الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار بين أندريه جيد ورينيه كريفل حول قضية آراغون

عدنان محسن

2014 / 11 / 24
الادب والفن


حوار بين أندريه جيد ورينيه كريفل حول قضية آراغون:
في العام 1931 نشر لويس آراغون قصيدة بعنوان " الجبهة الحمراء" في مجلة الأدب الثورية العالمية الصادرة في موسكو.
في هذه القصيدة يبتعد بشكل واضح عن نصوصه السريالية السابقة ويتخذ أسلوبا مباشرا في الكتابة، ليكيل المديح للإتحاد السوفيتي السابق ويحرّض البروليتاريا الفرنسية على الثورة ويستذكر مظاهراتها العاصفة ومقتل القائد اليساري جان جورس وكذلك كفاح ساكو وفانزيتي.
وكان رد فعل الحكومة الفرنسية آنذاك سريعا وجائرا، فقد صودرت المجلة ورفعت دعوى قضائية ضد آراغون بتهمة التحريض على القتل وإشاعة الفوضوية، وهي تُهمة تفضي إلى حكم في الحبس لمدة خمس سنوات.
وانبرى الشيوعيون الفرنسيون عن طريق جريدتهم اليومية " لومانتيه" وكذلك رفاقه السرياليون عن طريق البيانات وحملة التواقيع للدفاع عنه.
وأصدر بروتون مع عدد من السرياليين( إيلوار، رينيه كريفيل، سادول..الخ) منشورا يطالب فيه رفع الدعوى ويقوم بحملة تضامن مع آراغون ويطالب المشاهير من الكتاب والشعراء للوقوف معهم بالتوقيع على منشورهم .
ويُذكر أن هذه القضية هي التي كانت السبب الرئيسي في القطيعة بين آراغون وبين بروتون وبقية السرياليين. فكان الشيوعيون الفرنسيون قد طلبوا من آراغون أن لا يأبه بتضامن السرياليين وهذا ما فعله بالفعل. أما بروتون فاستمر في حملته لجمع أكبر عدد من التواقيع للضغط على الحكومة، موضحا أن موقفه يستمد مراجعه من آلية الحرية التي كان يبشّر بها . فهو من جانب، مع حرية الكتابة وضد تعسف السلطات، ومن جانب آخر كان ضد محتوى القصيدة الذي تسربت له الواقعية على حساب النص السريالي الذي يدافع عنه.
هنا حوار بين الشاعر السريالي رينيه كريفيل ( انتحر وهو في عامه الخامس والثلاثين) والكاتب المعروف أندريه جيد . وكان اندريه جيد لا يهتم إلا في العمل الفردي ولا يقترب من أي عمل جماعي ، وأراد منه السرياليون أن يعلن عن موقفه، خاصة أنّه كان قريبا من الحزب الشيوعي الفرنسي قبل ان ينقلب عليه في العام 1936 وقريبا من لويس آراغون.
الحوار :
" المشهد يدور في مقهى باريسي وقت الغداء)
اندريه جيد: أنا مهتم بقضية آراغون. لن يحدث شيء.
رينيه كريفل: لكن ، في أثناء ذلك، اسمه مذكور عند قاضي التحقيق.
اندريه جيد: نعم. لكن وزارة العدل حيث كنتُ اليوم لا تريد إقامة دعوى عليه. ووزارة الداخلية كانت ستقرر سحب الشكوى، لكن مع التغيير الذي حدث في الوزارة...والمكتب الجديد سيكون يساريا أكثر من السابق. ثمّ لماذا المطالبة بالإفلات من القصاص عندما يتعلق الأمر بالأدب. عندما أصدرت كتابي " كوريدون" كنتُ مستعدا للذهاب إلى السجن. الفكر خطر أيضا مثل الفعل. نحن ناس خطيرون وشرف لنا أن نُحاكم تحت ظل نظام كهذا. ومن جهة أخرى، حتى لو حُكم على آراغون فلن يصيبه الّا ما أصيب موراس . أنا معجب بآراغون وأودّه مودة حقيقية، لكنه يتصرف بدون تروّ. كتب إلى مارتن دوغارد رسالة نبرتها قليلة الحياء، وكان بإمكانه أن يوقع أمر توقيفه. لكن المنشور غامض حقاز نهايته تناقض بدايته. لماذا لا نعترض عندما يُسجن عامل يوزع مناشير ضد العسكر.
رينيه كريفل: لكن هذا بالضبط ما يفعله السرياليون، يعلنون احتجاجهم في أي مناسبة، وهذه الاحتجاجات لا تجعل من حياتهم سهلة.
أندريه جيد: أعرف، أعرفن أنا معجب بالسريالية، لكن هذه المرّة، يبدو أن آراغون يريد أن يسوّق نفسه في الاتحاد السوفيتي حيث إنّه ليس مقبولا بشكل جيد هناك. ممكن أن نوقّع شيئا ما من أجل الاتحاد السوفيتي، اما هذه الورقة الغامضة فلا.
رينيه كريفل: المقصود من المنشور معرفة: من مع آراغون ؟ ومن مع من أقام الدعوى عليه؟ ولو لم توجد دعوى قضائية ضده لما أصدرنا هذا المنشور. إذا لا تريد التوقيع، عليك أن توضح موقفك.
أندريه جيد: أوضح موقفي ساعة ما أريد، أعني لا أريد التصرف حسب ضغوط الأحداث.
رينيه كريفل: حسب ماذا إذن؟
أندريه جيد: هذا أمر معقد، لم أنم منذ ليال ثلاثز فقد جاء أحدهم يطلب مني كتابة مقدمة لكتاب بوزيس، هذا الطيار الذي القى بمناشير ضد الفاشية. هذا الشقي كان يخاطب الملكة بدلا من أن يدعو إلى الثورة، فقد تخلّى عنه الجميع. لن يُنصب له تمثال، ولا مجد له ولم أكتب عنه.
رينيه كريفل: ولا توقع من أجل آراغون.
اندريه جيد: تحدثت اليوم مع بولان.
رينيه كريفل: بولان، هذا المخاتل ( يضحك)، لكن هؤلاء السادة في المجلة الفرنسية الجديدة" عرفوا بسهولة طريق السرياليين من أجل المشاركة في حملة التضامن مع أندريه مالرو. لا تقل لي إنّ قضية مالرو تشبه قضية آراغون.
اندريه جيد: لا ، القضيتان مختلفتان. ومن جانب آخر، آراغون متفرد ، عبقري، كنتُ اقول هذا لكاسو هذا الصباح.
رينيه كريفل: إذن ينبغي أن لا ندعهم رميه في السجن.
اندريه جيد: وزارة الداخلية ستسحب شكواها.
رينيه كريفل: بالضبط، لأنّ الكثير عبروا عن استيائهم واحتجاجهم.
أندريه جيدك ربما العكس، وزارة الداخلية ستسحب شكواها كي لا تعطي الانطباع بأنّها تخشى أحد. الأمر معقد، وثمة أمر ليس على ما يرام.
رينيه كريفل: لكن ، إذا كان التوقيع أمرا خطيرا فإنّ عدم التوقيع ليس بأقل خطورة منه.
اندريه جيد: على كلّ حال ، لن أوقّع.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة