الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش لا تكشف إلا عورة الفكرالذي تردده كالببغاء

التهامي صفاح

2014 / 11 / 20
الارهاب, الحرب والسلام


مَنْ ، ممن يعيشون في قرننا ال 21 يستطيع أن يدعي أنه مسؤول عن، أو حتى يدنو بأي طريقة من ، أو يتبنى كمثقف الفكر الذي تدعي داعش أنها تعتمد عليه في جرائمها إلا ذا كان أهبلا أو غير أمين مع نفسه و مع الناس أو لا يزال لم يفهم الفارق الزمني بين زمن ذلك الفكر و ظلام التاريخ و طفولة البشرية وصعوبة المواصلات و الإتصالات والإعتداء على النوع البشري بإسم الدين وبين الزمن الحالي زمن الحرية والكرامة والفكرالإنساني العلمي والعالمي و ثورة الإتصالات و حقوق الإنسان ؟
إن الصدق هو أجمل هدية يمكن تقديمها للناس.و في الصدق الحرية والراحة و إحترام الآخر.لأن الحقيقة ، هي ما تحتاجه شمال إفريقيا و الشرق الأوسط .
من يخاف من الحقيقة ؟ومن يهاب الجدل ؟
إنهم الكذابون و المدلسون والسارقون و المنافقون و الغشاشون و المزورون و المخادعون والمستبدون..الخ تعرفونهم .
لا يريد أغلب الناس أن يكونوا من هؤلاء. لكن أفراد داعش من هؤلاء .لأنهم يعتمدون على الخداع و الأكاذيب ..الحرب عندهم خدعة ..وهم ناس حرب لا ناس سلام ..و الاخا ديع والاكاذيب عندهم دائمة.. ناس مرضى نفسيين بإنفصام الشخصية يحتاجون مصحات و مداومة طبية و علاج.إنهم مساكين في الحقيقة لم يتلقوا التربية السليمة ليكونوا أناسا مسالمين .وهم أقلية أرادت التعبير عن نفسها من خلال الفكر الذي يلوث بيئة شمال إفريقيا والشرق الأوسط لقرون .و لأنه فكر بشري يستأثر فيه من يتمكن من الوسائل الفعالة أن يبقى مستبدا و متحكما في رقاب الناس بالإكراه فقد عجزعن تأسيس حضارة تبقى شاهدة إلى اليوم في شبه جزيرة العرب منذ 14 قرنا .أمريكا القريب إكتشافها زمنيا (ستة قرون) أو أروبا لم تنهضا الا قبل قليل من الزمان ليس هو زمن الجزير ة العربية الذي كان متاحا.14 قرنا كثيرة جدا كي لا يفعل فيها الانسان اي شيء غير التدمير والسطو..و عوض ذلك أعطى المبررات للتدخل الأجنبي و تقسيم المناطق وحراستها .و النتيجة ما نشاهده اليوم من تردي للأوضاع و من جهل و أمية و تخلف . بعض القضايا التي تبرر بها داعش و قبلها منظمة القاعدة وغيرها أفعالها ومواقفها تبدو كالحق الذي يراد به باطل أي التناقض كقضية الإستبداد والحرية وإستقلال القرار الوطني و العدالة الإجتماعية و الكرامة وغيرها .لكنها في نفس الوقت تستعمل الخطاب القاسي الارهابي والتخريبي . تمارس الإستبداد وهي تدعي إرادة الحرية .وتستعمل الارهاب و هي تشتكي من الاضطهاد..تأخذ فصلا أو عبارات من هنا أو هناك وتذهب بها لقتل الأبرياء بطريقة عمياء ثم تتحدث عن الكرامة و عزة الناس ...وتسمي ذلك الصحيح من الدين .هنا الفرق الجوهري بين النضال السلمي و خطاب ها المتجاوز و المستحيل زمنيا .لأن منتجيه من جهة لا ينتمون لعصرنا و من جهة أخرى لهم أسبابهم الخاصة لإنتاج ذلك الخطاب. عاشوا هناك و في ذلك التاريخ القديم و بالتالي لا يعبرون عن الوسائل المناسبة لحل مشاكلنا نحن هنا و الآن . هذا هو الفرق .
لم تستفد داعش من 14 قرنا من التاريخ الاستبدادي الذي لم يؤسس الدولة العادلة والديموقراطية و الأمثلة بالقرب منها غير بعيدة لوكانت لها عيون لترى الحقيقة و ضوء النهار.لكنها آثرت الحرب و القوة عوض العقل والتحليل.وما النتيجة المزيد من ضياع الأوقات والأوطان و اللاجئين .
لذلك كما الحقيقة لسنا معنيين بهذا الفكر البشري القديم الفاشل الذي لم ننتجه و لا كتبناه ولا شاركنا في أحداثه إلا بالقدر الذي يمكننا أن نظهر فشله إذا إستطعنا الرقي بفكر الإنسان بدون ترهاته من خلال طرح البديل العقلاني و المريح الذي يمكن من إصلاح أحوال الناس وحعلهم يعيشون في إنسجام و سلام داخلي مع أنفسهم ومع الناس.المسؤولون عنه هم من كتبوه .....أما نحن فلنا عصرنا ولنا فضاؤنا العلمي الرحب الواسع ..وحقوقنا الطبيعية في الحرية والكرامة التي ليست مجالا للمقايضة أو التفاوض ويجب أن تكون لنا رؤيتنا الخاصة العصرية ووسائلنا المتاحة للمساهمة في طرح حلول لمشاكل المنطقة ،لا أن تعيش القبور فينا .و إذا لم نمثل قيمة مضافة للأجيال القادمة ، فما الجدوى من الكتابة ؟
و إذا كانت المشاكل المتراكمة منذ قرون لا يمكن حلها و إصلاح أحوال الإنسان بين عشية وضحاها و هذه حقيقة ، وقلنا أن الناس تريد التغيير السلمي في المنطقة داخل السلام والإستقرار والصبر فهذا لا يعني أنهم يزكون الإستبداد أو يتواطؤون ضد بعضهم بعضا .كلا .فالناس تعتبرالإعتراف بالحقوق المشروعة للشعوب في الحرية والكرامة الإنسانية و العمل على تحقيقها لتأسيس الدول القانونية المدنية دول سيادة الشعوب و المؤسسات الديموقراطية الفعلية التي تحقق العدالة ويجد كل واحد فيها موطء قدم في كل شمال إفريقيا ، ليست منة من أحد ولا مجرد إلتفاتة من مولى أمام العبيد ، بل واجب في أعناق من يتحملون المسؤولية اليوم .ويعتبرون أن هؤلاء إن خانوا الأمانة فلن يضمنوا عدم محاسبتهم يوما ما في حيا تهم أو محاسبة من سينوبون عنهم غدا خصوصا إذا كانوا عندهم أعزة .
لذلك تبقى داعش، إذا نظرنا للظاهر من الأمر ، نقطة ظلام وسواد في تاريخ المنطقة يريد إعادة إنتاج الفاشل من النماذج التي مرت ككل الاغبياء الذين لا يعتبرون من دروس التاريخ والذين قال فيهم إنشتاين "الغباء هو أن يتم تكرار تجارب في نفس الظروف و إنتظار نتائج مختلفة .اذن داعش لا تكشف الا عورة الفكر الغبي الذي تردده كالببغاء كما ردده الذين من قبلها .
و تحياتي للجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة