الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هؤلاء يحاكمون حزب البعث ، وليس أنتم ؟

حمزة الشمخي

2005 / 8 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



رأينا في الأيام الماضية صورا ترفع للدكتاتور السجين صدام ، وسمعنا أصواتا هنا وهناك ، تتحدث عن براءة نظام المقابر الجماعية ، عن كل ما حدث ويحدث في العراق ، وبعض هذه الأصوات ، تسمع من قبل أشخاص يساهمون في العملية السياسية وحتى في كتابة مسودة الدستور العراقي ، وكذلك لهم حضورا سياسيا وحزبيا في العراق .
وسمعنا أيضا من بعض الأوساط الإعلامية والصحفية الأمريكية والبريطانية ، تتحدث عن بدايات لتشكيل حزب بعث جديد في العراق !! ، وكذلك تصريحات محامي طارق عزيز ، حول صفقة سياسية للإفراج عن المتهم طارق عزيز ومعه مجموعة من أزلام النظام الدكتاتوري المهزوم .
أن كل ما سمعناه وسنسمعه في الأيام القادمة ، ما هو إلا محاولة لتسويق حزب البعث من جديد في العراق ، هذا الحزب الذي بإسمه وبأفكاره وتحت رايته تمت المجازر الدموية للعراقيين ، وشن الحروب العدوانية الداخلية والخارجية ضد الجيران ، وإغتيالات لبعض القادة الفلسطينيين وغيرهم ، ودمر الإقتصاد ، ولوث البيئة وخرب الطبيعة ، وشوه التاريخ والثقافة والحضارة ... وإلخ الكثير والكثير .
ويبقى السؤال ، أن بعد كل هذا القتل والخراب والدمار والحروب ، من سيحاكم حزب البعث المنحل وأزلامه ؟؟، هل سيحاكمه هؤلاء النفر من الذين رفعوا صورة المجرم السجين صدام ؟؟ ، أم هؤلاء البعض من الذين يريدون أن يعطوا صك ( البراءة ) لنظام القتلة المنهار؟؟ .
فأن أصحاب هذه الأصوات جميعا ، لا يحق لهم أبدا ، أن يتكلموا بإسم الآلاف والآلاف من الشهداء والمفقودين وعوائلهم ، والسجناء والمضحيين والمضطهدين والمعوقين والمنفيين والمهجرين قسرا .. والقائمة تطول ، وأنهم يشكلون الأغلبية من أبناء الشعب العراقي ، إضافة الى مطالبة الجيران المعتدى عليهم مثل الشعب الإيراني والشعب الكويتي الشقيق الذي تعرض للغزو والعدوان والقتل والتهجير .
وأن هؤلا ء الضحايا جميعا وغيرهم ، سوف يطالبون بمحاكمة كل من إرتكب الجرائم وشن الحروب من البعثيين كبارا وصغارا ، بالعدل والإنصاف وأمام القضاء العراقي العادل ، والعمل على التمييز بين البعثيين ، الذين كانوا من أصحاب القرار والتنفيذ في المؤسسة الحزبية والسياسية والحكومية ، التي ألحقت أفدح الأضرار والمآسي بالعراق والعراقيين ، وبين البعثيين الذين إرغموا قسرا على الإنتماء لحزب البعث ، أو من أجل حصولهم على العمل والوظيفة وليست رغبة للإنتماء الى هذا الحزب ، وأغلب هؤلاء يعتبرون من ضحايا سلب الفكر والإرادة بالقوة .
أن شعب العراق يميز تماما بين الضحية والجلاد ، ولا يمكن أن يلجأ الى حالة الثأر العشوائية ، والتي يريدها ويتمناها ما تبقى من أزلام النظام الدكتاتوري المطلوبين للعدالة ، لكي يعطوا إنطباعا بأن كل البعثيين سيلاحقون ويقتلون من قبل أبناء الشعب العراقي .
وختاما يمكن القول ، أن من يحاكم حزب البعث وأزلامه على جرائمهم وحروبهم العدوانية ، هم الأغلبية من بنات وأبناء العراق ، وليس البعض من رافعي الصور وأصحاب الأصوات النشاز .
[email protected]









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة