الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاختيار الصعب

جواد البياتي

2014 / 11 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


بعض العاملين غير الماهرين في العمل السياسي يجدون انفسهم اليوم في وضع لايحسدون عليه ، فهم امام اختيار صعب جدا وتحديد المواقف ليس بالامر الرابح بالنسبة لهم وهم يراقبون بقلق كبير جدا التغير الواضح في الميدانين السياسي والعسكري على الارض والتي تشير اليه كل الدلائل في الصراع مع القاعدة وذيولها الاخطبوطية المتمثلة بتنظيم داعش الذى ادهش الجميع بإستثناء امريكا وعملائها الباحثون عن اعادة الامجاد التالفة ، بإحتلاله الخاطف لمدينة الموصل وبعض المناطق الاخرى . ومع ان الفرحة اجتاحت قلوب البعض ورقصت لها نفوس البعض الاخر طربا كما بدا ذلك من خلال الاستبشار الواضح على وجوه ذلك الفريق . الاّ ان سرعة امتصاص الصدمة وايقاف الزحف الظلامي احبط كل الآمال الذي بناه هؤلاء الخائبون ، وما زاد في احباط هؤلاء هي الطريقة التي راح الظلاميون يعاملون فيها الناس في المناطق التي سيطروا عليها من مصادرة للحريات وتهديم اضرحة الانبياء وتدمير الاثار وسبي النساء وبيعهن والاعدام الفوري الميداني لمن يخالفهم في الرأي والدين والمذهب واجبار الناس على ممارسة نوع معين من الطقوس والزي وفرض البيعة ومحاربة المواطنين في ارزاقهم وكذلك فرض الجزية والتهجير واغتصاب النساء والمساكن وغيرها من الاجراءات القرقوشية الغريبة على المنطق والدين والضمير ، وكان كل ذلك يجري تحت فكرة التطبيق السئ للتعاليم الاسلامية . هذه الممارسات وغيرها ألجمت احاسيس الخائبين والسنتهم التي كانوا ينوون اطلاقها لدعم داعش واخواتها خاصة بعد ان وجدوا ان هذا الاعصار المدمر قد شمل اهلهم وعشائرهم . ومع ذلك لم يغادروا مواقفهم العدائية للشعب والوطن وراحوا يبررون لداعش غزوهم لمدننا ويحاذرون من اطلاق التهم ولو على استحياء ، بل وجهوا الاتهام الى الحكومة بأنها بسلوكها قادت الى مانحن عليه الآن . ومع ان ذلك يمكن ان يكون جزء من المشكلة لكنه ليس المشكلة كلها فهؤلاء المنافقون كانوا المشكلة الاكبر فيما نحن فيه بفتحهم قلوبهم وافكارهم وبيوتهم كحاضنات منذ سنوات .
ان امتصاص الصدمة وفتوى المرجعية التي قلبت كل الحسابات والفرضيات لم تدع لهؤلاء مناصا من النفاق بالاتجاه المعاكس والمجاملة المرّة على مضض معتبرين ذلك سلّم الانقاذ الاضطراري خاصة وان الامور اصبحت في حكم المنتهية بعد الموقف الامريكي الذي سارع الى ادراك فداحة الخطأ في استراتيجية التخطيط الذي وقعت فيه دائرة القرار .
لقد راهن البعض في بداية الغزو ان اللعبة انتهت وبات الزيتوني والحذاء الاحمر مرشحا للظهور مرة اخرى في شوارع بغداد ، لكن هذا الرهان كان على حساب تدمير اهلهم ومناطقهم وتهجيرهم وتشريدهم ، ومع انهم ادركوا خطأ حساباتهم لكنهم لايزالون يتمسكون بعقدة العزة بالاثم وحالة قلق شرطي وهم يقفون على خيط رفيع مربوط بي قمتي جبلين وتحتهما واد سحيق وسقوطهم محتمل اقرب الى المحتوم . لا أعانهم الله .. انه اختيار صعب فعلا ، خسروا كل شئ حتى من بقي لديه بعض الايمان بهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا