الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المبادرة الروسية : استثمار مبكر لأزمة المشروع المعادي لسورية العروبة

عليان عليان

2014 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



المبادرة التي طرحتها الادارة الروسية ، لحل الأزمة السورية جاءت في ظروف بوادر فشل المؤامرة على سورية العروبة ، بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات ، على بدء الثورة المضادة المدعومة من دول الامبريالية الغربية وأدواتها الرجعية في المنطقة.
لقد تبدى هذا الفشل حتى اللحظة في ما يلي:
أولاً : الفشل العسكري لمجاميع الارهاب ، في القلمون وشمال اللاذقية وحلب ومحيط دمشق ، ووصول الأمور إلى حد أن العاصمة الاقتصادية " حلب" باتت على موعد مع التحرير الكامل ، بعد أن حاصر الجيش العربي السوري المناطق المحتلة فيها من جميع الجهات.
ثانياً : اضطرار الادارة الأمريكية ، إلى التسليم بالأولوية التي طرحتها دمشق في مؤتمر جنيف (2) ألا وهي " مكافحة الارهاب أولاً " ، ولجوء هذه الادارة إلى إنشاء ما يسمى بالتحالف الدولي ضد " داعش" وأخواتها ، بعد أن انقلب سحر داعش على صانعيه ، وتجاوز داعش الخطوط الحمر الموضوعة لها في العراق .
ثالثاً : فشل حكومة أردوغان ، في إقناع الادارة الأمريكية باشتراطاتها للمشاركة المزعومة في الحرب على داعش وأخواتها ، ألا وهي الموافقة على إقامة منطقة عازلة في الشمال السوري تتولى إقامتها تركيا ، بحيث تكون هذه المنطقة ملاذاً آمناً للمعارضة المزعومة تمارس فيها التدريب والحشد اللوجستي هذا ( أولاً) ( وثانياً )أن تقام فوق هذه المنطقة مظلة حظر جوي ( وثالثا) وأن يكون الهدف المركزي من المشاركة في الحرب على داعش إسقاط النظام.
هذا المشروع العدواني العثماني الرجعي ، لم يلق تقبلاً حتى اللحظة من قبل الادارة الأمريكية ، لإدراك الإدارة الأمريكية أن أطراف حلف المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي حيال مثل هذا الأمر ، ولأن الادارة الأمريكية باتت تخشى مفاعيل تمدد داعش على أمنها ومصالحها في المنطقة .
وبالتالي فالمسألة المركزية بالنسبة للإدارة الأمريكية الآن ، هي لجم داعش وضبطها لتبقى تحت السيطرة دونما إنهائها ، ناهيك أن الادارة الأمريكية ليست بوارد التصعيد مع إيران في ضوء مفاوضاتها النووية معها ، وفي ضوء التوسل الذي أبداه باراك أوباما ، قي رسالته لمرشد الجمهورية الاسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي ، بشأن التنسيق والتعاون مع إيران لمكافحة الارهاب الداعشي التكفيري.
رابعاً : تراجع ما يسمى بالمعارضة المزعومة المعتدلة ، إلى حدود تقترب من الانكفاء ، بعد الهجمات التي شنتها جبهة النصرة عليها ، وتمكنها من السيطرة على الأسلحة المقدمة من الادارة الأمريكية إليها ، من صواريخ مضادة للدبابات ورشاشات ثقيلة وآليات ومناظير ليلية وغيرها .
وما حصل في محافظة إدلب مؤخراً ، شكل صفعةً للإدارة الأمريكية ، عندما استولت جبهة النصرة على أسلحة ما تسمى " بجبهة ثوار سورية " ، وتنظيم "حازم " وانضمام مجاميع من " حازم " إلى جبهة النصرة ومبايعتها.
خامساً : بداية انكفاء داعش إثر فشلها في اقتحام عين العرب ، واندحارها في أكثر من مدينة وموقع في شمال العراق .
سادساً : مبادرة مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا إلى سوريا " بشأن تجميد القتال في حلب ، توطئة لحلول سياسية لإنهاء النزاع ، خاصةً وأن الشق الآخر في المبادرة هو تطبيق قراري مجلس الأمن الدولي 2170 و2178 المتعلقين بمكافحة الإرهاب ومحاربته ، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى المنطقة.
في ضوء هذه المتغيرات وجدت الدبلوماسية الروسية ، أن الأرض باتت مهيأة أمامها لامتلاك زمام المبادرة لطرح مبادرتها في سياق متحرك ، إذ أنه وحسب نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف ، فإن المبادرة ستكون على مرحلتين (الأولى) تكون في موسكو يتم فيها تفاهم أولي ، ( والثانية ) في مؤتمر جنيف "3" يتم التوصل فيها إلى ورقة عمل بحضور الولايات المتحدة وتركيا وايران والسعودية ومصر .
وتشمل المبادرة تشكيل حكومة انتقالية تؤسس لانتخابات تشريعية... في بداية عام 2016، كما يتم انتخاب مجلس شعب قد يؤسس لوضع دستور جديد للبلاد.
الأهم من ذلك فإن أطرافاً رئيسية ، في ما يسمى بالائتلاف المعارض المزعوم أثناء استضافة موسكو للرئيس السابق للائتلاف معاذ الخطيب ، لم تطرح ولم تجرؤ على طرح موضوع الحكومة الانتقالية كأولوية ، ولم تأت البتة على موضوع رئيس الجمهورية كما حصل في جنيف (2).
وكان وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث في السابع من الشهر الحالي موضوع استئناف الحوار السوري مع الرئيس الأسبق لـ"الائتلاف السوري" المعارض المزعوم معاذ الخطيب مشيراً إلى أنه "جرى التركيز في المباحثات ، على ضرورة تحويل الأزمة السورية إلى المسار السياسي، وفي هذا الموضوع قدم الخطيب نقطتين أساسيتين... ، وهما محاربة الإرهاب والدولة الإسلامية ، والثانية مفاوضات سياسية تفضي إلى حوار واتفاق بين الحكومة السورية الشرعية والمعارضة".
وهنالك عاملان يمنحان المبادرة الروسية قوة الحضور والتأثير وهما :
1-الأزمة الوجودية لما يسمى بالائتلاف السوري المعارض ، فهذا الائتلاف بات يعيش أزمة وجودية لثلاثة أسباب هي: ( أولاً ) انفلاش وجوده العسكري على الأرض ، على يد تنظيم النصرة الارهابي ( وثانياً ) ولأن التنظيم الارهابي ( الجبهة الاسلامية ) وغيرها من المسميات المرتبطة بالسعودية – والتي تصنفها الادارة الأمريكية بأنها معتدلة - هي خارج ما يسمى بالمجلس العسكري للائتلاف المزعوم ( وثانياً ) لأن الائتلاف يعيش أزمة خانقة تهدد بإنهائه وإعلان وفاته ، وما جرى في الدورة (16) للهيئة العامة للائتلاف المعارض المزعوم يؤكد ذلك حين قام رئيس الائتلاف، “هادي البحرة”، بحل ما يسمى بمجلس القيادة العسكرية العليا الأمر الذي فجر أزمة داخل الائتلاف، واعتبر أعضاء ممثلي المجالس العسكرية ، الخمسة عشر، خارج هيئته العامة ، ناهيك أن ما تسمى بالحكومة المؤقتة باتت محل تندر أعضاء الائتلاف نفسه.
وما يؤكد وجود أزمة خانقة في الائتلاف ، حديث معاذ الخطيب عن انشقاق في التيار حيث كتب على صفحته على موقع "فايسبوك"، مقالاً مطولاً بعنوان "هل ستشرق الشمس من موسكو؟"، يبرر ويفسر فيها زيارته مع وفد معارض إلى روسيا، مؤكداً وجود تيار منشق عن الائتلاف ، لكنه بدون اسم حتى الآن، وأنه سيجري الإعلان عن الاسم لاحقاً ، كذلك فإن مصدراً في التيار الجديد صرح لوسائل الاعلام مؤخراً "أن هناك كيانا جديدا يجري الإعداد له ، كبديل للائتلاف سيظهر خلال أسابيع ، ويضم شخصيات من الداخل والخارج، أبرزهم معاذ الخطيب "
2-أما العامل الثاني فيتمثل في الدور المصري النشط حيال الأزمة السورية وتنسيقه مع موسكو لإنجاح مبادرتها ، خاصة وأن الخارجية المصرية تتفق مع الروس على أن الرئيس الأسد هو ضمانة أساسية لوحدة سورية وعدم تفتتها وسيادتها ، وهو ما أبلغه وزير الخارجية المصري سامح شكري لمبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا أثناء زيارة الأخير للقاهرة.
ما تقدم يشي بأن المبادرة الروسية ، قد تشق طريقها للنجاح ، في ظروف تسمح بإنجاز الحل السياسي لاحقاً ، الحل الذي يحفظ ثوابت الدولة السورية ، جراء رضوخ عرابي المؤامرة على سورية لأولوية مكافحة الارهاب ، وبعد أن بات معلوما لدى الجميع ، بأن انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد بأغلبية كاسحة ، سيعكس نفسه على أية انتخابات برلمانية مقبلة في حال نجاح المبادرة الروسية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجيش الكر الاسلامي الارهابي
صالح ( 2014 / 11 / 24 - 16:42 )
هذا هو الكلام الزين لا فض فوك ان اكبر كذبة سمعتها في حياتي هي ما يسمى بالمعارضة المعتدلة ونحن نعرف جيدا ان كل المعارضة المسلحة السورية هي اسلامية اي ارهابية بصحيح المعنى

اخر الافلام

.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة


.. مستقبل غزة في -جيوب إنسانية- .. ملامح -اليوم التالي- تتكشف




.. إسرائيل تعتزم بدء المرحلة الثالثة من الحرب على غزة خلال أيام