الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخمر والإسلام

غازي صابر

2014 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


الخمر من المشروبات الروحيه التي إكتشفها الإنسان مبكراً وهناك من يرجع تسميتها لعملية التخمير وهناك من يقول لأنها تخمر العقل أي تغشيه وتبعده عن التركيز .وللخمر جانب مهم ومفصلي في قصة الطوفان للنبي نوح حيث تؤكد أنه أنتجها وشربها وتاجر فيها ، وبمرور الأزمنه جرت عليها تحسينات وقد خمر الإنسان خمرته من أغلب الأثمار والفواكه حتى وصلت للعسل أما في وقتنا الحالي فلاحصر للمواد التي يصنع منها الخمر.
هي بنت المدن المتحضره لأن كل ما فيها من الأراضي الزراعيه حيث الأشجار والخضار والسواقي ولهذا هام بها الشعراء وتغنوا بها لرقتها وسحرهاالخلاب وهي تغطي جليسها بأجمل ما تملك .
أحبها الإنسان وتعشقها وهام بها وأصبحت خير جليس له ومن عشقه لها خلق لها تسميات عديده أحلاها الخمره ، والصافيه وتغنى بها الشعراء والملوك والأباطره حتى وصل بالبعض منهم ان يستحم بها ولرقتها فأنها تأخذ صاحبها حيث يريد وتضعه أمام رغباته بلا خوف وبكل نشوه لحظة يريد الغناء او الضحك او البكاء او إسترجاع الذكريات وتشجعه لتحقيق ما يبتغيه لكنها تهجره إن أكثر منها وفقد صوابه .لها قدسيه وعلى شاربها إحترام جليسها وهي تدفعه للرقه والإصغاء لكنها لاتفرض عليه إرادتها وكل مايفعله عندما يغرق في نشوتها مخزون في عقله الباطن وظلمها البعض حين حملوها إساءات بعض من شاربيها . يقول شاعرها :
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء وداوني بالتي كانت هي الداء
صفراءلاتنزل الأحزان ساحتها لو مسها حجرمسته سراء
رقت عن الماء حتى ما يلائمها لطافة وجفى عن شكلها الماء .
أجدادنا العرب وكبقية شعوب الأرض تنعموا بها وتعلقوا بها فكانت حاضرة في كل مكان من صحراء العرب في الخيام وفي أماكن اللهو والمجون وفي مجالس كبار القوم وصعاليك الصحراء ولهذا عندما جاء الإسلام لم يعترض على تناولها والندامة معها فهي واحدة من النعم القليله لرجل الصحراء .ولم تحرمها اديان المنطقه والتي أخذ منها الإسلام كل تفاصيل الدين والتدين .حتى ذكرها القرأن في سورة محمد :مثل الجنة ـ ـ ـوأنهار من خمرلذة للشاربين .
تناولها القرأن بعد ذلك على ثلاث مراحل قيل لأنها تفقد المسلم ترديد صلاته وقيل لأنها ساعة يسكر فيها المسلم يتذكر سنوات قبل الإسلام حيث الحريه وعدم القيود وهو البدوي صقر الصحراء الهائم في فلواتها وكثيراً ما يحدث نقاش وشجار بين المسلمين وهم سكارى ولهذا اول ما ذكرها القرأن في سورة البقره 219 :يسألونك عن الخمر والميسر قل فيها إثم كبير ومنافع للناس .بعدها ذكرت في النساء 43 يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وإنتم سكارى .ثم ذكرت في سورة المائده90 يا أيها الذين أمنوا إنما الخمرة والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فأجتنبوه لعلكم تفلحون .
في كل هذه الأماكن لم يحرمها ويكفر شاربها ولهذا لم توجد عقوبة محددة لشاربها كما حددت عقوبة الزنا او المرتد عن الإسلام .حتى ان الخليفه عمربن الخطاب اذا جيئ برجل سكران يأمره بالسير فأن مشى معتدلاً عفا عنه وان تعثر في مشيته جلده .وهذا ما عليه اليوم البلدان المتقدمه إنها تحاسب شارب الخمره في حالة تسببه بأذى لغيره من خلال تناوله للخمرولاتحرم الناس من شرابهالأنهم أحرار في الأكل والشرب والمهم في قانون الحياة هو عدم الإساءه للأخر .والقرأن يذكرها في أحد هذه الأيات الثلاث فيها منافع وفي سورة محمد أكد على وجود الخمره في الجنه لكن من يضمر الحقد والشرلها من وعاظ السلاطين والتجاره بالفقه الديني أفتوا أن خمرة الجنه غير خمرة الحياة وحتى النهي عنها يساوي النهي عن الأزلام في سورة المائده والأزلام مجرد عادة قبلية غير ملزمه للجميع .
بين طيات الفقه والفتوى ضاع على المسلم تذوق حلاوة شرب الخمر والتمتع بأنسها ورقتها والتحليق معها لتبديد شيئاً من أحزانه ومتاعبه في الحياة وتبقى هي مجرد مشروب لتخمير فواكه وأثمار خيرات الله في الأرض ولاتستحق كل هذا الكره والبغض لها .من يحقد عليها لم يتذوقها ولم يفهم البعد الوجداني والإنتعاش الحالم فيها ولم يفهمها كمشروب صدوق ورقيق وأكثرهؤلاء جلاف غلاظ مع أنفسهم ومع الأخرين عكس جلاس الخمره وما فيهم من رقه وسماحه والبحث عن أجمل مافي الزمن من لحظات وجدانيه تخلقها الخمره .
في بدايات الإسلام لم يكن الحقد عليها وعلى شاربها كما هو اليوم في عهد المليشيات ودعاة الإسلام والطوائف على القتل والتشدد والتكفير وإغتيال كل من لايؤيدهم في شرورهم ومساعيهم ، ولهذا صار شاربها المسالم هدف لهم وصارت الخمره عدواً لدوداً لعقولهم الجامده والمتخلفه وهم لا يمتون بصلة حقيقية للدين والتدين ولايفهمون أي معنى من معاني الحياة وما فيها من نعم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 21 - 01:20 )
الخمر مرض عضال , فهي تُسبب (تليّف الكبد) , كما أنها تفقد الإنسان تركيزه .
مثال :
(يسوع الناصري) عندما شرب (الخمر) و فقد تركيزه ؛ خاطب أمه بـ(مَالي ولَكِ يا امرأة)! .
يعني : لم يعرف أمه , بل ظنها امرأه ؛ بسبب تأثير (الكحول) عليه! , اقرأ النص :
[1وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. 2وَدُعِيَ أَيْضاً يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ. 3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ». 5قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ»] .
المصدر : (يوحنا 2: 1-4) .


2 - الخمر والإسلام
شاكر شكور ( 2014 / 11 / 21 - 04:27 )
مقالة عقلانية متحضرة تضرب شيوخ المفسرين بالشلوت ، كثير من المسلمين لا يعلمون ان نبيهم قرر اصدار فرمان اجتناب الخمرة بعد ان تلذذ بها حتى قرب نهاية عمره ، فلو رجعنا الى ترتيب نزول سورة المائدة 90 التي تقول (إنما الخمرة والميسرة ...رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ) نلاحظ انها سورة ما قبل الأخيرة من سور القرآن وفي هذه السورة اية رقم 3 يعلن فيها محمد أكمال الدين الأسلامي في حجة الوداع وكان عمره بحدود 62 سنة ولم يبقى سوى اشهر قليلة ويعلن عن موت محمد ، وربما اصدر محمد هذه الآية لمرضه وعدم تمكنه من شرب الخمر فنصح بأجتنابها ، الآية نفسها مغلوطة لغويا ، لأن عملية التخمير من اعاجيب وصنع الله وليس من عمل الشيطان وكان الأولى بمؤلف هذه الآية ان يقول السُكر بالخمرة هو من عمل الشيطان كما مذكور لدى اهل الكتاب ، ولماذا لم يحرم محمد القات والحشيش والسكائر التي مضارها اخطر من الخمرة ؟ تحياتي للأخ غازي صابر كاتب المقال


3 - وتمنح الشجاعة والجرأة
علي البابلي ( 2014 / 11 / 21 - 07:56 )
منعوها في الصدر الاول من الدعوة الاسلامية لان الخمرة تعطي الجرأة والشجاعة للشخص فلا يؤمن بسهولة انما يسأل كثيرا ويناقش ويتفلسف لكي يؤمن بقناعة تامة ...لذلك حرموها والان نجد رجال الدين يحرمون الخمرة ويجعلونها من كبائر الموبقات حتى يبقى المجتمع تحت سطوتهم ...الخمرة فوائدها اكثر من ضررها فهي تزيد العلاقات والاواصر الاجتماعية وتشيع المحبة والسلام بين الحضور وتزيل التعب ومشقة يوم عمل وتحسن صحة الانسان الذي تؤلمه هموم الحياة ...بل ان من جملة اسباب تخلف المسلمين بجميع نواحي الحياة هي تجريمهم لجالسي الخمرة ...الذي يتناول الخمرة حتى الثمالة والسكر ويفقد الاتزال مثل هكذا نوع اساسا المجتمع يرفضه ولايجري التعامل معه ومجالسته وهذا موجود في كل مكان من المجتمعات..في كل الاحوال السماح لشربات العائلية الخمرة في الحانات وفي الجلسات العائلية لايضر بل نفعه اكثر من ضرره الذي يمكن السيطرة عليه بالقانون والمراقبة ..واذا يحرمه الله في الدنيا ..كيف اذن يكافيء به من يدخل جنته وجعل منه انهارا لذة للشاربين وليس قارورات كما في الحياة الدنيا...غباء المسلمين فعلا موهبة


4 - ليالي الانس في فيينا مع الخمرة ورنين الكأس
اّيار ( 2014 / 11 / 21 - 09:20 )
السيد الكاتب مصيب جدا في ارائه حول الخمر وكذلك الاسباب الحقيقية في ابعاد الناس عن تناوله واولهما ان الخمر يعطي للانسان عدا الراحة النفسية والمتعة فانه يفتح امامه فضاءا واسعا للتفكير فكان المسلم المجبور على اسلامه يتذكر الايام الخوالي قبل الاسلام والحرياتالموجودة في مجتمعهم والتعايش القائم بين جميع الملل والنحل والشىْ الثاني فان محمد قام بعسكرة المجتمع وتعبئة الناس في قوات مسلحة للقيام بالغزوات وفي هذه الحالة لا يتحققما يريده من غزوات والناس تشرب الخمر ومعنى ذلك انهم غير مهيئين للقتال او الاستعداد لها لذك نهاهم عنها ليمضي بمشروعه الحربي الغزواتي بدون عراقيل او ما يفسد عليه مشاريعه المستقبلية وجعل الناس الة بيديه ولا يفكرون ابعد من تعاليم محمد .. واتذكر ان صدام حسين منع اعضاء قيادته والضباط الكبار الجلوس فس جلسات شرب خشية ان يتحول الحديث الة بعض المصارحات ونقد اسلوب النظام الديكتاتوري واستمرار عجلة الحرب الدامية مع ايرانومن ثم تفكير اوائك القادة بالتغيير او التمرد او على الاقل التذمر بين اقرانهم وهذا يسبب خطرا كبيرا على صدام ومشروعه ووجوده ..مع تحياتي .


5 - ما الهدف من هذا المقال؟!!
على المحلاوى ( 2014 / 11 / 21 - 10:01 )
قلت
(صار شارب الخمر المسالم هدف لهم وصارت الخمره عدواً لدوداً لعقولهم الجامده والمتخلفه وهم لا يمتون بصلة حقيقية للدين والتدين ولايفهمون أي معنى من معاني الحياة وما فيها من نعم)


وأقول
وهل أنت من تفهم صحيح الدين والتدين بما تقوله هنا وتريد أن تعلمه لنا ؟!!!
هم لا يمتون بصلة للدين أما أنت بما قلته هنا وثيق الصلة؟!
وهل هم لايفهمون أي معنى من معاني الحياة وما فيها من نعم وأنت بما قلته تفهمها ؟!!

قلت
( بين طيات الفقه والفتوى ضاع على المسلم تذوق حلاوة شرب الخمر والتمتع بأنسها ورقتها والتحليق معها لتبديد شيئاً من أحزانه ومتاعبه في الحياة)

وأقول لك
تمتع أنت بخمرك وما فيها من نعيم وحلق معها ودع المتخلفين يقاطعونها
وربنا يزيدك من نعمها


( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13) .



6 - النبي ص كان يقتني الخمر ويبيعه ويهديه
عماد ضو ( 2014 / 11 / 21 - 22:21 )
السلام عليكم
نجاسة الخمر معنوية والنبي ص كان يقتني الخمر ويبيعه ويهديه
وهذا إثبات من فم فضيلة الشيخ محمد العريفي
https://www.youtube.com/watch?v=ULafFdWMJYQ
تحية


7 - تحريم الخمر
ثامر السباهي ( 2014 / 11 / 21 - 23:55 )
هنالك اية واضحة تدل على تحريم الخمر تتحدث عن حرمة الاثم وبما ان الخمر فيها اثم كبير كما في الاية السابقة التي ذكرها الكاتب اذاً هي محرمة......الاية هي
انما حرم ربي الفواحش وماظهر منها ومابطن والاثم والبغي....


8 - تحريم الخمر
ثامر السباهي ( 2014 / 11 / 21 - 23:57 )
هنالك اية واضحة تدل على تحريم الخمر تتحدث عن حرمة الاثم وبما ان الخمر فيها اثم كبير كما في الاية السابقة التي ذكرها الكاتب اذاً هي محرمة......الاية هي
انما حرم ربي الفواحش وماظهر منها ومابطن والاثم والبغي....

اخر الافلام

.. تونس.. كتيبات حول -التربية الجنسية- تثير موجة من الغضب • فرا


.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام المؤيد




.. بصفقة مع حركة حماس أو بدونها.. نتنياهو مصمم على اجتياح رفح و


.. شاهد ما قاله رياض منصور عن -إخراج الفلسطينيين- من رفح والضفة




.. نتنياهو يؤكد أن عملية رفح ستتم -باتفاق أو بدونه-