الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

عائشة خليل

2014 / 11 / 18
حقوق الانسان


حقوق الإنسان هي حقوق ثابتة، متأصلة، غير قابلة للقسمة، معتمدة على بعضها البعض، وعالمية. هكذا توصف حقوق الإنسان التي حصلت عليها البشرية بعد قرون من المحاولات الفردية في بعض الدول القديمة والحديثة، وجاء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في ديسمبر 1948، كإستهلال جيد في هذا المجال. ومواده الثلاثون قام بصياغتها حقوقيون من جنسيات وخلفيات ثقافية مختلفة، ركزت على ما هو عالمي وغير قابل للتأويل أو النقاش. ألخص هنا مواده، ولكن يمكن للقارئة الرجوع إلى النص الكامل للإعلان، ومواضيع أخرى على موقع المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة.

تقرر المادة الأولى أن جميع البشر يولدون أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق.
وتؤكد المادة الثانية على عدم التمييز بين البشر لأي سبب من الأسباب (العرق، والجنس، واللغة، والرأي السياسي، والدين .. إلخ)
وتنص المادة الثالثة على أن «لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه».
وتتحدث المادتان الرابعة والخامسة على عدم جواز الاسترقاق، أو التعذيب.
وتفصل المواد من السادسة إلى الثانية عشر الحقوق القانونية للأفراد.
والمادتان الرابعة عشر والخامسة عشر تتحدثان عن حقوق الجنسية والإقامة للأشخاص.
والزواج هو محور المادة السادسة عشر، بينما خصصت المادة السابعة عشر لحرية الأشخاص في التملك.
وحرية التفكير والرأي والتعبير هي موضوع المادتين الثامنة عشر والتاسعة عشر.
والمادة العشرون تتحدث عن حرية الأشخاص في الاشتراك في الجمعيات السلمية، بينما تتحدث المادة الحادية والعشرون عن حق الأفراد في إدارة الشؤون العامة لبلادهم.
والمادة الثانية والعشرون تكفل الضمان الاجتماعي للأفراد.
والمادة الثالثة والعشرون ترسي حقوق الأفراد في مجال العمل، بينما تؤكد المادة الرابعة والعشرون على الحق في أوقات الفراغ والراحة.
أما المادة الخامسة والعشرون فتكفل مستوى معيشة لائق لكل شخص، وتتحدث عن حقوق الأمومة والطفولة، ويكفل الإعلان في المادة السادسة والعشرين حق التعليم، وحق الآباء في تربية أبنائهم.
والمادة السابعة والعشرون تحتفي باشتراك الأفراد في الإنتاج الثقافي والحفاظ على الملكية الفكرية. وتنص المادة الثامنة والعشرون أن « لكل فرد الحق في التمتع بنظام اجتماعي دولي تتحقق بمقتضاه الحقوق والحريات المنصوص عليها في هذا الإعلان تحققا تاما».
وتؤكد المادة التاسعة والعشرون على واجبات الأفراد تجاه مجتمعاتهم.
والمادة الأخيرة (المادة الثلاثون) من هذا الإعلان تؤكد على عدم جواز القيام بأي نشاط يهدم الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان.

قد يتبادر إلى الذهن سؤال بديهي: لماذا قمت بتلخيص إعلان حقوق الإنسان والإجابة في شقين: الأول هو زيادة اللغط في الآونة الأخيرة حول حقوق الإنسان وعدم مناسبتها لأولويات المرحلة الراهنة، وهو حديث مغلوط في الكثير من جوانبه، فليس هناك أولويات تعلو على حقوق الإنسان، أو كما قال الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان (والحاصل على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الأمم المتحدة لعام 2001): «لن يتحقق للإنسانية الأمن بدون تنمية، ولن تتحقق التنمية بدون أمن، ولن نتمتع بأي منهما بدون حقوق إنسان».
أما السبب الآخر فهو عدم معرفة الكثيرين بتفاصيل هذا الإعلان، لذا فقد التفت المؤسسات التعليمية حول العالم إلى عدم وعي الكثير من الأفراد بتفاصيل إعلان حقوق الإنسان، وبالتالي سهولة نزع تلك الحقوق منهم، وبالتالي سعت مؤسسات دولية عديدة لنشر ثقافة حقوق الإنسان من أجل تعزيز الهياكل الاجتماعية التي ترسخ الديمقراطية في البيئات المحلية.

وبعد، فإن النظرة المتأنية على «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان» تلفت إنتباه القارئ إلى البون الشاسع بين واقعنا البأس وبين الإعلان المأمول والذي يحقق الحد الأدنى، فالإعلان لا يقتصر على حقوق بعينها وإنما يفصل حزمة من الحقوق المتعددة. فهل مازلنا على إستعداد للتضحية بتلك الحقوق من أجل أولويات المرحلة كما يراد لنا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 


.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال




.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني


.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط




.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق