الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الثورة إلى التغيير

أحمد هيهات

2014 / 11 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


من الثورة إلى التغيير

بناء الدولة الجديدة في مصر أو الجمهورية الثانية بعد التخلص من الحكم الديكتاتوري المستبد لن يأتي عفوا وهينا ولن يستقبل بأحضان مشرعة من قبل المستفيدين المتربحين الذين لا تسمح أنانيتهم ومصلحتهم من الهبة واليقظة الشعبية من نومة أهل الكهف الطويلة والتي سيكون من حتمياتها تجريد هذه الفئة ( الممثلة في بقايا النظام السابق ومن يتحالف معه ضدا على إرادة الشعب ) من الأثداء الغزيرة وكشف حقيقتها والتخلص منها ومما كانت تبثه من سموم وأورام سرطانية في أوصال المجتمع وشرايين المستضعفين من الشعب المصري .
تتطلب صعوبة المرحلة التي تلي نجاح الثورة المجيدة تضافر جهود الفضلاء من النخبة وعموم الشعب من أجا حمل الناس على ما يكرهون في ساعة العسرة هاته وحالة الخوف من المجهول , كل ذلك مع ضرورة الأناة والرقة والترفق بالناس حديثي العهد بالحرية والانعتاق من سطوة الظلم والاستكبار ومعاملتهم بلطف ولين جانب .
الحديث عن الإكراه وما يحمله من من معاني الإجبار والإلزام والإخضاع وتغييب الإرادة يبدو مفارقا ومعاكسا بشكل مطلق لمعنى الرفق والتؤدة والأناة ولكنهما لقيام الدولة المستقلة الحرة القوية متلازمان متكاملان فالأول يستدعي إظهار الحقائق والمصارحة بثقل التركة وهول لمشاكل والمعضلات وحجم الأموال المهربة والعقول المخربة والأوثان المنصبة والفقر والبطالة والعنوسة والأمراض المادية والمعنوية ومن ثم إقناع الناس بالبديل القادم والأفضل .
أما الثاني فيقتضي الصرامة والشدة والحزم في تطبيق القانون على القوي قبل الضعيف وعدم السماح بتفتيت الدولة والمجتمع وذلك استنادا إلى قوانين وتشريعات مناسبة لحساسية المرحلة وخصوصياتها وقضاء مستقل شريف ونزيه فالتغيير المنشود لا بد أن يجمع بين وجهين رفق ورحمة بالمستضعفين المجهلين ودعوة بالحكمة والموعظة الحسنة للمترددين الذين يفضلون الثابت المعروف بأهواله ومصائبه على المتحول المجهول رغم آماله وبشائره والجدال بالتي هي أحسن مع من يبدي حسن النية وصدق الرغبة في في انتشال الأمة من مستنقع الفتنة.
وبالمقابل لا بد من التدافع ومواجهة دعاة الانتكاس والنكوص إلى الوراء وتخويف الناس من المستقبل من خلال العنف والتخريب والافتراء والبهتان والتآمر على الدواة وزرع الأشواك في طريقها وإيواء المتآمرين في مؤتمرات الهدم والتخريب ومحاججتهم والغلظة عليهم ان اقتضى الأمر حتى لا تضيع وحدة الأمة والدولة ويبقى الناس غبارا بشريا خارج سياق التاريخ ينتظر من يكتبه بدلا عنه .
ينبغي للجميع أن ينخرط في المشروع الوطني التغييري من خلال تجنيد كل مكونات المجتمع وتعبئة الفئات المستضعفة وتوزيع المهام على القواعد وتسليم المهام إلى ذوي الخبرة والكفاءة من ذوي السابقة إلى نصرة المستضعفين والدفاع عنهم وذلك بهدف القضاء على التجمعات ذات المصالح والمنافع المستفيدة من جو الفساد العام واجتثاث جيوب مقاومة التغيير المنظمة المدعومة من الداخل والخارج .
وخلاصة المسألة أن التغيير ليس بيد الدولة لما تتوفر عليه من سلطان وأدوات التنفيذ ما دامت بعيدة عن المواطن تفصلها عنه أستار صفيقة وحجب كثيفة وما دام الناس متوجسين من التغيير رافضين أن يغيروا ما بأنفسهم قبل أن يتغير واقعهم وبالتالي فان جهود الدولة بكل مقوماتها ومكوناتها ووسائلها مدعومة باقتناع الناس ورغبتهم لشديدة في التخلص من أغلال الاستكبار والاستعباد والتخلف والتخلص من ذل الاستكانة ومشاركة فعالة من قبل فئات المجتمع المختلفة اجتماع هذه المقومات كلها قادرة على إحداث التغيير المنشود وإنفاذ رغبة الشعب .

أحمد هيهات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. - الغاء القوانين المقيدة للحريات ... آولوية -


.. أليكسي فاسيلييف يشرح علاقة الاتحاد السوفييتي مع الدول العربي




.. تضامناً مع غزة.. اشتباكات بين الشرطة الألمانية وطلاب متظاهري


.. طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ




.. Peace Treaties - To Your Left: Palestine | معاهدات السلام -