الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تتعارض مبادئ رئيسنا مع قصاص عادل لصدام حسين

طلال شاكر

2005 / 8 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


.
في بلد الغرائب والعجائب بلد الف ليلة وليلة (الشاذ هو القاعدة) في حديث الى قناة العربية الاخبارية الفضائية يوم 288 2005 كرر الرئيس جلال الطالباني رفضه بالتوقيع على اي قرار محتمل يقضي باعدام صدام حسين ( وعلل ذلك بانه رجل مبدأ.لااستطيع التنازل عن مبادئي من اجل منصبي ، واذا تعارض المنصب مع المبادئ ساترك المنصب واحتفظ بالمبادئ) لااريد الدخول في مكنونات وماهيات هذه المبادئ التي يؤمن بها رئيس جمهوريتنا المحترم وليس من اخلاقي ومبادئي ان استحثه على مخالفة مبادئه لهدف في نظره لايبدو نبيلاً وعادلآ . ولكنني اعرف ان المبادئ في منطوقها العام هي توازن بين الاخلاق والسلوك وتتجسد هذه المبادئ في الموقف العام والخاص من اي موضوع او قضية بروح العدالة والمسوؤلية. وهنا يثار سؤال مبدئي ايضاً؟ في اي مفصل سينشأ التعارض بين رئيس جمهورية له مبادئ وبين قصاص عادل سيصدره قضاء عراقي مستقل ضد مجرم شمولي بجرائمه وفتكه كصدام حسين،اني اعرف تماماً ان المحكمة ستصدر حكمها على متهم ميت لاتساوي حياته اي قيمة اواعتبار ولكن ضحاياه لهم كل الحق في نيل قصاص عادل له معناه في عبره ودوروسه، وهويتجاوز حياة صدام التافهة بمعاييرها المباشرة،ان انصاف الضحايا والاقتصاص من مجرم كصدام حسين، هوتجسيد للمبادئ وهوالموقف النبيل والعادل الذي ينتظره وطننا واهلنا من رئيس جمهوريتهم الذي منححوه ثقتهم، ان التعلل بالمبادئ لرفض التوقيع على حكم ينزال القصاص بالمجرم صدام سيرسل رسالة مضللة وملتبسة، الى القضاء، الى الارهابين الى البعثيين الصداميين، وستكون على الارجح محبطة وخطيرة، كيف سيتعامل الشرطي اوالجندي اوالمواطن العادي عندما يرى مبادئ رئيس جمهوريته تقف رافضة في انزال عقاب عادل في مجرم كصدام حسين وكيف ستكون عزائمهم ومعنوياتهم؟ وكيف يجسدون واجبهم ويؤدونه وهم يواجهون ارهاببين صغار، كم مرة سيفكر القاضي عندما يصدر حكماً على مجرمين ارهابيين عندما يرى تفكك الحزم والارادة من زعمائه وقادته وهم يترددون في التوقيع على قرار اعدام مجرم نموذجي يستحقه بمعايير العدالة والقوانين، وهم يلوحون بالاستقالة اذا تعارض المنصب مع المبادئ؟ فلما لاتتعارض مبادئ القاضي عندما يفكر في اصدار حكم على صدام حسن بالطريقة التي فكربها وعللها رئيس جمهوريتنا المحترم ؟، ان عدم التوقيع على قرار اعدام صدام حسين ،بالطريقة التي عرضها السيد رئيس الجمهورية تتنافى ومسوؤليته التي تلزمه بالدفاع عن شعبه من منطلق مبدئي وقانوني، وهورئيس جمهوريته، ان غياب الحزم والجدية بين اجهزة الدولة وغياب الانسجام الوطني الحقيقي هو الذي شجع انصار صدام حسين الخروج علانية وهم يهتفون باسمه حاملين صوره القبيحة ،ان التهاون وسياسة ارفعلي وانا ارفعلك هي التي محضت للارهابيين واعداء شعبنا في التمادي والايغال بارهابهم. وبأسف اقول ان رئيس جمهوريتنا المحترم لاتحكمه مبادؤه في هذه القضية رغم تقديري له وهو يتمسك بها الى حد التخلي عن منصبه والتضحية به اذا تعارض معها، وانا اؤيده في ذلك واحترم موقفه هذا ولكن كيف ولماذا ومتى ؟. ومع تقديري لرئيس جمهوريتنا المحترم واسبابه، اقول له بكل صراحة انها السياسة ياسيدي التي طرزت موقفكم وليست المبادئ ، فالسياسة ومقتضياتها هي التي اوحت لكم ياسيادة الرئيس ان تكون مبدئياً بمعاييرها وليس بمعايير مبادئك.

طلال شاكر كاتب وسياسي عراقي مقيم في السويد










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات تشهد أرقامًا قياسية في السياحة.. وأبوظبي ودبي ترفعا


.. المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية لسكاي نيوز عربية: إسرائيل مس




.. المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية لسكاي نيوز عربية: إسرائيل تو


.. إسرائيل تحرر 4 رهائن.. هل وجد نتنياهو طوق النجاة لينجو من ال




.. كيف ستتعامل حماس مع عملية تحرير الرهائن؟ | #غرفة_الأخبار