراً ... !

ما السبب ؟!




مرةً أخرى .!


وكان النضر من شياطين قريش، وممن كان يؤذي رسول الله ، وينصب له العداوة، وكان قد قدم الحيرة وتعلم بها أحاديث ملوك فارس، وأحاديث رستم وأسفندباذ وكان رسول الله إذا جلس مجلساً يذكر فيه بالله ويحذر قومه ما أصاب من قبلهم من الأمم من نقمة الله، خلفه في مجلسه إذا قام، ثم يقول: أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثاً منه، فهلموا فأنا أحدثكم أحسن من حديثه، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم وأسفندباذ، ثم يقول: بماذا محمد أحسن حديثاً مني .


قريش و بعد أن رأت أن دعوة محمد غير مدعمة بأي دليل .. لم تعد تأخذها على محمل الجد ... بل
كمواعظ و أقاصيص على الأكثر .!





مرة أخرى .!


____[حدثنا أحمد: حدثنا يونس عن ابن اسحق قال : حدثني والدي اسحق بن يسار عن رجال من بني سعد بن بكر قال: قدم الحارث بن عبد العزى، أبو رسول الله من الرضاعة، على رسول الله بمكة، فقالت له قريش حين أنزلت عليه: ألا تسمع يا حار ما يقول ابنك هذا! قال: وما يقول؟ قالوا: يزعم أن الله يبعث بعد الموت، وأن لله دارين يعذب فيهما من عصاه، ويكرم فيهما من أطاعه، وقد شتت أمرنا، وفرق جماعتنا، فأتاه فقال: أي بني مالك و لقومك يشكونك ويزعمون أنك تقوم أن الناس يبعثون بعد الموت، ثم يصيرون إلى جنة ونار؟! فقال رسول الله : نعم، أنا أزعم ذلك، ولو قد كان ذلك اليوم يا أبة لقد أخذت بيدك حتى أعرفك حديثك اليوم، فأسلم الحارث بعد ذلك، فحسن اسلامه، و كان يقول حين أسلم: لو قد أخذ ابني بيدي فعرفني ما قال لم يرسلني إن شاء الله حتى يدخلني الجنة .]_____


مرة أخرى قريش تعاني من غياب الدليل على النبوة ... و الرسول يستخدم الإقناع لجعل الناس مؤمنين ... !




هناك العديد من الأمثة الأخرى لكن أكتفي بهذا .!


بالطبع قد يجيب شخص بأن الرسول يمتلك معجزة الإسراء و المعراج ... لكن للأسف تلك المعجزة
لم يشاهدها أحد ... و حصلت في جنح الليل و الناس نيام .... و في اليوم التالي أخبر الرسول الناس عنها بمعنى أنه لم يشاهدها أحد بأم عينه ....


و قد يحتج أحد بمسألة إنشقاق القمر ...:

علمياً القمر لم يسبق له أن أنشق و ليس هناك أي دلائل على هذا ... ما أستغله دجالي الإعجاز
هو مجرد أودية و تشققات طبيعية على القمر مثل الموجودة على الأرض ...
كما انه لم يسجل أحد من الشعوب في تاريخه تقريباً أي حالة لإنشقاق القمر ... و هي حالة لو حصلت
لما غابت عن كل شعوب العالم و لكانوا سجلوها ...
كما و أنه أيضاً و حسب ما بحثت فإن الأحاديث التي تصف إنشقاق القمر فإنها ليست قوية وهذا ما وجدته عنها :

____[عدد الاسانيد منحصر في صحابي واحد او اثنين، مما لا يقرب معه من حد التواتر.]____


فما الفائدة من معجزة يشهد عليها مؤمنين سلفاً .... و فوق كل ذلك هم واحد أو اثنين .؟!


آخيرا :

1- هل كان يعجز الله أن يأتي بمعـــجزة مما طلبت قريش لكي تؤمن ... معجزة سخيفة مثل تفجير
ينبوع ؟!
هو القادر على كل شيء ... و لا تعجزه تلك المعجزة ابدا ... فلماذا لم تحصل ؟ ... و لماذا كان الرسول و من خلال ردوده في القرآن لا يأتي بتلك الأدلة على نبوته رغم تكرر طلب تلك الأدلة ؟!
هل الله يريد أن يصعب المهمة عليهم مثلاُ ... لماذا يريد ذلك ؟



2- هل ترى أن ما فعلته قريش هو حق مشروع لها ... أن تطالب بأدلة تدعم نبوة الرسول ... فهم
لا يريدون أن يؤمنوا هكذا بدون دليل ... و لا أعتقد أن مكابرتهم أتت من فراغ ... بل لأنهم لم يكونوا
مؤمنين بأنه رسول اصلاً ...



3- المشكلة أن الإتيان بمعجزة كان سيقيم الحجة بشكل أكبر ... و سيسهل الدخول في الدين
بدون الحاجة للذهاب للطائف و الهجرة للمدينة و الغزوات و المعارك و ما إلى آخره ... فلماذا
إذن لم تظهر تلك المعجزة ...؟!





االكثير من الأسئلة المحيرة تحتاج إلى إجابة ... هل اخطأت قريش ؟ أم أنها كانت عقلانية ببساطة .؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل