الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرض لهذا الغريب

صبري هاشم

2014 / 11 / 21
الادب والفن


***
أرض لهذا الغريب
***

الآن
فُتِحَتْ أبوابُ الحانة
فلْتَسْكَرْ في هذا الليلِ القارسِ الأكْوان
ولتَدُّبّ في الأَوردةِ أشواقُ النَّبيذ
وَلتُعلِنْ الآلهةُ بعد حينٍ
عن بدءِ أحداثٍ جُسام
..........
الآن
***
" ... وأنتَ شيخٌ لكَ خُطوةٌ تُهَذِّبُ جُموحَ الطّريقِ
وتَرسمُ بوهنٍ وَجْهَ المدى ... "
" ... وأنتَ شيخٌ تُبَجلكَ العيونُ وتقرأُ ـ في بحرِكَ ـ الذّاكرةُ تأريخاً مِن أفكار ... "

" ...وأنتَ كتابُ الولايةِ فَانْشُرْ للمُريدِ ما بين دفتيكَ... "
***
الآن
...........
تقفُ على أطرافِ قارّةٍ
تُخَضِّبُ الحكايا بزهرِ اللوزِ
وتُرشِدُ القادمينَ ما قبلَ الفجرِ بساعةٍ
...........
قَدمٌ لكَ في مزرعةٍ للحنّاء
أجهضَ نشوتَها غُزاةٌ سلبوا الفاوَ جلبابَهُ
قبلَ أَنْ يمرَّ الجنرالُ البريطاني فردريك ستانلي مود
بجُندِهِ ومرتزقتِهِ على أحراشٍ في أبي الخصيب
قدمٌ لكَ مُهتَزّةٌ في قريةٍ نائيةٍ مِن أعمالِ برلين
قدمٌ لكَ
فوق ناصيةِ الطّريقِ
***
الآن
...........
ضَيفيَ أنتَ
فاشربْ مِن قَهوتِكَ الليليةِ
بمقدارِ ما يسترُ رائحةَ التّدخينِ في فمِكَ
وبمقدارِ ما يسرُّ مُحدّثَكَ
وبرلينُ رخوةٌ في الليلِ
مُترهلةٌ في المسيرِ
تقتَسمُ مَعَها زمناً مُضجراً
وتأريخاً مُترعاً بالأحزان
تركَ مِن رمادِهِ الكثيرَ على ضفافِ " شبريه "
هلْ ولغتِ النّهرَ مراكبُ "الفايكنغ " وأطلقتْ للسيفِ العنان ؟
كان الألمانُ مُحافظين
مثلَنا تماماً
يَقتلون غسلاً للعارِ
هكذا أَخْبرَنا " غوتة " في لحظةِ صفاء
***
الآن
............
تنسابُ مِن بين يديكَ أُلفةٌ
وتلك البلادُ التي أطنبتَ في الحديثِ عنها
والتي أفرطتْ ـ مِن أجلها ـ عاطفتُكَ
تراها تحتزُّ مِن النّخيلِ تيجانَهُ
ومِن الرؤوسِ تُصادرُ الأفكارَ
............
الآن
غربةٌ داكنةٌ تجوبُ السَّماء
مثلَ سحابةٍ عمياء
تماماً
تماماً
مثلَ أرضٍ بعيدةٍ
تُثقلُها الأقْدَار

19 ـ 11 ـ 2014 برلين

***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب


.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس




.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد


.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد




.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد