الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مكانٍ ما شرقَ البلاد

حازم شحادة
كاتب سوري

2014 / 11 / 23
الادب والفن


خلف آخر صفٍّ من جمهور الحاضرين كانت جثة امرأة ممددة دون أن ينتبه إليها أحد.
أنهى المسؤول الكبير مراسم قص الشريط وسط تصفيق حاد وتغطية إعلامية وطنية عز نظيرها ليودع بعدها بمثل ما استقبل به من حفاوة وتقدير.
أحدهم لمح الجثة فاقترب منها بحذر وهو ينادي كي يساعده الآخرون،، بالفعل تحلق حول الجسد الهامد بعض الأشخاص بينما اتصل واحد منهم بالإسعاف على الفور.
الطبيب أكد أن هذه السيدة أصيبت بسكتة قلبية ولم يمض على وفاتها أكثر من ساعة.
انتبهت إحداهن إلى أنه قبل ساعة من الآن كان المسؤول الكبير يتحدث عن حب الوطن،، والإخلاص للوطن،، واهمية التضحية في سبيل الوطن،، ثم افتتح هذا المركز السياحي الكبير بتكلفة قدرت بمئات الألوف من الدولارات وغادر بموكبه الفخم أرض الاحتفال .
البطاقة الشخصية الموجودة في حقيبة هذه السيدة ساعدت عناصر الأمن والشرطة على إجراء تحقيقات سريعة والاتصال بمنزلها.
حضرت فتاة في منتصف العشرينات بسرعة وتعرفت على والدتها ثم غرقت في نوبة قاسية من البكاء.
اعتذر الشرطي من الفتاة لكنه مضطر أن يسألها بعض الأسئلة حول والدتها ووضعها قبل أن توجد ميتة في حفل تدشين مركز سياحي.
حاولت الفتاة استجماع قواها والاستيقاظ من هول الفاجعه ثم أخبرت المحقق أن والدتها لم تخرج من المنزل منذ عام تقريباً،، بالضبط،، منذ استشهاد أخيها في هذه الحرب القذرة المستمرة منذ سنوات.
ثم تابعت،، عندما سمعت الإعلان عن افتتاح مركز سياحي وسط كل هذا الدمار والحزن لم تصدق وأصرت على الحضور لتكذيب ما سمعته،، لكن على ما يبدو،، ثم انفجرت بكاء ونحيباً...
في مكان ما شرق البلاد كان ثلة من السواح العرب والأجانب يصورون فيلماً بجودة عاليه لذبح جنود من الجيش،، جنود،، لم يزوروا في حياتهم كلها مركزاً سياحياً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا