الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع محسن الخفاجي في قبره الجديد

جبار وناس

2014 / 11 / 21
الادب والفن


رحّل محسن الخفاجي الى عالم ليس فيه ما يتناغم مع مزاجه الضارب في أقصى درجات الوضوح .
فضلا عن التقاطع الحاد بين ممكنات ايمانه بفن السرد اذ ترسخ بوجدانه
ودواخله فيلوّح به عاليا وبين ممكنات ذلك العالم المروى له بخيوط الخوف والظلام .
فكان أن صرّح وبصوت واضح وأمام الكل عن امتعاضه من كل اللحظات
التي تعجّل من اقتراب تلك الخيوط باتجاه مملكته الأثيرة (عالم السرد الكبير )
وعلى الرغم من احساسه المر وهو يشهد اختزال المسافة التي تفصله عن
هودج الموت الطاعن في خرس عميق
فيظل مشدودا اليه يتملى خطواته ختى لحظة الألتقاء الأخير .
كان يقول لي : أنا لا أحب الموت ولا أحب أن أرى صديقا لي وهو في حضرة الأحتضار ولهذا كنت في عزوف تام عن حضور مجالس العزاء التي تقام في مدينتنا حتى ولو كانت المسافة بيني وبين تلك المجالس بضعة أمتار .
فقلت له :-
ليس كل موت مصيبة ، فماذا يعني الرحيل ؟
وقد يجف ماء الحياة في أجسادنا ؟
ألا تجد في الرحيل الأبدي ما هو أفضل من حالة الاغتراب والمنفى ومفازات
الغفلة والتوهان والتي أمسى فيها العقل سارحا في سبات كبير .
ثم كيف ترى لجسدك النحيل هذا أن يقاوم ألامه ويتحدى صروف توجعاته ؟
وكيف تجد لها مكانا خارج استحالاته ليكونا بريقا لايعرف الأنطفاء ؟
يا صديقي :
بكونك كائنا ملاذه واحات السرد وغصنها المدلل ( القصة )
أرى أن لاتخرج عن المساحة المضيئة التي يتيحها لك جسدك الناحل هذا
لتنضح فيها جزءا مما تحترق به دواخلك غانما هانئا .
لا أريد أن أنغص عليك - صديقي العزيز - لحظات سكونك الأبدي
أتراك راضيا بمنفاك الجديد ؟
ليس جديدا ما أقوله حول المنفى فقد كنت أراك وأنت تمشي بسيمياء المنفين .
نعم - هو احساس مغمس بطعم الأسى وكأني بك ترتضي الأقامة فيه مع معرفتك المسبقة بأنه لن يكون مدينتك المفترضة ولا فردوسك المفقود .
يا لهذا الحزن الذي أتهجاه بمراياك المهشمة وهي تحيط بمنفاك الجديد
نعم - ليس لك سوى أن تكون مهجوسا بوضع تفاصيل وضعك حتى الرمق الأخير من عمر منفاك هذا ،.
قد يكون انتقالك الجديد عنوانا لفصل ناقص من حياتك الذاتية .
أما تزال تصر على سلوكك العبثي ؟
أشهد لك بصفائه وتفرده وترفعه عن كل حالات التبني الهجين أو المزيف .
أصدقني يا صديقي :
أتعلق على جدران قبرك الجديد مقولة سورين كيركجارد :
( ان تعش تندم وان لم تعش تندم ) ؟
أم أنك تنصت الى سكونك الأبدي فتراه حلما لا يختلف عن حياتك التي عشتها كحلم ؟
لا تهتم لمن يسألك عن الجنة والعذاب .
تشبث بموتك يا صديقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض