الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريون

سوسن أحمد سليم

2014 / 11 / 23
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


حين أتنقل بين بروفايلات بعض الأصدقاء السوريين على موقع الفيسبوك وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي ، بؤلمني أن الكثير مازالَ في موقفهِ في حالةٍ من ال / إما وإما / ..
بعد مايقارب الأربعِ سنواتٍ من القهر والتعب والخراب والويلات التي رآها السوريون ، مازالَ البعضُ / الكثير / يتخندق في اللعبةِ بنسبِ الوطنِ إلى أشخاصَ بعينهم وكأنهم هو معزولاً عن مايوجبُ الرمزَ أن يكون ..
لعبةُ الانفصالِ عن الكلِّ من أجلِ الفردِ أو الفكرةِ التي لم تؤتِ ثماراً تؤكل ،التي أُطْلِقَ عليها ظلماً وبهتاناً اسم ثورة .
والسؤالُ الذي يفرضُ نفسهُ .. مالذي تَغَيَّر ؟
ثورة ابتدأت بمطالبَ مشروعة لأي شعبٍ يتطلع إلى الحرية في مجالاتٍ حُصِرَت بيد مجموعة بعينها أو أفرادَ متنفذينَ ، منحهم هذا التنفذ ، المحسوبيات والقرابات واليد الطولى القادرة على السحق وتنحية كل ماتعتبرهُ عثرةً في طريقِ سلطتها ، التي لاتقصدُ سوى مصالحَ فردية على حسابِ الجمعِ ، رغم ظهورها أحياناً بمظهر الرحيمِ في مدِّ يدِ العونِ بلقمةِ تضعها في فم جائع ، يبتلعها من يومهِ ليجوعَ اليومَ التالي .
ثورةٌ طالبت بحرية الكلمة والموقف والاعتراض على الفساد ، باختصار أن يكون الإنسان إنساناً في بقعة الأرض التي قدر له الرب أن يكون فيها ، وفي الخرابِ ، لامستثنى من الجمعِ ، لأن سوريا لم تكن تعرف الطائفية إلا في قلةٍ من مواقف فردية لم يعلُ لها صوت ، إلا في هذا الخراب .
ثورةٌ ، كلُّ من تعقل ، كان ضدَّ شكلها وأسلوبها رغم لزومها ، لكن من قرأ التاريخ والمستقبل والتجارب الربيعية الأخرى ، كان على بصيرةٍ بالآتي ، فرفضها شكلاً ، وتمنى لها مضموناً آخرَ ، حينَ أفصحَ عنهُ لم يلتفت إليه أحد ، لتقتل في أيامَ ويتحولَ مجراها ، من مطالبَ مشروعة إلى إسقاطِ نظام حكم برمته ، متناسين أن هذا الإسقاط فيما لو حصل ، ستسقطُ كل مفاصل مؤسسات الدولة ويعم خراباً أكبر .
لليوم . لانعي من الثورة سوى السلاحِ والدم ، في حين أن أكبر الثورات في العالم على مدى التاريخ كانت ثورة ثقافة ، وإعادة بناء فكري يكون وعياً عاماً بمفهومِ الحرية الحقيقي ، الحرية المسؤولة البناءة ، وعلى ذلك شواهد كثيرة ، أسماءَ يذكرها التاريخ وتُنسب إلى الإنسانية ، مازالت آثارُ أياديها تبني حتى اليوم في بقعٍ من الأرضِ تكرمت بوجوها ، فأكرمتها .
وفي معرضٍ آخرَ ، كانَ شخوصها ، مجموعةً من المستفيدين الذينَ لم يقدموا لها ، سوى مااستفادوهُ منها ، من رغد العيشِ والظهور ، في أسماءَ لم يكن لها ذكرُ ، أو مجدُ تاريخ ، يؤهلها لقيادةِ ثورةٍ حقيقية .
ماتت الثورة المشروعة لأسبابَ منها داخلية ومنها خارجية ، لتتحولَ إلى هرجٍ ومرجٍ لافهمَ يفسرهُ ولاطائلَ يرجى منهُ سوى المزيد من الخراب ، للإنسان السوري ، ولأرضه ، ولكل تفاصيلِ حياته بصغيرها وكبيرها .
وبغض النظر ..
حتى اليوم ، لم نعِ ، أن الثورة ماتت ، وأن من يدافع عن الوطن من الثائرين / مجازاً / يزيدُ من ويلاتٍ تُلْحَقُ على مدارِ الساعةِ بالسوريين أياً كان مكان تواجدهم ، سواء داخل الوطن أو خارجه ، فالكرامةُ بعيداً عن الدارِ ذل مهما بالغَ المضيفُ في صونها ، والماءُ مرٌّ حتى لو كانَ من أنهارِ الجنة ، والقمحُ جلبٌ حتى لو أكلتهُ من أرضهِ مادمتَ بعيداً عن أرضك ، والأمانُ وهمٌ ،بعيداً عن بابٍ اعتدتَ أن تتركهُ مفتوحاً وتنام ،لإئتلافكَ مع مكوناتِ المجتمعِ التي نبتَّ منهُ وترعرعتَ فيهِ ، وهنا لاأقولُ أنهُ لاأمان للمهاجر / اللاجئ / ، ولكنَّ الغريب ... غريب .
حين أتنقل بين بروفايلات الأصدقاء ، يؤلمني ذاكَ الانقسامُ الذي يترجمُ واقعاً أكبر وشريحةً أوسع ..
متى نعلمُ أن الوطنَ اكبر من مؤيدٍ ومعارض ؟
متى ننحازُ للأمِّ والأبِ والأخِ والقريب والجارِ والصديق والرفيق ؟ ...
متى لانقدرُ سوى الإنسان منا وفينا ؟
متى نعي أن الوطنَ نحنُ مجتمعين ؟
وللاختصار .. من وافقَ على حملِ السلاح ، يستطيعُ أن يرفض حملهُ ، من أي طرفٍ كان .
متى لانميلُ متحيزينَ لفئةٍ أو متحرفين لقتال ؟
متى نتعبدُ العقلَ في هذه المحنةِ التي طالت ، ونلعنُ السياسة ؟
الشعوبُ حين تريد ، تستطيع .
السياسة لامشاعرَ فيها ولاأحضان وقبل خارجةً عن مصلحة .
متى لانكونُ ساحةً لطرقِ كؤوسهم .. يشربون ونثملُ بآلامنا ؟
غاندي واحد استطاعَ تغيير مستقبلِ أمةٍ برمتها ..
إنَّ إبراهيمَ كانَ أمة ..
أيها القوم .. أما منكم رجلٌ رشيد ؟
وللدمعة بقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقعات بصعود اليمين المتطرف والأحزاب القومية في انتخابات الب


.. عضو الكنيست الإسرائيلي للعربية: هذه الحكومة متطرفة لكن الحكو




.. سوناك ينشر فيديو عبر حسابه على -إكس- يسخر فيه من سياسة حزب ا


.. هل يهمين اليمين المتطرف على البرلمان الأوروبي؟ وماذا يغير؟




.. غزة: آلاف الإسرائيليين يطالبون بالموافقة على مقترح الهدنة وا