الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسئلة عن داعش ؟

شامل عبد العزيز

2014 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


” إنّ المشكلة السياسية الأساسية للمثقّف ليست نقد المضامين الايديولوجية .. إنّما معرفة ما إذا كان بالإمكان بناء سياسة جديدة للحقيقة .
إنّ المسألة لا تتعلّق بتغيير “ وعي” الناس ، أو ما يدور بأدمغتهم ، انّما تتعلّق بالنظام السياسي و الاقتصادي و المؤسّساتي لإنتاج الحقيقة “.
كيف بوسع المثقّف بناء سياسة جديدة للحقيقة مغايرة لسياسة السلطة التي تحاصر الحقيقة من كل صوب ؟ أمام المثقّف إذن خياران لا ثالث لهما : إمّا هو ملتزم بما يحدث من سياسات للعقل في بلاده ، وإمّا فهو مثقّف مزيّف ، كلب حراسة لحكومات كرتونية أو أجير لدى أجندات مافيوزية . وهو في كل الحالات أسير سياسة ما للحقيقة هو مطالب بأن يساهم في رسمها بشكل يناسب فكرة الثورة. " من مقال ,, المثقف ما بعد الماركسي – أم الزين بن شيخة - .
لكل تيار – حزب – منظمة – شعار وشعار داعش " الإسلام هو الحلّ ,, على ما يبدو " ورايتها " لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله " بالمناسبة راية داعش هي نفس راية النبيّ محمّد حسب المرويات التاريخيّة .
على صفحات التواصل الاجتماعيّ بعد بروز الظاهرة " الداعشيّة " بدأت المنشورات عنها تبرز بشكل ملفت للأنظار والسبب طبعاً هو الصدمة الكبيرة التي أصابت الجميع وخصوصاً بعد سيطرة التنظيم على نينوى وانطلق نحو الجنوب واجتاز محافظة صلاح الدين ومن الشرق والشمال وصل إلى مشارف كركوك و أربيل ومن الشمال باتجاه تركيا وصل إلى مناطق بعيدة باتجاه دهوك وأحتل كافة المناطق المسيحية وقام بتهجير أهلها ونهب وسلب ممتلكاتهم وحصل ذلك مع اليزيدين في سنجار من جهة الغرب ناهيكم عما حصل في الموصل من تهجير كافة الطوائف والأقليات المخالفة لما تؤمن به داعش من مسيحيين وشيعة ويزيدين ولا ننسى كذلك كانوا يبحثون عن كل من كان يعمل مع حكومة المالكي بأي درجة وظيفية كانت وتصفيته .
هذه هي المرّة الأولى التي تخلو فيها محافظة نينوى من باقي مكوناتها .
أوّل مرّة في التاريخ مدينة عمرها الأف السنين تقتصر على مكون واحد .
مدينة كان فيها جميع الطوائف والقوميات والأديان وفي ليلة وضحاها أصبحت هذه المكونات خارج الفسيفساء المتعارف عليه ... شرّ البلية أغربها كما يقول الزميل يعقوب ابراهامي ..
هناك من يسأل عن نشأة داعش وكيف ومنْ هي ومن أين يأتيها السلاح ومصادر التمويل وعن إبراهيم عواد السامرائيّ الذي أصبح خليفة المسلمين وأمير المؤمنين " أبو بكر البغداديّ " بلمح البصر أو بين عشية وضحاها وعن اعتقاله من قبل الأمريكان وسجنه في بوكا لمدة 3 سنوات وهل هي من الإسلام أم هي خارجة عنه وفئة ضالة وهل هي صناعة أميركيّة – صهيونيّة واشتبك جميع المتخاصمين فيما بينهم دون تحقيق أي نتيجة وكذلك يسألون عن القتال الشرس التي تقوده وهروب جيش المالكيّ أو العراقيّ أمامها وهروب الجيش السوريّ كذلك في مطار الطبقة في محافظة الرقة بحيث احتلت داعش وخلال فترة قصيرة ما يزيد على مساحة انكلترا في كل من سورية والعراق واحتلالها لأبار النفط واستيلاءها على الأسلحة الأميركيّة التي اشتراها العراق من الولايات المتحدة الأميركيّة بقيمة 20 مليار دولار " فقط " بعد هروب القطاعات العسكريّة من امامها ! وتقاتل داعش اليوم في جميع الجبهات دون كلل ودون ملل ويبدو أنّها لن تتوقف فإما تحقق أهدافها بغض النظر عن اتفاقنا واختلافنا معها أو يتم القضاء عليها " الصحيح تحجيم قوتها " ..
ولكن وحسب رأيي الشخصي لم يسأل احد السؤال المهم وهو لماذا ظهرت داعش وما هي الأسباب الرئيسيّة والثانوية التي جعلتها بهذا الحجم والشكل بحيث تمددت وتغولت وانتشرت رغم أنف الجميع .
هناك عدة أسباب الثانوية منها :
كان لقوات المارينز دوراً حاسماً في شل قدرة تنظيم القاعدة بعد مقتل الأردني أبو مصعب الزرقاوي زعيم التنظيم في العراق ومن بعده أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر بمساعدة العشائر " الصحوات " وخصوصاً عشائر الأنبار .
حصل فتور وتراخي في التعاطي معها بعد سبوت القاعدة نفسها خلال انتهاء الفترة الأولى من حكم المالكي 2006 - 2010 ..
أوّل الغيثُ قطرُ ثمّ ينهمر كان في تجديد فترة المالكي لفترة ثانية مع العلم أن قائمة الدكتور علاوي هي التي فازت في الانتخابات ولكن الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة الأميركيّة حول البرنامج النووي الإيراني أدى إلى اقصاء علاوي واستلام المالكيّ لرئاسة الوزراء مرة ثانية ..
داعش برزت وتغولت وتمددت وقويت من بداية 2010 وتم تتويج هذا البروز في حزيران 2014 ساعد على ذلك انسحاب الجيش الأميركي من العراق بقرار من الرئيس الأميركيّ اوباما في نهاية عام 2011 .
السياسة الطائفية التي تعاملت بها حكومة المالكيّ في المحافظات السُنيّة بحيث تحولت المادة الرابعة إرهاب إلى (( 4 سُنة )) كانت من أقوى العوامل التي اتاحت الفرصة لداعش لكي تقف بوجه هذا التمييز الطائفي مستغلة نقمة أهالي المحافظات السنية من تصرفات جيش المالكيّ ..
بعض الاحصائيات لا تضر :
الإحصائيات الأخيرة تجعل الولدان شيبا حول فساد حكومة المالكيّ لدورتين متتاليتين ساد فيهما الفساد المالي والإداري وتمّ تتويجه بالطائفية .
من 7000 مشروع تمت المباشرة ب ( 400 ) فقط ونسبة الانجاز من 2 – 10 لهذه المشاريع الاربعمائة أما مكتب القائد العام والضباط اتباعه وأحمد نجله " عدي الجديد " فحدث ولا حرج ..
تراخي وانكفاء الرئيس الأميركيّ باراك أوباما " الضعيف جدًا " بعد أن اعلن دعمه للثورة السوريّة وتدخله العسكري ثم عاد وتراجع اتاح الفرصة لداعش لكي تبرز أكثر وخصوصاً بعد الاتفاق الذي تمً بين أبو محمد الجولاني في سوريا مع أبو بكر البغدادي في نيسان من العام 2013 أو 2012 " غير متأكد " .. وأصبحت " الدولة الإسلاميّة في العراق والشام " التي يتم اختصارها " بداعش " ..
الظروف الاقليمية :
إيران لاعب رئيسي في العراق وقاسم سليماني ممثل إيران في العراق في كل صغيرة وكبيرة " يصول ويجول " مهما حاولنا تجاهل ذلك .
مقابل تدخل إيران هناك تركيا وهناك دول الخليج وعلى رأسها السعودية .
لن يقفوا مكتوفي الأيديّ وهذا بديهي فتصفية الحسابات والمصالح على أرض العراق وسورية كذلك لأننا نعلم جميعاً الدور الإيراني وحزب الله اللبناني والمليشيات الشيعية العراقية في مساندة نظام الأسد وهنا يظهر الدور التركي والخليجي مرة ثانية .
مع بروز الشعارات الطائفية " لن تُسبى زينب مرتين " كارثة ما بعدها كارثة في لبوس تمرد الشعب السوري وتحول التمرد إلى شعارات طائفية والنظام السوري أرتكز على ذلك كثيراً من أجل تجميل صورته الإجراميّة .
هل يكفي هذا ... هذه ظروف وملابسات وعوامل ولكنّها ليست الرئيسيّة حسب وجهة نظري بل السبب الرئيسيّ هو :
أننا فشلنا جميعاً حكاماً ومحكومين وبدون استثناء في أن يكون لنا دور فعال فيما يحدث في منطقتنا فليس هناك دول ولا مؤسسات حقيقية ولا ثقافة ولا إبداع ينقل الواقع ولا أي شئ يمت للمسميات الصحيحة من رياض الأطفال حتى رئاسة الجمهورية .
فشلت النخب العربيّة في مهامها وفشل الطغاة في بناء دولة مؤسسات .
شغلتنا امور ثانوية تنظيرية جدلية تتكرر كل ساعة لا تلامس الواقع ولا تمت له بصلة من أي باب أو جهة ..
السبب الحقيقي كما ذكرنا سابقاً هو الفشل الذريع الذي أصاب المنطقة ومنذ أكثر من خمسين عاماً وعدم استطاعتنا بناء دول حقيقية ذات مؤسسات تستطيع الصمود أمام ما يحصل من تحديات وحتى القضية التي يعتبرها العرب قضيتهم المركزية لم نتوصل لأي نتيجة واقتصر الأمر على بعض الفصائل الإسلاميّة أو غير الإسلاميّة وهذا موضوع شائك ليس محله الآن ..
نعم هذا ما حصل لمن يراقب ويقرأ ويتابع الأحداث السياسيّة .
من يتناسى دور الحكومات المستبدة يدخل في خانة تصنيف " فوكو " مثقف مزيف أو كلب حراسة أو أجندة مافيوزية " . وكذلك تفوته الرؤية الحقيقية ولا يصل لصورة واضحة ولا يفهم ما يجري من أحداث على حقيقتها " في حالة كونه حسن النية ". هذا ما جرى وهذا ما حصل ولذلك كانت داعش وأخواتها .
الفشل في أن نكون على قدر من المسؤوليّة كل من موقعه هو السبب الرئيسي والباقي عوامل ثانوية ساعدت في حصول الكارثة .
قال ادوارد سعيد ذات مرّة :
” إنّ السياسة في كلّ مكان ولا يمكن للمثقّف أن يفلت منها “.
/ ألقاكم على خير / ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث