الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قانون قبليّ

راضي كريني

2014 / 11 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


19-11-2014
قانون قبليّ
راضي كريني
تعمل حكومة اليمين العنصريّة برئاسة بنيامين نتنياهو-بيبي على تمرير قانون "القوميّة" الرجعيّ والعنصريّ، الذي يحيي شعور القبيلة على حساب الدولة الحضاريّة، ويؤجّج سعير المعركة بين "الديقراطيّة" و"اليهوديّة".
مهما جدّ بيبي واجتهد وتخابث وكذب و... لن يستطيع أن يوقف عجلة التطوّر والنموّ الديمقراطيّ للجماهير العربيّة الفلسطينيّة في إسرائيل؛ فوصْفُ إسرائيل وتعريفها على أنّها دولة "يهوديّة وديمقراطيّة" لن يؤثّر على الواقع السياسيّ الإسرائيليّ وتطوّره الديمقراطيّ، لأنّ واقع الحياة وتطوّرها لا يسمحان بانتصار نزعة الدولة القوميّة والدينيّة، وبإعلاء صفة "اليهوديّة" وطمس صفة "الديمقراطيّة" في تعريف الدولة.
ربّما يعجّل هذا الوصف من حسم المعركة السياسيّة بين النزعة "اليهوديّة" الرجعيّة، والنزعة "الديمقراطيّة" لصالح الديمقراطيّة المنشودة، ويعيد التوازن الفكريّ لمن يتعلّم ويقلّد بيبي نتنياهو في عنصريّته ويمينيّته، ويقرّ بأهميّة ترجيح كفّة الديمقراطيّة، ويعمل على ضبط انفلات السلطة التشريعيّة ويوقف انزلاقها نحو الفاشيّة، ويعيد الهيبة للسلطة القضائيّة في إسرائيل، والتوازن بين حقّ تقرير المصير لكلا الشعبين: العربّي واليهوديّ، في دولة ديمقراطيّة.
تنمّ تصرّفات بيبي نتياهو العدوانيّة إزاء الحكم عن فكر عنصريّ وشعور عدوانيّ وعنيف؛ فينمّي بيبي غريزة الموت والدمار الراسخة والثابتة في حكومة اليمين ويدمّر مفهوم الحياة والحبّ في الدولة؛ فنراه يشجّع على تكريس الاحتلال والاضطهاد والاستغلال كما يشجّع منتخب إسرائيل لكرة القدم في مباراته الأخيرة ضدّ منتخب البوسنيا!
من الواضح أن ّ هناك شعورًا بالإحباط يعتري بعض القيادات السياسيّة الفلسطينيّة والإسرائيليّة التي تنشد السلام، فإحباطهم إلى حين مشروع، ومن حقّهم أن يعيدوا النظر والتأمّل و... فالكمّ الهائل من الحواجز التي تعترض العمليّة السلميّة ليس بقليل ولا بالسهل، لكن السلام ليس بمستحيل وحالة الحرب ليست بقدَر من السماء! ربّما أتفهّم ردّ الفعل العنيف تجاه مصادر الإحباط، لكن لا يمكن لأعمال القتل والإجرام أن تنتزع من أيّ إنسان عاقل ومسؤول شرعيّة العنف وتأييده وتشجيعه وَ...
الأجواء السياسيّة عكرة وضبابيّة و... ومؤلمة ومؤذية، أو كما يصفها البعض "الوضع على كفّ عفريت"، لكنّها لا تعطي شرعيّة لأعمال الفوضى والعنف و... وللإحباط الدائم!
ربّما يحتاج أبو مازن إلى الصمم في طريقه لتحقيق الأهداف الوطنيّة الفلسطينيّة؛ كي يتصرّف كالضفدعة الصمّاء، التي لا تسمع هتافات "المشجّعين" وهي تصعد العامود!
إليكم الحكاية.
هذه السنة، جرت المباراة بين الضفادع في مستنقع ما، وكان على الضفادع هذه المرّة أن تتسلّق إلى أعلى عامود وضع وسط المستنقع، حضر المشجّعون من كلّ حدب وصوب ومن كلّ الأجناس و...لم يصدّق أيّ من المشجّعين أنّ بإمكان أيّ من الضفادع المشتركة في السباق أن تتسلّق إلى أعلى العامود. بدأت الضفادع السباق الصعب، وأخذت تتساقط وتنزلق عن العامود، وأخذ المشجّعون يصرخون: مستحيل، لا فائدة، ولا يمكن، وخسارة على الوقت وَ...!
دبّ اليأس في صدور الضفادع، وبدأت الواحدة تلو الأخرى تتنازل عن السباق عدا واحدة ثابرت على اعتلاء العامود رغم كلّ ما يحصل حولها، وفي النهاية رغم شقّ النفس وصلت إلى قمّة العامود، وقف الجميع مشدوهًا ومستغربًا و... لكنّهم أرادوا أن يعرفوا السبب وليبطل العجب؛ فاكتشفوا أنّ هذه الضفدعة صمّاء!
أحيانا، من المستحسن أن يكون القائد ضفدعة صمّاء، وأن يصغي لنفسه أكثر ممّا يصغي لغيره، خصوصًا إذا كان الغير يجرّنا إلى الخلف ويفرض علينا الفوضى والعنف والقوانين القبليّة، وإلى مشهد "كرسيّ كلينت إستوود" والرسم الكاريكاتوري للقنبلة والفتيل والخطّ الأحمر، وإلى مسلسلات "توم وجيري"!
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء