الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خربشات حول البورقيبية والانتخابات التونسية

محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)

2014 / 11 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


خربشات حول البورڨ-;-يبية :
جدي وجيل من العظماء قادهم الحبيب بورڨ-;-يبة لبناء دولة مدنية معاصرة تقطع مع ما يحاصرها في محيطها "الحضاري-التاريخي " من آيات جهل وتخلف و ايمان غبي ب"عربجية-دينية" رجعية قائمة على اذلال الرجال والنساء على حد سواء (وان كانت النسوة تعاني اذلالا مضاعفا ) ، محكومة ببقايا منظومة قيمية وفكرية مهترئة تتعاطى مع العبودية والتبعية بوصفها معطيات اجتماعية وسياسية رائجة ومقبولة ، تستقي تصورها لبناء الدولة ومؤسساتها واقتصادها من امثلة الانظمة الاقطاعية الاوتوقراطية .
فكان ذاك الجيل الوطني الشاب ، المناضل و المتميز الذي آمن بمشروع تحرير تونس لا من الاستعمار الفرنسي او التبعية للقوى الكولنيالية الاخرى ، وليس من محيطها المحكوم بعقلية "مشائخية " تكبح محاولة بناء دولة وطنية موحدة ومدنية ، ولست اعني ايضا تحرير المجتمع التونسي من العلاقات "الباترياركية" التي تمنع نساءه من حق المساهمة في بنائه جنبا الى مع الرجل (مجلة الاحوال الشخصية ) ، ولا اقصد ايضا سياسة الحياة نقيض سياسة الموت والتقتيل بما تعنيه من التركيز على التعليم والصحة عوض الاهتمام بسباق تسلح لا معنى ولا فائدة له ، كل هذا جعل من تونسنا ما هي عليه اليوم من تفرد وتميز في المثال الحضاري ، وجعل من ذلك الجيل مناضلا طبع التاريخ ببصمته الخاصة التي لا يمكن محوها ابدا .
لست "بورڨ-;-يبيا" ان صح التعبير ولا يمكن ان اكون ، ولكن لا يمكن تجاهل اضافته وصحبه في تاريخ تونس ولها واهمها انهم ثارو على منظومة قائمة على تقديس القديم وتاليه الحاكم ، انهم شباب صاغ قيم الجمهورية وترجمها ، ثوّرها وشبّبها لتتأقلم مع واقع يرفض كل ما هو حديث وشاب ، لقد مثّلوا حينها اي في خمسينات القرن الماضي ( بعيدا عن موضوع وثيقة "الاستقلال" والدستور ... الخ) مشروعا تحديثيا ثوريا حقيقيا آمن اناسه بما يصنع ، وامّن لنا اليوم ادوات ما نحن صانعون ، كان كبيرهم العقل دون سواه ، خبرتهم حلم ومشروع دولة وطنية ،شابّة ، طموحة وتبنى بسواعد ابنائها.
اخطؤوا في الكثير حتما ، وربما يمكن القول بجرائم لهم في حق الحريات الفردية والسياسية ، ولكن لا يمكن انكار ما قدّموه واسّسوه لتونس ، خاصّة موضوعة تشبيب التصوّر والمقاومة والبناء . وشرف لهكذا جيل ان يحتضن جيل المقاومة الاجتماعية وان يُحتَضن منهم تعبيرا عن استمرار الرسالة وايمانا بوحدة المشروع الوطني ، وتمسّكا بمنعة تونس من كل اشكال الردّة ،وواجب علينا ان نستكمل مشروعهم وان نشبّب المقاومة الاجتماعية فكرا وممارسة ،شكلا ومضمونا، نظريا وعمليا . ان نستنهض الثورة فينا داخل ادمغتنا وان نترجمها بما يتماشى وروح العصر ، استكمالا لمشروع وطني تمت اعاقته .
ان حمّة الهمامي تعدى كونه فقط مرشّح الجبهة الشعبية للرئاسة ... انه الآن وبالذات رمز و شعار لتيار فكري وسياسي بكل تاريخه وبكل ما يحمله من مشروع مجتمعي تثويري قائم ومنطلق من مقولتين اساسيتين وهما تحرير الانسان من نير الاستعباد وتحقيق العدالة الاجتماعية ، تكثفت في عملية ترشيحه شعارات كل اليسار التونسي واشتراكييها ، فسواءا انتصر ام لا هو الجزء الاهم بل ورأس الحربة في عملية ترسيخ هذا الفكر وهذا النهج في تاريخ تونس بوصفه نقيضا لمشاريع السيادة النيوليبرالية الرجعية في شكليها " الحداثوي " و" الاسلاموي " . لذا فالصوت لحمة رغم ان البوصلة لا تشير الى قرطاج بعد ، والعين والعقل ييممان وجهتهما الى عمق تونس الاجتماعي استنهاضا للوعي واعدادا للقادم من التحولات ودفعا لعجلة التاريخ الى الامام حتى لا تنعطف او ترتدّ .

طوبى لهم بما آمنوا وشكرا لهم على ما انجزوا ، وان اخطؤوا !! هكذا يحكي التاريخ ، او يجب عليه ذلك .
----
ملاحظة : السبسي لا يمثل "البورڨ-;-يبية " في شيئ الا من الناحية الاستهلاكية الصرف وهو تعبيرة صافية على كل ما صارعه بورڨ-;-يبة وصحبه من "مشائخية " وتقديس للقديم والمهترئ ، ان السبسي وجمهرته اعداء للبورقيبية ، لان المشروع البورقيبي قام على رفض القديم ، وتشبيب الفكر والبناء وهذا ما يميزه عن سواه مما عاصره من مشاريع سياسية ومجتمعية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ