الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاعر الرصيف يعود للحياة بحبر فاسد

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)

2014 / 11 / 22
الادب والفن


من أبويا نجار سواقي إلى أحمد غريب . وقف نجيب محفوظ مندهشا ، أمام ذلك الريفي القادم من قرية نادر بالمنوفية ، ومن حديقة عامة إلى باب جراج مغلق ، كانت تدور حياة المعلم سعدني السلاموني نجار السواقي المهمش و الذي حلم بالشعر فترك مهنته و قريته و أتى النداهة فتلقفته الأرصفة ، فنام فى أحضان التشرذم و الضياع و الفقر، حتى صرخ صرخته الشهيرة " أبويا نجار سواقي " فى قصيدة من أروع ما أبدع الشعراء العرب . تلك القصيدة التي أدخلت السلاموني ديوان الشعر من بابه الفسيح ، حتى قال عنه الأديب العالمي نجيب محفوظ : لا أخشى على الشعر العربي مادام هناك سعدني السلاموني . ذلك الشاعر الأمي حتى سن السابعة و العشرين ، يعود إلى الحياة بمختارات شعرية تحت عنوان " حبر فاسد " فيأتي مفتتح الديوان مفجعا و صارخا و مؤلما
كل أقلام البلد متباعه
فى ساعة و أقل من نص ساعه
أقلام بتحكم و تؤمر
و أقلام غرقانه فى مجاعه
ثورة
صرخة شبيهة بصرخات ميخائيل ليرمنتوف ، بحزنها المدوي و تكثيفها للصورة الشعرية بعبقرية متفردة لسعدني السلاموني ، الذي بدأ ديوانه بقصيدة حبر فاسد ، وإن كانت القصيدة لم تأتي كما توقعت من حيث القوة كالقصائد التالية ، إلا أنها ملخص حالة الشعراء و المبدعين الشرفاء فى أوطاننا ، لكن سلاموني حطم روح الوهن فى القصيدة الأولي و أطلق قذائف شعرية فى قصائده التالية ، ففي قصيدة حمل كاذب والتى أهداها إلى الفنان الموجوع عبد العزيز ميكوي ، أظهر و بتفوق شاعريته المميزة ، حتى أنك لا تملك إلا الهروب من ذاتك و التوحد مع كلمات السلاموني فى حمله الكاذب
روح
إعلى
فوق
فوق
روح
روح
فوق كل الجروح
دوس بقلب جزمتك
على اللي مسموح
و اللي مش مسموح
روح
طير .. طير
طير و خلاص
فوق القهر و الوجع و الأحزان
لا الدنيا بقت دنيا و لا الناس بقوا ناس
و انت
كل يوم تشيل روحك على كفك
روحك الماس النحاس
و تضمها زي قطه
و هي مرعوبه من الناس
موت لو عايز تموت
موت واقف زي النخل و الأشجار
الدنيا خلصت خلاص
ومن قصيدة إلى قصيدة ينقلنا شاعر الرصيف إلى حالات إنسانية متوجة بالولوج داخل النفس البشرية بأحلامها و كوابيسها و آمالها و آلامها ، كقصيدة " حوش ميتينك عننا " و قصيدة " إحترم نفسك " و عايز أطير .. وغيرها من القصائد الإنسانية المحملة برائحة الوجع و الإنذار لم يفقد السلاموني خلال الديوان قدرته على خلق الصور الذهنية و الحالة الشعرية بتفرد يعرفه عنه كل من تابع شاعر الرصيف . فهذه السطور دعوة لقراءة السلاموني من جديد وربما لم توفيه حقه كشاعر من فحول شعراء العامية فى الوطن العربي . فلقلمه التحية و لقلبه السلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح


.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟




.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د


.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل




.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف