الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللغة الكردية ومايكل جاكسون

ابتسام يوسف الطاهر

2005 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية



قد يبدو العنوان غريبا لكن ساحاول ان افسر تشابه الحالة قدر المستطاع. ولابد ان اؤكد هنا اعتزازي بالاخوة الاكراد الذين تربطني بهم ليست اواصر المواطنة فقط، بل الصداقة والقرابة الشخصية ايضا. ومااكتبه الان من اعتزازي بذلك الشعب العريق والطيب.
فلاادري مدى صحة مايشاع الان من انهم، اي الاكراد في العراق، يفكرون بتبديل الاحرف العربية في لغتهم الى الاحرف اللاتينية! كخطوة (اتاتوركية) لتغريب اللغة الكردية ــ اي لجعلها قريبة من الغرب ــ ذلك تقليدا لخطوة اتاتورك الذي سارع بعد هزيمة الامبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الثانية، لـ(تتريك) اللغة التركية عن طريق استخدام الاحرف اللاتينية واستبدال الكلمات العربية باخرى فرنسية او مما يجود به قاموسهم التركي من بدائل للعربية، كمحاولة للتقرب من اوربا المنتصرة. وللمفارقة كان اسم اللجنة التي شكلت لهذا الغرض في ذلك الوقت بالتركية: (لجنت تصحيح لغت) كتبت باللاتينية
(Lignet tashih Luyet)!
ومنذ ذلك الزمن والاتراك يحلمون بالانضمام للاتحاد الاوربي. ولكن بقيت اللغة العربية تشكل مايقارب الاربعون بالمئة من اللغة التركية، اسوة بالفارسية والاوردو. والتي مازالت تستخدم الاحرف العربية. فلماذا لاتفكر ايران او باكستان بتغيير الاحرف العربية الى الاتينية على الاقل تقربا للغرب الذي يترصدهم؟ لان الامر لايتوقف على الاحرف فقط , بل هو تاريخ وهوية وتراث .
ولماذا لاتفكر اسرائيل بتغيير احرفها الغريبة، وهي الاقرب للغرب الذي ابتدعها وساندها ويدعمهاا كل الوقت، على الاقل من باب الاعتراف بالجميل؟
فهل تغيير الحروف يلغي انتماء الاكراد لمحيطهم الشرقي، هل يلغي الزمن الطويل الذي عاشوه مع العرب والشعوب التي شاركوها الارض والحضارة والتاريخ ..الخ؟ هل تقربهم من الغرب بهذه الطريقة، سيحل مشاكلهم الاقتصادية والسياسية؟ لا أظن, لكنه باعتقادي، يعود الى منطق القوة والثقة بالنفس، او الشعور بالخوف والعجز الذي يتحكم باتخاذ البعض قراراتهم. فنجد اسرائيل التي أخُتلقت من قبل بريطانيا ودُعمت من قبل امريكا تتخذ قراراتها بعيدا عن املاءات هؤلاء، ومن منطق القوة والتحدي، لامريكا ذاتها، ألم تمنع كولن باول وزير خارجية امريكا من الدخول لاراضيها خلال اجتياحها لجنين ومحاصرتها لعرفات، في ذلك الوقت؟ وهذا مالم تجرؤ عليه أي دولة اخرى مهما كانت درجة التحالف اوالتخالف معها. ولاننسى ان امريكا تتبع بسياستها الخارجية، منطق زعيم العصابة الذي يحسب الف حساب للخصم القوي المتحدي له, فعليا لا ورقيا او شعاراتيا، بينما يُنكّل بمن يستضعفهم حتى لو بالغوا بالولاء.
اذن لن يغير تبديل الحروف او اللغة من الامر شيئا، بل العكس، سيجلب من المشاكل التي لابد من التفكير بها، اولها مايتطلبه هذا الامر من تكاليف، وكذلك مايسببه من احراج لالاف الدارسين من طلبة وباحثين باللغة الكردية، والذين هم في غنى عن هكذا مصاعب لاجدوى منها ولاضرورة لها.
فمهما حاول البعض بتغيير لغته او صبغته, لن ينظر له الا من خلال الموقف السليم والخطوة المدروسة ومن خلال الثقة بالنفس ومايقدمه للمجتمع.
واقرب مثال لذلك المطرب المشهور مايكل جاكسون، الذي لم يقف وجهه الاسمر ولاملامحه الافريقية اوشعره الاكرد امام شهرته التي فاقت شهرة اي مغني اخر بالرغم من عنصرية بعض المسيطرين على عالم الفن في امريكا، بل كنا نراه اجمل واكثر وسامة مما صار عليه. ولكن حين سرح شعره وبالغ بتغيير ملامحه وتحويل جلده من اسمر للابيض،أي غير صبغته! كما نقول باللهجة العراقية (طاح صبغة) تضائل احترامنا له وفقد بريق نجوميته تدريجيا، حتى صار البعض يترصده للايقاع به.

لندن 28/8/2005
















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صلاة العيد بين الأنقاض في قطاع غزة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. البيان الختامي لقمة سويسرا: تحقيق السلام يستدعي إشراك جميع ا




.. هدنة تكتيكية تثير الانقسامات في الحكومة الإسرائيلية | #رادار


.. محادثات التهدئة بين شروط هنية وضبابية نتنياهو | #رادار




.. جدل واسع بإسرائيل إثر إعلان الجيش توقفا تكتيكيًّا للعمليات ج