الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار طرشان أم ماذا ؟

رشيد كرمه

2005 / 8 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حوار مـع طرشــــان أم ماذا ؟
رشيد كَرمة

تتوقف أهمية المثقف بشكل عام –والعراقي - بشكل خاص سواء كان عربيا ً أم كرديا ً ام تركمانيا ًوغيرهم من بقية القوميات التي تقطن العراق ومن مختلف الأديان والمذاهب والأفكار والإتجاهات على الدور الذي يقوم به كمثقف وإنسان في مرحلة تاريخية معينة وفي منعطف سياسي ( حاد ) كالذي نحن فيه , سواء كان هذا المثقف الإنسان ذكراً أم مؤنثا ًملتزما ومنتميا ًلحزب ما او أيديولوجية معينة , أم خارج أطر التنظيمات والأحزاب . وقبل الولوج في تفاصيل أكثر , لابد من تحديد وتعريف المثقف , والثقافة , هل هي المعرفة الشاملة العمومية ؟ هل هي الدين ؟ هل هي الأثنين معا ً ؟ أم ان للثقافة سمات معينه ؟ أم ان للمثقف شكلا معينا ً ؟ أو ان للمثقف لغة خاصة يستطيع بها ومن خلالها التواصل مع أقرانه ( المثقفين ) فقط ؟ً
ولكي نختصر الأمر ونبتعد عن التنظير , الذي لا مبرر له , على الأقل هنا في هذا المقال اسجل هنا تعريفا بسيطا ً وسهلا ً وشائعا ً عن ان المثقف والثقافة ماهي إلا القدرة على إنتاج أفكار وموضوعات تمس وتشبع حاجة من حاجات الناس المتعددة المادية والروحية وكان هذا منذ الأزل والى اليوم والى ( الما لانهاية ) وتنقسم بهذا المعنى الثقافة تبعا للمراحل التي مر وتطور فيها البشر فيقال عن هذا انه ملم بالثقافة التأريخية وذاك ملم بثقافة الشعوب وهذا ملم بالثقافة الغربية وعن هذا انه ملم بالثقافة الشرقية وتكاد تشيع هذه التسميات هذه الأيام في عموم المنطقة العربية والعراق على وجه التحديد كون عملية الهدم بدأت من الأخير ولابد من تصحيح ومعالجة وبناء , والبناء يحتاج لأدوات خاصة وعملية وجادة وبالتالي للغة خاصة من ثقافة خاصة هي بالأصل ( غربية ) فالمفاهيم الديمقراطية , تفتقدها كل مصادرنا اللغوية ومنها القرآن ( المعجزة ) والمصدر اللغوي العربي الوحيد والناجز و الذي يعتبر مرجعا ًو((دستورا ً))و يحاول البعض ومن خلال الأفتراء على التاريخ أن ( يعربها ويعرقها أو بعبارة أدق يؤسلمها ) ولم يعرف تاريخنا الإسلامي ( الديمقراطية )ونظمها وآلياتها بل هو نقيضها لذلك نتحاور كالطرشان وارجو ان لايعتبرها البعض شتيمة فلربما ومن سوء السمع ان تترجم الكلمات وهي بعد على الشفاه في غير معناها والحقيقة ان السؤال, هل انت أطرش ؟ يعتبر بحد ذاته في مجتمعاتنا المشبعة بالثقافة الهمجية سبابا ً وشتما ًوقذفا ً وتقريعا ً,, فما بالك بلغة جديدة وأساليب حضارية (معاصرة ) تفرض على الجميع الجلوس على الطاولة وليس على الأرض !!!؟؟؟ ووجها لوجه؟؟؟!!! في مسألة مهمة نطلق عليها ( الحوار , المناقشة ) وبودي هنا ان استعير من مثقف عربي وروائي __ عبد الرحمن منيف __الذي اغنى مكتبتنا الإنسانية ورحل عما كتبه في عام 1984 عن ان الحوار يعني الإقرار بثلاث مسلمات جوهرية :
الأولى ::الإعتراف بالآخر, الإعتراف الفعلي والواقعي وليس الشكلي , وهذا الإعتراف يعني أن الآخر جزء من البنية التي تشكل المجتمع , مما يقتضي التعايش والتعامل معه , اي بمقدار ما أنا موجود فإن الآخر موجود أيضا ً , وهذا الوجود حق وليس منَة او منحة , وهو دائم ومستمر , وليس نتيجة حاجة طارئة أو إستكمالا ً لبعض الشكليات .( التشديد من الكاتب رشيد .ك )
الثانية :: ليست الحقيقة كتلة صلبة يحتكرها طرف واحد , وانما هي نسبية وموزعة , وبداية اكتشافها , او الوصول اليها لا تكون إلا بمحاورة الآخر وفهمه , تمهيدا للوصول معه الى الحقيقة الفعلية , اي الممكنة ,والتي تجعل العمل بالتالي عقلانيا ً وممكنا ً ومستمراً.
الثالثة :: أن يكون الإعتراف والحوار في جو من التكافؤ والإعتراف المتبادل , ومستندا ً الى الإحترام والرغبة في التعاون , تمهيدا ً للوصول إلى ما تتطلبه المرحلة .
أزاء ما تقدم هل من يلتزم بما ذكر حاليا في العراق وفي ظرف كهذا ؟ لا أعتقد,, فالمصالح والمكاسب النفعية الضيقة هي التي تسيطر على الموقف , ويجري إلغاء هذا الطرف وإقصاء ذاك , وإستيعاب هذا وضم ذاك بحجج واهية كالذي حصل مع الكرد الفيلية والتركمان والأزيدية والشبك والكلدو آشوريين والمرأةالعراقية ولاشك في سحق كل ما حققته عبرتأريخها الطويل الباهي , وحتى العلمانيين ممن هم داخل الحركة الإسلامية ,ومن الممكن إضافة الديمقراطيين والشيوعيين ( وهذا ما حصل في مجلس الحكم الإنتقالي ) كل هذا يجري والمشهد يوحي بمنظرين لا ثالث لهما فالطرف والحلقة الأضعف ممسكة بحقوقها وتدافع بمنطق العصر ولغته ( الديمقراطية وأساليبها وأدواتها ) والطرف الأقوى والمهيمن والمسيطر _ صاما ً _ كلتا أذنيه لايسمع ولا يريد ان يسمع ويريد ان يفرض رأيه بطريقة واُخرى !!!!
لذا ان المثقف العراقي محاط بصعوبات بالغة التعقيد وكل نتاجه الفكري من كتابة ونحت ومسرح الذي أبدعه على مدى عقود مهدد بالخطر لأن الفرق كبير وواضح بين الأيمان بالأنسان المبدع والمنتج للموضوعات والأفكار وبين الإنسان المستسلم ( للأقدار )والموجه عن طريق ( الريموت كونترول من بعد ) لذا انني لاأعترض على من ينعت الزمن الحالي بالزمن الردئ , رغم انني من المؤمنين بالتواصل والتحدي وهو جزء من واجب المثقفين , رغم ان ما قاله بريخت ليس عابرا ً :
(( انهم لن يقولوا : كانت الأزمنة رديئة
وإنما سيقولون : لماذا صمت الشعراء ؟))
نعم سيسألون لماذا صمت الشعراء , ولماذا غاب المثقفون , ولماذا إمتلأ الوطن بهذا المقدار الهائل من الصمت والـــسواد ؟؟؟؟
....إلا إذا تكلم المثقفون ,, وقالوا بصدق ,, مايجب أن يقال , فعندئذ سيتغير الـــــســؤال..................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر