الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ معطل بالاحزان

صبا مطر

2014 / 11 / 18
الادب والفن


وجدته حزينا منهوك القوى في ذاك الفراغ العاتي يتصفح ما بقي من اوراق هرمه صفراء ... يتمتم بصوت متقطع حزين ... ما كان لك ان تكون ... ما كان لك ان تكون .
اعتلاني فضول غريب للتعرف عليه .
من يكون هذا الغريب؟؟
كيف قادته الدروب الى مساراتي؟؟
ربما اظل الطريق؟؟
ربما استبد به الجوع والعطش؟؟
اقتربت منه اكثر ... استشعر وجودي .. رمقني بنظرة غريبه .
عينيه لا تشبه عين البشر وهامته هي الاخرى منحنيه متاكله .. يتوكا على عصا مصنوعه من مشانق عملاقة .
استفزني شكله القميء وتساءلت في سري عمن يكون هذا المخلوق .
جسد بالاف العيون والافواه ... راس تعلو قمته فروه كثه من الجماجم .. تسيل بغزاره على كتفيه ...تغزو الارض التي يقف عليها ... اصوات طقطقاتها وهي ترتطم بالارض تثير في نفسي الرعب .
يداه غابات جرداء عجوز... اصابعه حراب وسيوف .
بطنه الكبيره مطعونه بملايين السهام والاقلام .. دمه الازرق ينهمر كشلالات من خوف على ارض سحريه ما تلبث ان تبتلعها وتطلب المزيد .
اصوات صرخات البشر والخيول والطائرات والدبابات هديرا يغلي في عروقه العتيقة جدا.
اذناه وديان سحيقه تبتلع المارين في دروبها ... شرايينه بحار ومحيطات مسكونه بالغضب.
ساقاه عجوزين هرمين ترتسم على ملامحهم ازمنه لا اعرف بوصلتها كانا قد اتينا منها ولا يعرفان سبيلا للرجوع.
اوراق عمره تتساقط من كل الاتجاهات ... عبثا يحاول لملمتها ... تسقط هي الاخرى في وديانه السحيقه .. تلك التي يتساقط فيها ملايين البشر.
انتابني خوف هائل .. حاولت ان اجمع بقايا صوتي المرتعش ... كان لا بد ان اطرح عليه السؤال.
من تكون ؟؟
سالته ... لكن على ما يبدو ان صوتي اختنق من ذاك المشهد المرعب .
عيناي هي الاخرى استحالت الى بلورتين من صقيع .. فما استطاعتا السؤال .
اردت الهرب .. اردت الخلاص من ذلك المشهد... اردت ان اصرخ خوفي فما استطعت !!
قلت يجدر بي الهرب ... لم اقدر على لمله بقاياي فما زلت تحت تاثير الصدمه .. وهو يرمقني بعيونه الخرافيه .
يتردد على مسامعي صوته الهرم .. لا تخافي لن اوذيك ... انا مثلك مغلوب على امري .. انا متعب ... انا متعب .
بكى طويلا ففاضت من عيونه انهارا من الاحداث والصور.
سالت على جسده الاف المعارك والسجون .
رقصت على لحيته البيضاء المقابر وحانات المجون .
تمايلت على اذيال ثوبه الاف الملكات وتشظت على خصورهن ازمانا مذبوحه بالاقدار.
صاح صوته المجنون انا التاريخ ... قد مر على صفحاتي كل البشر ...مسخوني بجنونهم وتعاويذهم
.لا تخافي يا صغيرتي ... تعالي الي ... تصفحي اوراقي . .. داوي جراحي... .مزقي خذلاني ... حرريني من سجني.
تعالي وحرري شموسي المحبوسه في عزلتي الابديه ... اوقفي هدير الازمان الصاخبه في شراييني ... اسجني فصول العبث ... مزقي فصول الالم ... احرقي فصول الهذيان ... اقتلعي السنه الزور المتدليه من افواهي وازرعي بدلها السنابل .
ابدلي عكازي البليد بشعاع فجر يغزلني كوشاح يطير في سماوات الحريه.
ارسمي لي وجها جديدا .. واهديني ملامح اجمل .
ارسمي لي اجنحه واجعليني احلق بعيدا عن احزاني.
تعالي الي وتصفحي بعضا من اوراقي الجميله المنقوشه بدماء الابطال والفلاسفه والانبياء.
صاح باعلى صوته ليوقظ ابطاله الراقدين في جحيم الاحداث ... عبثا يحاول !!
كان صوته هرما متعبا ... تردد صداه في سماء المكان.
تكسر الصدى شظايا ... وتكسر هو الاخر على هاويه النسيان.
تشرق شمس النهار وتمليء غرفتي زقزقه عصفور يبلله الندى ... افتح عيني واترك ورائي ذاك العبث .. ها قد تركت التاريخ سجين صفحاته الممزقه .. وحلقت في سماء الحريه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا