الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرق سعدي يوسف

داود سلمان الشويلي
روائي، قصصي، باحث فلكلوري، ناقد،

(Dawood Salman Al Shewely)

2014 / 11 / 20
الادب والفن


حرق سعدي يوسف
-------------------:
داود سلمان الشويلي
" من يجرؤ على حرق كتاب واحد ؟"
قال الشاعر سعد المظفر:
محرقة
( الى سعدي يوسف قبيل حرقه من قبل التتار الجدد) :
((يدفعني حرف في قصيدة
أن اسحب ظلي من التراب
وأقود أبصاركم
إلى المرايا
وأوجه عيوني بوصله
ومثل أي جندي في الجبهة النائية...شارع المتنبي
ليس محرقة
أي همج أنتم
أي مغول
احمل جثتي الباردة
ليس سوى دمي يحرك لسانه
وسعدي يوسف يهز رأسه ويبتسم)).
عندما يتحدث شاعر بوزن سعدي يوسف ، بعيدا عن معتقده السياسي اوعقيدته الدينية ونزعته القومية – يجب علينا ان نصغي له بامعان ، ليس مثل اصغاء التلاميذ لمعلمهم ، وانما اصغاء المثل ، والند ، لكي نفهم ما يقوله لنرد عليه ، ونحاوره ، ونناقشه ، وفي ذلك احتراما لموقعنا الذي نقف فيه ، ولفكرنا الذي نحاور ونناقش من خلاله .
ولا يجب ان نحكم على اي شخص لا توافقنا ارائه او تفكيره ونلغي ما كان قد قدمه من عطاء للانسانية.
وسعدي يوسف الشاعر ، لا المواطن العادي المحمل بامراض الطائفية والقومية والمذهبية ، كتب ونشر قصيدة ( طلعت الشميسة) وكذلك قصيدة (مصرُالعروبةِ... عراقُ العجَم) ، في القصيدة الاولى تحدث عن عائشة كما قدمتها المصادر الاسلامية ، والتاريخية ، وقد كتبنا ونشرنا دراسة عن ذلك ، نشرت في اكثر من مكان بعنوان ( الشعر خارج منطقته ... ليس دفاعا عن سعدي يوسف ) ، وعن القصيدة الثانية ذهب نفر من الشعراء الى حرق كتب الشاعر ، ولا اعرف الدافع من وراء الحرق ، هل هو تم فهم القصيدة على انها اساءة للعراق ؟ بدوافع طائفية؟ او قومية شوفينية ؟
اذا كان ذلك هو الدافع فحري بهم ان يحاوروه ،او ان يناقشوه ،او ان يردوا عليه ، لا ان يحرقوا منجزه الذي اصبح تراثا للعامة وهم منهم .
فمهما كانت الاسباب ، لا يمكن محاكمة الناس على افكارهم ، لان في ذلك ارهاب فكري ، فكيف ونحن امام شاعر – مهما اختلفنا معه - له منجزه الذي يفتخر الشعراء العرب به ، ومنهم الذين يرون احراق كتبه .
القصيدتان اللتان وضعتا الشاعر في زاوية الملامة واحراق الكتب ، ضعيفتان اسلوبا ولا ترقى لشعره السابق ، فماذا حدث ، هل يخرف الشاعر في اخر ايامه ؟؟
القصيدة
مصرُالعروبةِ... عراقُ العجَم !
سعدي يوسف
من مصر تأتيني الحقائقُ ملموسةً. أصدقائي من أهل الثقافةِ الحقّ، يأخذون مكانَهم ومكانتَهم:
محمد بدوي، في " فصول ".
محمد شُعَير، في " عالَم الكتُب ".
سعد القرش، في " الهلال ".
إبراهيم داود، في " الأهرام ".
رفعت سلام، في دائرة الترجمة بالهيأة المصرية العامة للكتاب.
أحمد مجاهد، يدير الهيأة المصرية العامة للكتاب...
جمال الغيطاني، يتفضّلُ على " الأخبار " بفيضٍ منه.
أحمدعبد المعطي حجازي يغرِّدُ طليقاً !
(لستُ مؤرِّخاً لأحصي ! )
لكنّ عليّ القول إني ابتهجتُ بجابر عصفور وزيراً للثقافة في جمهورية مصر العربية.
*
كلما دخلتُ مصرَ أحسسْتُ بالعروبة، دافقةً...
ليس في الأفكار.
العروبةُ في المسْلكِ اليوميّ.
أنت في مصرَ، عربيٌّ... هكذا، أنت في مصر عربيٌّ، لأن مصر عربيةٌ. ولأنّ أي سؤالٍ عن هذا غير واردٍ.
الأمرُ مختلفٌ في أراضٍ أخرى.
السؤالُ يَرِدُ في بلدانٍ مثل الجزائر والمملكة المغربية وموريتانيا، والسودان، ولبنان أيضاً، على اختلافٍ في المستوى.
لكن هذا السؤال، في هذه البلدان، ذو مستوىً ثقافيّ أركيولوجيّ. هو سؤالُ هويّةٍ وتاريخٍ.
في العراق اختلفَ الأمرُ.
وربّتما كان مختلفاً منذ دهرِ الدهاريرِ.
هل العراق عربيٌّ ؟
يرِدُ تعبير "شيخ العراقَين" عن فقهاء أجمعَ الناسُ عليهم.
يعنون: عراق العرب
وعراق العجم.
*
الدولة الحديثة، بتأسيسِها الأوربي، الاستعماري، ليست دولة الفقيه.
هي دولة ٌ لإدارة كيانٍ جغرافيّ ( قد يكون متعددَ الإثنيّات، وقد لايكون ).
لكن العراق ليس مستحدَثاً.
اسمُ العراق آتٍ من أوروك !
إذاً...
مامعنى السؤال الآن عن أحقيّة العراقِ في دولةٍ جامعةٍ ؟
مامعنى أن يتولّى التحكُّمَ في البلدِ، أكرادٌ و فُرْسٌ ؟
مامعنى أن تُنْفى الأغلبية العربية عن الفاعلية في أرضها التاريخية ؟
مامعنى أن تُستقدَم جيوشٌ من أقاصي الكوكبِ لتقتلَ عرباً عراقيّين ؟
ما معنى أن تكون اللغة العربية ممنوعةً في إمارة قردستان عيراق البارزانية بأربيل ؟
*
إذاً:
نحن في عراق العجم !
*
سأسكن في مصر العربية !
لندن 15 / 11 / 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي