الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجربة الإماراتية في مكافحة الإرهاب

جمال الإدريسي

2014 / 11 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


تتعدد تجارب الدول في مقارباتها لواجهة تحديات الإرهاب، لكن القاسم المشترك بينها كونها تعتمد استراتيجيات دفاعية، أي أنها لا تتحرك لمواجهته إلا عندما يدخل عقر دارها، وتنتشر التفجيرات والاغتيالات هنا وهناك، وتتسع رقعة الخطر. وهذه المقاربة الدفاعية تستنزف الكثير دون أن تثبت فعاليتها.

الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود الحملة الدولية ضد الإرهاب، منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في مطلع تسعينيات القرن الماضي، لم يتوقف رؤساؤها وزعماؤها عن التصريح بأن أمريكا تعتمد استراتيجية استباقية في حربها ضد الإرهاب في العالم، لكن بعيدا عن التصريحات التي لا تعدو في الغالب أن تكون استثارة لعواطف الأمريكيين في حملات انتخابية، فإن الواقع يثبت أن رقعة الإرهاب في تزايد مستمر، وأعداد الجماعات المتطرفة في ارتفاع، وبالخصوص في المناطق التي كان فيها التدخل الأمريكي، كالعراق وأفغانستان، وليبيا مؤخرا.

في مقابل الاستراتيجية الأمريكية القائمة على مبدأ الدفاع في مكافحة الإرهاب، نجد استراتيجية جديدة تعتمدها دولة الإمارات العربية المتحدة تعتمد مقاربة استباقية في التعاطي مع الشخصيات والتنظيمات المتطرفة، إذ أعلنت الحكومة الإماراتية قبل أسبوع عن لائحة تضم أزيد من ثمانين تنظيما ومنظمة إرهابية، من بينها جمعيات تدعي أنها تعمل في مجال الإغاثة والأعمال الخيرية، بكل من الولايات المتحدة والأمريكية وبريطانيا.

إذا أخذنا على سبيل المثال التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي جاء على رأس اللائحة الإماراتية، فإن الولايات المتحدة الأمريكية لم تستطع إلى اليوم إعلانه صراحة كتنظيم إرهابي، وإنما تكتفي فقط بالتلميحات، رغم أنه من المعروف على التنظيم أن بنيته الفكرية قائمة على العنف والإرهاب والاستئثار بالسلطة، لكن دولة الإمارات العربية المتحدة لم تتعامل مع التنظيم بمنطق التلميح وإنما أعلنته صراحة كتنظيم إرهابي، وهذا أمر يجد له سند من عند الإخوان أنفسهم، حيث قال الشيخ القرضاوي في تصريح مصور لوكالة الأناضول التركية بأن المدعو أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامي (داعش) كان من بين شباب جماعة الإخوان المسلمين، ومنها انتقل إلى القاعدة.

إن تجربة الإمارات في تعاملها مع ظاهرة الإرهاب تقوم على مكافحة كل ماله به صلة من قريب او بعيد بالتنظيمات والشخصيات الإرهابية، واعتماد المواجهة المباشرة قبل فوات الأوان، وإن كانت هذه المقاربة تحتاج جهدا ويقظة كبيرتين، وتوظيف إمكانات مادية وبشرية كبيرة، إلا أنها تقي من حدوث الأسوء وتقطع الطريق على المتربصين بأرواح الأبرياء في العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء ومصابون بقصف إسرائيلي استهدف مباني في مخيم جباليا ومدي


.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة




.. لا معابر تعمل لتربط غزة مع الحياة.. ومأزق الجوع يحاصر السكان


.. فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل




.. جامعة برشلونة تقطع علاقتها مع المؤسسات الإسرائيلية