الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيد حيدر العبادي.. أقرأ كتاب الامير

علي مهدي
باحث

(Ali Mahdi)

2014 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لابد انك سيدي سمعت بهذا الكتاب الشهير خلال حياتك ولكن عندي يقين انك لم تطلع عليه. هذا الكتاب الفه صاحبه مكيافيللي خصيصا للحكام والامراء كي يكون دليل نجاحهم. وبحكم تاريخك في حزب ديني فانك بالتاكيد لم تكن ميالا لقراءة مثل هذه الكتب ولا كان يراود احلامك ان تصبح حاكما مطلقا للعراق ولكن بما ان هذا صار واقع الحال فلابد لك ان تدرس افكار ديمومة الحكم حتى في بلد ديمقراطي. في الكتاب طبعا العديد من الافكار والنصائح منها ما يخلق دكتاتورا ومنها ما يخلق حاكما حكيما. وبما انك لاتملك الوقت للقراءة حاليا فأني ساتطوع لابرز لك واحدة من نصائح مكيافيليي ساقولها باختصار شديد واتمنى ان تقرأها او يوصلها لك مقرب حريص.

يقول مكيافيللي اذا تعرض بلد ما الى تهديد كبير يودي بالبلد الى الدمار وزوال الحكم وان الجيش غير قادر على صده وحفظ البلاد فان امام الحاكم امران يختار واحدا منها للخلاص من ذلك التهديد. الامر الاول هو ان يستعين بمرتزقة يصطفون مع جيشه للدفاع (ما اشبه ذلك بالميليشيات التي تستخدم اليوم بالعراق) والامر الثاني هو ان يستعين بجيش دولة اخرى لتحميه وتحمي بلاده. فأما الميليشيات، يقول مكيافيللي، فليس عندها حس وطني ولايهمها سوى الاموال التي تدفع لها وبالتالي فان احتمال الخيانة عندها وارد جدا وقد يكون لاستخدامها مردود عكسي . واما الاستعانة بجيش دولة اخرى (اني متاكد ان في ذهنك اسم تلك الدولة) فهو قد يبعد ذلك التهديد ويزيل الخطر ولكن تلك الدولة ستكون لها مطامع كبرى ولن ترحل عن البلد وسوف تبقى قوة احتلال. الشواهد التاريخية على مثل هذه الحالة كثيرة.

فما الحل الامثل اذن. يقول مكيافيللي ان افضل شيئ يفعله الحاكم كي لايقع في ورطة مثل هذه هو ان يبني له حصنا منيعا يحميه حماية مؤكده من اي تهديد خارجي. ولكن اين يبني ذلك الحصن، الجواب يبنيه في قلوب شعبه. نعم اذا احب الشعب الحاكم حبا حقيقيا فسيقفون الى جنبه صفا منيعا لايقتحم، وبالعكس اذا بغض الشعب الحاكم فسوف يتمنون ان ياتي الشيطان ليخلصهم.
نصيحتي لك سيدي هي ذاتها نصيحة مكيافيلي. انت تحكم بلدا متناقضا ومهددا من كل صوب. الشيعة وحدهم لن يحموك رغم شيعيتك الواضحة. ابني لك حصنا في قلوب السنة ايضا واجعلهم يحبونك وفي قلوب كل مكونات الشعب الاخرى. لاتستمع كثيرا لنصائح مستشاريك فليس فيهم واحد يهمه امرك بل هم جنبك لمصالحهم. دع كل الشعب يحبك وانا متاكد ان ذكائك سيدلك على كيفية عمل ذلك، واتمنى لك النجاح في حكم العراق المنهك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو