الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صورة الغازي (المجاهد)

دانا جلال

2014 / 11 / 24
الارهاب, الحرب والسلام


ماذا لو سَبقَ قِراءة القرآن في مَسامعِ الشعوب التي اُريد لها أنْ تدخل الاسلام قبل أنْ يضع المُجاهدين (الغزاة) لغة السيف المقدسة عِندَ العرب، ولها من المُسميات ثلاثمائة ونيف على جدول الأعمال الذي قَسمَ العالم الى ساحة حرب وصراع أزلي بين دار الحرب (الكفار) كما وصف في القرآن بدار الفاسقـين (الأعراف 145) مع دار السلام (الاسلام) ؟ سؤال لَم يُطرَحْ في حينه لأن الهدف المُتَّفق عليه بينَ قادة وجنود الغزوات، هو تَجريد الغازي من مُحَدِدات نصه السماوي وقِيَمه، وخاصة الآيات المَكية الجدلية السمحاء.
لمُقدمة المَنَع نتائجها المنطقية للامنطق الجرائم التي كُتِبَت لاحقاً بحَّدِ السيوف المُشَّرعةِ والمَدعومة بالمشروعِ الديني لثقافة الصحراء، بعد أن سَمحَ لهم الرسول بحمل السيوف والرماح، ومَنَعهم مِنْ حَملِ الكِتاب، كي لا يَقع الغازي في لحظةِ ضُعف إنسانية بعد قراءته للنص في فخ الآيات المدنية، فعن عبد الله بن عمر (رض): أن رسول الله (ص) نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو (1)
في ظل ظروف موضوعية تَمثل بفضاء الفقر المُطلق الذي كان سائداً في الصحراء العربية فان صورة (المجاهد – الغازي) التي رسمت بِنَّص وحديث نبوي، لَنْ تخرج عن إطار المُقاتل الجائع والتائه في الصحراء ورحلة بحثه وببوصلة السيف عن المُفتَّقدِ في بيئته الطبيعية، والموعد به في فردوسه السماوي بملامسة حافاته بعد عمليات نهب وسبي للشعوب والحضارات المجاورة، فعن عائشة "من حدثكم أنَّا كنا نشبع من التمر فقد كذبكم، فلما افتتح (ص) قريظة (يهود) أصبنا شيئاً من التمر والودك" (2).
التراكم الديني شِكلاً من أشكال "التراكم الوسيط" بين البدائي والرأسمالي منه، تم تبريره حَديثاً ومِن ثُم وضعه ضمن النشاط الانتاجي بَعدَ جَعل أدوات الحرب وسائل انتاج لا تنتج غير الجريمة، فعن ابن عمر عن النبي (ص) قال: "جُعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذِّلَّة والصغار على من خالف أمرى" (3)
التراكم الديني لا يقلُ بشاعةً عَنْ البدائي، وما أنتجه مِن مقاتلين لأكثر إجراماً حتى مِنَّ الذين مارسوا عمليات النهب البدائية، لأن الثانية لَمْ تُبرر بالنَّصِ المُقدس، فَعنْ أنس بن مالك ( كان الرسول يرغّب الغازى ويقول: "من قتل كافراً فله سلبه" (4). التراكم الديني لَم يَتحرر مِن جذوره القبلية على خلاف ما يشاع عن الأمة الإسلامية بديلا عن القبلية العربية، فالمؤلفة قلوبهم وكان لهم حصة في توزيع الغنائم ينسفُ مفهوم الأمة الاسلامية، ناهيك عن تناقضات بعض النص مع علميات النهب التي بُررت كما الحال مع فرض الجزية على أهل الكتاب بحسب (البقرة:62)، و(المائدة:69) وأخذ الرسول الجزية مِن المجوس مخالفاً بذلك نصوص القرآن.
بغض النظر عن الحديث وصحته فان ( المجاهد – الغازي) الذي لم يؤمن بثقافة التعايش مع "الآخر" قد أكد ومن خلال الترجمة بحد السيف على أرض الواقع بان ما يُشاع عَنْ الضعيف من الحديثِ هي الحقيقة وسيدة المواقف في التاريخ الاسلامي وحاضره، فعن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله: لئن عشت لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أترك فيها إلا مسلماً (5).لا يحتاج أن نسال عن إحصائية المتواجدين من اليهود والنصارى في جزيرة العرب التي كان جزيرة للرعب "للآخر" حينما اشهروا بحقهم السيف المقدس.
صورة المجاهد – الغازي لا تنحصر بالدموية والغاءه للآخر، بل هي صورة لانتهازي ومخادع لوجود رخصة قرآنية بالكذب والنفاق وفي أكثر من سورة ومنها: مَنْ كَفَرَ باللهِ مِنْ بَعْدِ إيمانِهِ إلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلبُهُ مُطْمَئنٌ بالإيمانِ (سورة النحل 106) والتي نزلت في عمار بن ياسر حين أعطى الكافرين ما أرادوا بلسانه مكرهاً.
إن ما حققه داعش مِن تَمدد باعتماده على سياسية الرُعب ليست بمنقطعة عَن تاريخ الرُعب الديني، ففي حديث عن النبي كما في صحيح البخاري وغيره أنه قال: "نُصرت بالرعب شهراً، يُرعب مني العدو مسيرة شهر" . سيكولوجيا الرُعب الذي لجأ اليه داعش نجده بتفاصيل مفرداته من خلال محاولة ايجاد صلة ما بين البغدادي والرسول وفق منطق داعش، لا على صعيد النسل، بل وعلى صعيد وراثته للسيرة كما أُعلن من خلال أحد مواقع داعش (الآثار الواردة الدالة على ولاية ابي بكر البغدادي الحسيني الهاشمي والتي تدل على انه يفرج الله به الفتن عن الأمة ويسومهم بالخسف أي بالمتفجرات والعمليات الاستشهادية . ويضع السيف على عاتقه وهذا كناية عن كثرة القتل والذبح بالسلاح الابيض كما يفعله اليوم من الذبح بالسكاكين . حتى أن الناس يستنكرون فعله ويطعنون في قربه من ال البيت من فاطمة الزهراء لقلة رحمته وكثرت سفكه لدّْماء (6)
صورة الجهادي في الجزيرة والتي رسمت بفرشاة المأساة ولون دماء الضحايا انتقلت الى الشعوب المجاورة، لينتظروا ويسمعوا وقع خُطى دموي وشبقي يعيش اشكال متعددة للجوع.
1- رواه البخارى، ومسلم (1869). صحيح البخارى – (56) كتاب الجهاد والسير – باب (129) باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو – حديث رقم 2990 – مكتبة أولاد الشيخ – مصدر سابق)وفى لفظ ابن حبان عن ابن عمر قال: "نهى رسول الله (ص) أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو. رواه الإمام مالك فى الموطأ، والإمام أحمد، والبخارى، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وابن حبان فى صحيحه.(صحيح ابن حبان– (21) كتاب السير باب (13)– حديث رقم 4715/1 – مصدر سابق
2- رواه ابن حبان. (صحيح ابن حبان – (7) كتاب: الرقائق – باب (5) – حديث رقم 684/1 – ص295 - دار المعرفة – بيروت – ص. ب 7876 – الطبعة الأولى 2004م) وعن أبى أوفى (رض): "غزونا مع النبى (ص) سبع غزوات أو ستا كنا نأكل معه الجراد" رواه البخارى، ومسلم (1952).
3- رواه البخارى ومسلم (843). صحيح البخارى – (56) كتاب الجهاد والسير – (88): باب ما قيل فى الرماح – ص 367 - مكتبة أولاد الشيخ – مصدر سابق)
4- رواه الإمام أحمد، وأبو داود عن أنس بن مالك (رض)، ورواه الإمام أحمد أيضاً، وابن ماجه عن سمرة (رض)، ورواه أبو داود أيضاً، والترمذى، والبيهقى عن أبى قتادة (رض).جمع الجوامع الكبير للسيوطى – ج7 – حديث رقم 21005 – ص 64 – مصدر سابق)
5- - أحمد 21 - أحمد 210 – الترمذي 1531
6- (المنبر الاعلامي الجهادي)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائعة دانا إهداء من جان هابيل إلى عبدالله خلف
john habil ( 2014 / 11 / 24 - 18:02 )
فان صورة (المجاهد – الغازي) التي رسمت بِنَّص وحديث نبوي، لَنْ تخرج عن إطار المُقاتل الجائع والتائه في الصحراء ،والموعد به في فردوسه السماوي ،بعد عمليات نهب وسبي للشعوب والحضارات المجاورة، فعن عائشة -من حدثكم أنَّا كنا نشبع من التمر فقد كذبكم، فلما افتتح (ص) قريظة (يهود) أصبنا شيئاً من التمر والودك انتهى ( دانا جلال
)لاحظوا التراث الاسلامي يقول : ولما افتتح (ص) قريظة ... ولم يقل ولما قام (ص بتصفية بني قريضة
وفي تفسير الآية 11 من سورة النور للجلالين
عقدي انقطع القلادة ـ فرجعت ألتمسه، وحملوا هودجي ـ هو ما يركب فيه ـ على بعيري يحسبونني فيه، وكانت النساء خفافا إنما يأكلن العلقة ـ الطعام: أي القليل منه
وحادثة الأفك هنا تدعم بحث الأستاذ دانا عن موضوع المجاهد الغازي الجائع والتائه في الصحراء جاعلاً من سيفه ورمحه لقمة عيش ثمنها هدر دماء الآخرين
وتحية ود للكاتب الرائع
والقراء الأعزاء


2 - الصدمة الثانية
john habil ( 2014 / 11 / 24 - 18:32 )
عن أنس بن مالك
كان الرسول يُرغب الغازي ويقول:
من قتل كافراً فله سلبه ... انتهى دانا جلال
وجاء في موقع نداء الإيمان
الفتوحات الاسلامية لبلاد فارس (( المقصودالبلاد المسيحية في العراق مثل - عين التمر وصلح الحيرة
وقسٌم (( خالد بن الوليد )) الفيء وأنفذ الأخماس إلى المدينة {{{وأعطى الأسلاب من سلبها }}}}}وكانت الغنيمة عظيمة وسبى عيالات المقاتلة وأخذ الجزية من الفلاحين وصاروا ذمةً.
ومن سيايا عين التمر ... نصير أبو موس والد القائد الذي فتح الأندلس ( موسى بن نصير )بعد عزل طارق بن زياد‏


3 - الصدمة الثالثة
john habil ( 2014 / 11 / 24 - 18:50 )
صورة الجهادي في الجزيرة والتي رسمت بفرشاة المأساة ولون دماء الضحايا انتقلت الى الشعوب المجاورة .. دانا جلال
وهذا الأنتقال أيضاً تم بدعم مالي وجهادي من بدو صحراء الجزيرة العربية ، إلى أفغانستان وشكل القاعدة .... ومن الجزيرة العربية 13 جهادي غازي من السعودية وإثنان من الإمارات إلى قلب أمريكا في اكبر عملية ارهاب عالمية ذهب ضحيتها 3000 انسان بريئ... ومن الجزيرة العربية والغزاة المجاهدين من جميع العالم المدعومين بالمال والسلاح الوهابي التكفيري والبترولي والغاز القطري ،دمرهؤلاء البرابرة الغزاة (سوريا والعراق) وقامت دولتهم الجديدة داعش،


4 - تعليق1
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 24 - 21:56 )
أولاً : براءة القرآن من الإرهاب :
• الرد على شبهة آيات القتال في القرآن :
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=48678
• براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الأول:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=396687
• براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثاني:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=397188
• براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثالث:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=401287
• الرد على مقال الارهاب الاسلامي :
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=25956

يتبع


5 - تعليق2
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 24 - 21:57 )
ثانياً : ثبوت الإرهاب المسيحي بالأدلة القاطعة :
قوانين (العهد القديم) سارية إلى الأبد في المسيحية , تابع :
ورطة المسيحيه! :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=434479
لذلك , قوانين (السبي + الرق + ... الخ) مؤبده في المسيحية , مثال :
- إرهاب نظري :
لا يجوز للمسيحيين تهنئة المسلمين في أعيادهم (مراجع مسيحية مصورة) :
https://www.youtube.com/watch?v=3HTK3r4SYHs
- إرهاب عملي :
المسيحيين المتطرفين يقومون بطبخ و شواء (المسلم) بعد قتله ثم أكله؟... و الكارثة أن هذا يحصل في الوقت الحالي!... تابع :
https://www.youtube.com/watch?v=lBscN0R8L8k


6 - السبي في الغزو
اّرام ( 2014 / 11 / 25 - 14:40 )
هو قمة الرعب لان المقاتل لا يخشى على حياته بقدر ما يخشى على عياله ونسائه وقد استخدمها المسلمون الغزاة ( لالقاء الرعب في قلوب سكان البلدان التي يغزونها ) واثبت نجاحها فترى الناس تستسلم لهم وتريد( داعش ) فعلها اليوم ولكن العصر مختلف وسبنهزم دين الغزو بعد ان كشفت حقبقته انه دين القتل والسبايا والنهب والسلب ..

اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها