الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقالات لينين حول ماهو الوضع الثورى ؟ 1 - الدوما المؤجلة والليبراليون المحرجون ف . إ . لينين

سعيد العليمى

2014 / 11 / 23
الارشيف الماركسي


مضى أكثر من أسبوع على تأجيل إنعقاد الدوما (1) ولكن ماتزال تتواصل المراجعات والتقويمات لعملها فى الظهور فى الصحف اليومية . ويعترف الجميع بأن هناك عدم رضى عام على الدوما الرابع . ليس فقط الليبراليون ، وليس فقط المعارضة المسؤولة ( تجاه الملاك ) هى الساخطة . الأكتوبريون أيضا ساخطون . واليمينيون ساخطون .
مما لاشك فيه ، أن هذا السخط على الدوما الرجعية من جانب ملاك الأرض الرجعيين والبورجوازية غاية فى النموذجية ومثقل بالإحتمالات . لقد عملت هذه الطبقات كل مافى وسعها لتضمن ماتسميه تطورا " سلميا ، دستوريا " .
لقد عملوا كل شئ – والآن أدركوا أن لاشئ قد تمخض عن ذلك ! وهذا هو سبب عدم الرضى العام فى معسكر ملاك الأرض والبورجوازية نفسه . لم يظهر اليمينيون ولا الأكتوبريون ذلك الجذل والحماس لنظام الثالث من يونيو الذى كان نموذجيا لحقبة الدوما الثالث .
إن مايسمى بطبقاتنا " العليا " ، القمة الإجتماعية السياسية " لايمكن أن تحكم روسيا بالطريقة القديمة ، بالرغم من حقيقة أن كل أساسيات نظام الدولة والحكومة فى روسيا قد تحددت من قبلها على وجه الحصر وجرى ترتيبها وفق مصالحها . ولكن الطبقات " الدنيا " تملأها الرغبة فى تغيير شكل الحكم هذا .
إن توافق عجز الطبقات " العليا " هذا عن إدارة الدولة وفق الطريقة القديمة ، وهذه المقاومة المتزايدة من جانب الطبقات " الدنيا " برفض تحمل إدارة الدولة على هذا النحو ، يشكل تحديدا مايسمى ( بإعتراف الجميع وإن لم يكن بشكل دقيق ) بأزمة سياسية على النطاق القومى .
إن واقع نمو هذه الأزمة أمام أعيننا هو واقع قلما يقبل الشك .
قد يبدو من ذلك أنه لابد أن يكون من الواضح للديموقراطيين وحتى لليبراليين الأذكياء أن مركز جاذبية هذه الرغبة فى التطوير / التحسن ليست فى الدوما ، وأن الدوما فى هذا الصدد هو بمثابة مؤشر غير دقيق .
لكن ليبراليينا قد تركوا أنفسهم ولوقت طويل ينزلقون . " ليس الدوما الثالث والرابع كليهما سوى محاكاة ساخرة للتمثيل الشعبى " هكذا قالت المقالة الإفتتاحية فى جريدة ريش " لكنهما موجودان بالفعل وhic salta hic Rhodus ( وهو تعبير لاتينى يعنى حرفيا " هنا رودس فأقفز هنا " أى ، هنا الشئ الأساسي ، هنا مناط الأمر وجوهره ، فبرهن على ماأردت أن تبرهن عليه ، قاتل هنا ) .
أنتم مخطئون أيها السادة ! رودس ليست هنا وأنت لن " تقفز" من هنا لأن البداية لم تكن هنا .
فقط أتباع ملاك الأرض وأجولة النقود وخدمهم هم من يمكن أن يعتبروا الدوما الرابع بمثابة رودس الديموقراطية ، ويمكن لهم أن ينسوا أنه بالإضافة للدوما "توجد " هناك ، حركة طبقة عاملة ذات مغزى على النطاق القومى ، بغض النظر عن كم يصمت الليبراليون عن مغزاها وبغض النظر عن محاولات سياسيي الطبقة العاملة الليبراليين ، والتصفويون ، لتقليصها والتقليل من مغزاها .
" هل قمنا نحن بكل شئ فى وسعنا " تتساءل جريدة ريش " لنمارس نفوذا على الدوما لإجبارها على أن تتبع وتنجز مطالبنا ؟ "
ليس هذا كلاما طليا بصفة خاصة لكنه واضح بما يكفى . تشير كلمة " نحن " إلى ملاك الأرض والبورجوازية . هذا هو " المجتمع " الوحيد ، والرأى " العام " الوحيد الذى تراه جريدة ريش وهو المجتمع الوحيد الذى يثير إهتمامها . هل يجبر ملاك الأرض الأشد رجعية " على تنفيذ مطالب " ملاك الأرض الليبراليين والبورجوازية الليبرالية وهم لايعرفون أى شئ " يطلبون "أو ماذا يريدون – تغيير للأفضل أم إضعاف لحركة الطبقة العاملة التى ستحقق التغيير فى الإطار القومى ؟
ليبراليون بؤساء !
(1 ) تأجل الدوما الرابع بسبب الإجازة الصيفية بعد فصل الإنعقاد الأول .وإستمرت إجازة الصيف من 25 يونيو إلى 15 أكتوبر( 8 يوليو إلى 28 أكتوبر ) 1913 .
المصدر : لينين ، الأعمال الكاملة ، المجلد 19 ص ص 258 – 259 . دار التقدم – موسكو – 1977 . ( عن الإنجليزية )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هزيمة ساحقة للمحافظين وتوجه لليسار.. ما الذي حدث في بريطانيا


.. ملك بريطانيا يعين رسميا زعيم حزب العمال كير ستارمر رئيسا للو




.. اكتسح حزب العمال البريطاني بزعامة كير ستارمر فمن هو وما برنا


.. فوز ساحق لحزب العمال البريطاني في االنتخابات العامة... وكير




.. الانتخابات البريطانية.. أبرز المشاهد لتولي كير ستارمر رئاسة