الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق والامة العربية تطبيق ومقارنة ونماذج

خالص عزمي

2005 / 8 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ضمن المصطلح العلمي الحديث للامة الذي لاينحصر وجوده الديناميكي اليومي بالاعراق والاثنيات والمذاهب ؛ وانما ينظر اليه من
خلال عوالم فسيحة من الروابط المشتركة بحيث ينسجم هذا المفهوم بنتيجته الحتمية مع ا لمعنى الواقعي للانتماء و ضمن ذلك التصور التاريخي المتطور والمتجدد للامة ، والذي يؤدي في النهاية الى ما يريد المجتمع المدني بخاصة من الهدف الرامي الى التلاحم التلقائي المستمر لمجموع الافراد
الذين يمثلون السكان القاطنين ابدا ضمن رقعة من ارض واحدة وتاريخ حضاري مشترك و تتقاسمهم مصالح وروابط متشابكة من العمل والمشاريع والغايات الانسانية او الاقتصادية او المعرفية و على مختلف الاصعدة التي تتوازن والمطامح المشروعــــــــــة
بكثير من حسن النية والشفافية وتبادل المنافع والخبرات وتطويرها الى المستوى الاحسن والاحدث والاكثر فائدة للجميع .

- تطبيق ومقارنة ونماذج-
-
ان ايطاليا وفرنسا واسبانيا والمانيا واليونا ن وبريطانيا ..... الخ تختلف من حيث الشعوب واللغات والاعراق والمذاهب( كاثوليك ، بروتستانت، آرثدوكس.؛ انجليك.... وتفرعاتها المختلفة... الخ )
ولكنها بانتمائها الاوسع هي جزء من امة اعم يتشكل منها مجموع السكان الاوربيين الذين ينتظمون في دول اوربا الموحدة
ثم ان في الولايات المتحدة الامريكية شعوبا واعراقا ومعتقدات واثنيات وتكتلات يمكن لنا ان نقول بانها تمثل بقاع المعمورة،.. ايرلنديون
، ايطاليون، روس، المان ؛ عرب
هنود ، صينيون ، كوبيون،غانيون ، اكراد؛ اثيبيون، استراليون.....ألخ وهؤلاء جميعا يحتفظون بلغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وانتماءاتهم
العرقية ؛ لكن ... لاهذه ولا معتقداتهم
الدينية( البوذية، ، االاسلام – بتنوع مذاهبه ـ،الهندوسية، اليهودية، المسيحية المتعددة طائفيا ......الخ ) كانت موانع مسموحا بها للخروج
عن الامة الامريكية سواء بتلك الحجة او بهذه
ولا كان ابناء هذه الامة الواحدة قد جّوزوا لاعراقهم اواثنياتهم اومعتقداتهم ان تطغى ابدا على مفهومهم الواقعي العام لمعنى الانتماء للامة الاوسع التي تحيطهم من جوانب مختلفة .... .والا جدوا لي اقليما او ولاية او مدينة كبرت ام صغرت في امريكا بها اكثرية من
من هذا العرق او الدين تجردت من انتمائها لمجموع الامة الامريكية بالفعل او حتى بمجرد القول، اذ لا الجذور الاصلية ولا الفرعية
ولا الفيدراليات شبه المستقلة كان بمقدورها ان تحل مكان الانتماء للامة بشكل عام. اسوق هذا المثل الامريكي لاولئك الذين يعشقون
هذا النموج ويتخذونه
قبلة لهم في التطبيق اليومي...... فهلا يحتذون به؟ او ان المعايير المزدوجة التي اصبحت من المباديء الاساسية الاميريكية
هي التي لاتسمح لهم بذلك..؟!!
هنا سؤال يطرح نفسه ...هل ان العراق عربي حينما تتطلب الحاجةالى المنظمات والمؤتمرات والمهرجانات و الندوات والخبرات
والتبادل الثقافي والاقتصادي والمالي والبترولي في مختلف الحقول...... او حينما يتطلب الامر التعاون في مجال الامن القومي ....؟
وهو ليس كذلك حينما يراد بالعراق ان يكون ضعيفا منغلقا متشرذما مقطع الاوصال بين الطوائف وحيدا دون امة تحميه . في هذه الحالة ينطبق المثل العراقي ا ( رمانتين ابفد ايد ما تنلزم) اي بمعنى.. التشبث بامر ما عند الحاجة والابتعادعنه عند انتفائها

ان الانتماء للامة العربية فيه قوة ومنعة للجميع وخاصة بالمفهوم الانساني المعاصر ؛ وهو لا ينضوي تحت اية مصادرة للاخرو
لايعني البتة التخلي عن العرق او اللغة او المعتقد وانما هو اضمامة ملونة من التنوع المحبب ؛ محاطة بالتوحد والترابط و وشد
الآصرة بين خيوط نسيجه العام . وبهذا المنطق الواقعي فان الانتماء للوطن الصغير لا يختلف عن الانتماء للوطن الكبير الذي نرتبط به جميعا كأرض وسماء ودين وتاريخ وعلاقات دولية في الجامعة العربية ومنظماتها وجمعياتها واتحاداتها المتنوعــــــــة.
ولتبسيط الموضوع بلغة شاعرية واقعية للذين لايرغبون بلغة الفكر التحليلي نسوق هذا المثل؛ في رياض الزهور تتنوع حقول الاوراد....
الياسمين ، القرنفل ، الفل ، النرجس،. و كل منها له جذوره وعطره والوانه واوراقه ولكنها تنبت جميعا في ارض واحدة وتتنسم
هواءا واحدا وتشرب من ساقية واحدة ؛ بل الاهم من كل هذا انها تنتمي لروضةواحدة ليس فيها لاية زهرة ان تصادر جذور
غيرها ولا الوانها ولا وريقاتهاولا عطرها ولا تعتدي علي تربتها اومائها او نسيمها. هذا هو معنى الانتماء لامصادرة للاصول
ولا الفروع وانما تتعايش وتتآخى ويقوي بعضها البعض الاخر في اطار مصيري واحد مشترك بعيدا عن التعصب المقيت
والعرقية المنغلقةعلى الذات والمتلذذة احيانا بالقسوة على النفس قبل القسوةعلى الغير . وحينما يتردد القول بان العراق جزء من الامة العربية ؛ ليس معنى ذلك ان المجموعات السكانية غير العربية الاصل قد صهرت او فقدت جذورها او طعمت اغصانها في الشجرة الاكبر ؛ او غيبت اعراقها ولغاتها دون ارادتها ؛ ان مثل هذا المفهوم خاطيء تماما في اطار ما اوضحناه ؛ ذلك ان العراقي الكردي او العربي او التركماني حينما يندمج في المجتمع الاوربي او الاميركي ويصبح جزءا من هذه الامة او تلك ؛ او ان الذي يولد في احدى تلك الامم وينمو ويترعرع ويغدو واحدا من ا بنائها ؛ ليس معنى ذلك انه فقد عرقه واصله ولغته الام ؛ والا لما شاهدنا في شيكاغواو مشيغن او ديترويت او سانتدياغو ؛ كلدانيين وآثوريين وكورد وعرب ...الخ ما زالو لحد هذه اللحظة وكأنهم يعيشون في بارطلة وتلكيف وسنجار ودهوك والعمارة والاعظمية . واذن ان الحساسية المفرطة ومخلفات االغابر والاستمرار على مراجعة دفاتر الماضي وغيرها من التفاصيل؛ هي التي تجعل من الانتماء الى الامة العربية العريقة مشكلة لا ينظر اليها بعين الحل الطبيعي ؛ والا ما معنى ان يكون احدابناء الاعراق غير العربية ايطاليا او انكليزيا او اسبانيا ومنتميا طبقا لذلك الى الامة الاوربية ؛ ولا يقبل مثل هذا الواقع في الوطن والامة التي عاش فيها واجداده لقرون وقرون بل ها هم يحتلون مراكز قيادية عليا ووزارات واحزاب ونيابات ... الخ ولا يقبلون بلفظ ( ان العراق جزء من الامة العربية) ؛ ولكن الكثير منهم وقد عاش لسنوات قليلة جدا في هذاالبلد الاوربي او ذاك وباقل الوظائف مكانة ؛ يقبله وبترحاب وطنا ويقبل اوربا الموحدة امة....( عجيب امور غريب قضية او بالمصري عجبي!!)! وفي هذا السياق يطرح هذا السؤال ؛ هل من حق المسلمين ( العرب والباكستانيين والاندنوسيين والكورد والاتراك... الخ ) وهم يشكلون نسبة عالية من سكان ذاك البلدالاوربي ان يمنعوا الدولة التي يحملون جنسيتها من ذكر كونها من مجموع امة الاتحاد ؟ باعتبارهم لا يقبلون اطلاقا الانتساب اليها ؟ وهل يحق لهذه الاقلية الكبرى ان تفرض ارادتها على الاكثرية في نفس الدولة بان تذكر ( ان الاكثرية .... هي فقط من الامة الاوربية.)..؟!!! ؛ بعد كل هذا وذاك هل يرضي البعض ان يقال ( ان العراق جزء من الوطن العربي ) وهو امر تاريخي وجغرافي لا تشكيك فيه ام ان الاكثرية لاحق لها حتى بذلك ؛ وان الاقلية هي التي تفرض رأيها بحسب الدمقراطية الجديدة التي هب شذاها علينا مع دخان دبابات الاحتلال .ليل نهار والذي يتنسمه دعاتها وكأنه اريج قداح البرتقال الذي يهب على ابناء الرافدين صباح مساء من بساتين اللطيفية على سواحل دجلة الخالدايام الربيع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناريوهات خروج بايدن من السباق الانتخابي لعام 2024


.. ولادة مبكرة تؤدي إلى عواقب مدمرة.. كيف انتهت رحلة هذه الأم ب




.. الضفة الغربية.. إسرائيل تصادر مزيدا من الأراضي | #رادار


.. دولة الإمارات تستمر في إيصال المساعدات لقطاع غزة بالرغم من ا




.. بعد -قسوة- بايدن على نتنياهو حول الصفقة المنتظرة.. هل انتهت