الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثرثرة عن قطعة ارض اسمها الوطن

جواد البياتي

2014 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


قــد يستفــز البعض عندما تــذكـر في حـضرتــهم أو تمــرّ عليــهم كلمــة ( الوطن ) هذا الاستفزاز يعمل بإتجاهين .
.. الاول : ايجابيا . عندما تلتمع الاحداق ابتهاجا لذكره لتعكس تعبيرا سحريا يصل في وصفه حد السجود فلا تسع للحديث عنه كل تكايا الصوفيين . ومنابر الشعراء واعمال الفنانين .
والثاني : سلبيا . عندما تقع الصاعقة على من يذكر امامه اسم الوطن فيبدأ بالكفر فيه وكأنه يتحدث عن ارض غريبة لا تربطه فيها ذكرى او معها حلم .
صحيح ان الله ذكر في كتابه .. اسعوا في مناكبها وكلوا من رزقه . فقد كان ذلك عندما كانت الارض مشاعية بلا حدود وبلا حرس حدود وبلا قوانين تحكم انتقال الافراد والبضائع عبر تلك الحدود ، لكن ليس من السهل اليوم على الفرد الانتقال من دولة الى اخرى دون تأشيرة او وثيقة سفر ( باسبورت ) بإستثناء المغامرين الذين يعرّضون انفسهم للمساءلة القانونية أو ربما للموت .
ان جواز السفر هو الوثيقة الرسمية لأنتقال الاشخاص عبر الحدود . وهي التعريف والاعتراف الدولي بأنتساب الانسان للأرض التي ينتمي اليها قبل ان تتوسع القوانين التي تتيح للفرد الحصول على اكثر من جواز وبعد ان اصبح الوطن سلعة وقصائد شعر وشعارات ومشاريع بكاء حول موائد الكحول ومواويل العتابة .
لم تمنع القوانين ان يختار الانسان الراشد البلد الذي يود العيش فيه ووضعت له ضوابط لذلك الاختيار ، لكن نسبة كبيرة من هؤلاء يبدأ بمشروع وضع المقارنات والتفاوت الشاسع بين واقعه الجديد وما كان عليه . ونسي ان الواقع الجديد هو من صنع اهل البلد الجديد وكان بالامكان صناعة واقع مثله في وطنه لو حاول ذلك لكن مغنية الحي لاتطرب والعمل للوطن لاينفع ايضا في عرف هؤلاء فالعمل السئ يحتذى به في الوطن وقليل من يحتذي بالعمل النبيل رغم ان وطني تجاوزت عدد مآذنه المليون ، ولو وضعوا الواحدة فوق الأخرى لبلغوا اسباب السماء .
الوطن لايطلب من احد ان يرد له الجميل ، فهو متعفف الى حد اللعنة . ولا يطلب ذراعا من احد خارج حدوده يدافع بها عن نفسه ولا يطلب مالاً فهو الأغنى دائما . لكنه يريد من ابنائه الصمت على اضعف الايمان ، لامشاركة الشتامين والشامتين وترديد ماينطق به المتربصون ، فالصمت خير لمن لاخير فيه . ومع ايماننا بأن اكثر من 99 % من المغتربين قد غادروا البلد بشكل قانوني مما يعني بأن لامشكلة لهم مع الوطن وربما السلطة ايضاً .. لكن معظم هؤلاء حصلوا على اللجوء السياسي في الوقت الذي لم يعمل من هؤلاء بالسياسة الاّ نسبة قليلة جدا لاتكاد تتجاوز ال ( 5، 0% ) ، وكثيرة هي الامثلة لمن كان موظفا في الدولة لكن امرا جعله يسرع بالرحيل قبل اكتشاف امره فتم تسجيله مناضلا ومنح صفة لاجئ سياسي او انساني .
ومع ان الوطن لايطالب بسداد الاموال التي صرفها على ابنائه منذ ولادتهم لحين مغادرتهم او منحهم اياها تحت اي عنوان . لكن ليس. من الحكمة العتب على الوطن على إنه السبب في رحيلهم .. الوطن ارض وحدود وثروات منحها الله لمجموعة معينة للبشر كي يستخدموا عقولهم ليبدأوا البناء او ينقلوا تجارب الاخرين المفيدة , الوطن لايبني نفسه بل يبنيه ابنائه
يفتخر البعض في بلاد الغربة بأنه يجلس او ينام هادئاّ مرتاحا وراتبه يأتيه الى مسكنه واذا عمل فهو ( زايد خير ). ونسي انه يأخذ راتبه من الضرائب التي تقتطع من مواطنيهم . وهذا الزايد خير يأتي من الاعمال الوضيعة التي لايمكن ان يمارسها في بلده الاّ في الحالات الاستثنائية ، في حين لازال جزء غير قليل منهم من تصل اليهم رواتبهم التقاعدية وغير التقاعدية بشكل منتظم مع انهم يتمنون للوطن الشطب من الخريطة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!