الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التصالح مع الذئاب

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2014 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


كيف يمكن تخيل رجوع ذئاب الإخوان إلى الحياة السياسية ليخدعوا من جديد الشعب بالشعارات الدينية؟ إن كل من يحاول عمل مصالحة بين الإدارة السياسية للدولة المصرية وتنظيم الإخوان المحظور فإنه يعمل على هدم مستقبل مصر ووزيادة تأثير الجماعات والأحزاب والأفكار الدينية فى السياسة والمجتمع، حيث أن الدين له مفعول السحر فى عقول وقلوب ومشاعر العرب والمصريين ويكفى أن ترفع صوتك وتقول عن نفسك إنك من جماعة إخوان وأنصار الله والرسول، ليتجمع حولك الآلاف ويهتفون ورائك بالهتافات الحماسية مثل بالروح بالدم نفديك يا إسلام، وهكذا فما فعلته الجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين والسلفيين وغيرهم من الجماعات الإرهابية التى تنتمى لهم، هو خير شاهد على أنهم لن يغيروا من أفكارهم وعقائدهم ونصوصهم التى يستمدون منها المبادئ والقواعد الأساسية لجماعاتهم وتنظيماتهم السرية والعلنية.

وكل من يريد القيام بوساطة بين الإخوان والدولة المصرية لعمل مصالحة وطنية كما يصفونها، هى للأسف مصالحة تخريبية بين سلطة شرعية للبلاد وبين مجموعة من الأفراد خرجوا على قانون الدولة وسلطتها، وعليهم أن يختاروا بين ممارسة الدعوة للدين أو العمل السياسى دون الخلط بين الأثنين، ودون وجود ما يسمى بتنظيم إسلامى إخوانى هو فى الواقع يشكل خطراً على امن الدولة والمجتمع المصرى، لأن أهداف أى تنظيم إسلامى هى الوصول إلى السلطة عن طريق إستغلال الدين والمتاجرة به، وكل تلك التنظيمات والجماعات نشأت خروجاً على الدين الإسلامى والقانون العام للدولة، لأن تلك التنظيمات والجماعات التى يفوق عددها المئات والآلاف ليس لها شرعية فى الإسلام نفسه ونصوصه القرآنية والأحاديث النبوية، لكنهم يحصلون على تلك الشرعية بالإرهاب والعنف والقوة وإدخال الرعب فى نفوس المسلمين، بينما القادة الحقيقيين للإسلام يصمتون عن تحريم تكوين جماعات أو تنظيمات تحت مسميات خادعة مثل الجهاد فى سبيل الله.

إن الحرية فى تكوين جماعات وتنظيمات إسلامية يجب ان يتوقف وإذا كان الأزهر والدولة جادة حقاً فى الحل الحقيقى والواقعى للمحافظة على الإسلام نفسه والمحافظة على الأوطان والشعوب، يجب أن يصدر الأزهر والدولة معاً قانوناً يحرم تكوين تلك الجماعات بأعتبارها خارجة على الإسلام لأنها تبدأ سلمية فى نشر الدعوة لعقائدها وأفكارها الطائفية، وسرعان ما تنقلب لتكشف عن وجهها الحقيقى بعد ان حصلت على التمكين وأمتلاكها لأعداد كبيرة من المنتمين إليها ولأفكارها سواء كانت جهادية او تكفيرية، فهى فى النهاية تصب فى بحر واحد هو بحر الإرهاب لتنفيذ عقيدتهم بالقوة والعنف والأمثلة على ذلك كثيرة من الواقع الحاضر والماضى القريب، وما أكثر الكتب والبحوث والخبراء الذين بحثوا وكتبوا حقائق مفزعة من داخل تلك الجماعات الإسلامية، ويومياً نقرأ كتابات الذين أنشقوا عن الجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين والداعشيين التى تفضج الجرائم التى ترتكب بأسم الدين على أيدى ذئاب بشرية تنشر الرعب والإرهاب.

والمؤامرات الأجنبية تبدو واضحة وتأخذ طريقاً شرعياً وكما تقول الأنباء فإن القبيلة القطرية تعمل الآن على التقارب مع مصر بعد إتفاقها على مبادرة ملك السعودية، ان تستغل التقارب القطرى المصرى المنتظر فى إجراء مصالحة بين قادة جماعة الإخوان الإرهابية والدولة المصرية، ويبدو واضحاً أنها مؤامرة قطرية جديدة لإرجاع الآلاف من مليشيات الإخوان الموجودة فى قطر وتركيا وغيرها من البلاد الحاضنة للعنف، إلى الأراضى المصرية ليبدأوا عملهم ويجددوا حلمهم ويستعيدوا مكانتهم بين المصريين ليستكمل مرسى والمرشد سنوات الحكم الفاشل والسيطرة على شعب مصر، كل هذا أستمراراً للممارسات العدائية الدفينة فى نفوس قادة قطر وتركيا والجماعة غير الشرعية وهم ليسوا إخواناً.

إن ذئاب العالم إجتمعوا معاً على تسليم دول وشعب مصر الحضارى لمجموعة من الذئاب التى كانت تعيش فى الظلام، وجاءتها الفرصة بالمساعدة الدولية وأستغلالها للمشاعر الدينية للمصريين، ما جعلهم يعتلون كرسى الحكم بالزيف والخداع وشراء الأصوات والضغط على المجلس العسكرى أنذاك والخوف من تهديداتهم بتحويل شوارع مصر إلى أنهار من الدماء وغيرها من التهديدات الإرهابية التى نرى نتائجها اليوم فى سقوط القتلى من أبناء مصر الوطنيين ومحاصرة المرافق الحيوية وتخريب محطات الكهرباء وحرقها ووسائل المواصلات وإثارة الشغب فى الجامعات وحرق أقسام الشرطة وغيرها من الأعمال، الهدف منها إضعاف النظام السياسى لكنها أتت بنتائج عكسية ادت إلى تصعيد وتيرة السخط والكراهية الشعبية لهؤلاء المتظاهرين الذين يخصصون وقتهم للتخريب بدلاً من الإنخراط فى بناء الوطن المصرى من جديد.

إن تعريض حياة الملايين للعنف والخطر الرافضين للمصالحة مع عدوهم هى جريمة الخيانة العظمى التى يرتكبها ذئاب باعت نفسها فى سوق العبيد، والآن على كل مسئول أن يتحمل مسئوليته فى الدفاع بوطنية ضد الفوضى وضد القنبلة الإخوانية التى ستضرب بها قطر شعب مصر بأسم مصالحة الذئاب التدميرية!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات| فيديو يظهر شجاعة مقاومين فلسطينيين في مواجهة جيش الاح


.. شبكات| مغاربة يدعون لمقاطعة مهرجان موازين بسبب غزة




.. عمليات البحث عن الرئيس الإيراني والوفد المرافق له


.. خبيرة بالشأن الإيراني: الدستور الإيراني وضع حلولا لاحتواء أي




.. كتائب القسام: استهداف قوات الاحتلال المتموضعة في محور -نتسار