الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غيوم أبولينير وبيكاسو متهمان بسرقة الموناليزا

عدنان محسن

2014 / 11 / 25
الادب والفن



الموناليزا أو " الجوكوند"، لوحة ليونارد دو فنشي الشهيرة التي أنجزها بين 1503- 1506 تمثل بورتيه لأمرأة من فلورنسا اسمها ليزا جيراديني، زوجة فرانسيسكو دال جوكوندو. أقتنى هذه اللوحة ملك فرنسا فرانسوا الأول تربطه بليونارد صداقة وإعجاب متبادل مقابل 400 قطعة من الذهب. وهي لوحة زيتية رُسمت على الخشب ( الصفصاف) ب 77 سم طولا و 53 سم عرضا. وحسب مؤرخ الفن الإيطالي الشهير جورجيو فازاري، أنّ ليونارد أنفق أربع سنوات لإنجازها.
وشهرة هذه اللوحة ليست في قيمتها الفنية فقط، وليس هنا المكان المناسب للحديث عن هذا، بل لأسباب خارجة عن الفن أيضا، وواحد من هذه الأسباب حادثة سرقتها من مكانها في متحف اللوفر في العام 1911، وما ترتب على ذلك من ضجّة طالت فرنسا برمتها وكانت حديث الصحف الإيطالية في ذلك الوقت.
في يوم الاثنين 22- 08- 1911 ، يوم الاثنين مخصص آنذاك للرسامين وحدهم ولمن يرغب منهم لعمل تخطيطات للأعمال المعروضة في المتحف، لاحظ الرسام الفرنسي لويس بيرون أنّ مكان الموناليزا فارغا فسارع لإبلاغ المسؤليين الذين سارعوا بدورهم لإبلاغ البوليس ليبدأ تحقيق قضائي. استقال مدير المتحف على الفور، ولم يتمكن البوليس من الاستفادة من بصمات الأصابع المتروكة قرب اللوحة، فتوجهت أصابعه لإتهام الشاعر أبولينير والرسام بيكاسو بسرقة الوحة.
والحقيقة أنّ من سرقها هو رجل إيطالي اسمه فينسينزو بيروجيا كان يعمل زجّاجا في المتحف وقد سبق له أن شارك في وضع الوحة في قفصها الزجاجي لحمايتها من عبث أيادي زوار المتحف ورغباته في لمسها. كان هذا الإيطالي يعرف كلّ شاردة وواردة في المتحف مما سهّل عليه مهمة الخروج باللوحة والعودة بها إلى أيطاليا.
وبعد مرور سنتين من استحواذه على اللوحة، فكرّ أن يبيعها فاتصل بأحد تجار الفن في فلورنسا، ووافق الأخير بهذه الصفقة دون أن ينسى تبليغ البوليس بالأمر، فأُلقي القبض على السارق وحُكم عليه بالسجن لمدة سنة واحدة، بعد أن ذاعت شهرته في عموم إيطاليا وبعدما اعتبرته الصحافة يوم ذاك من الأبطال القوميين الذين حاولوا إعادة أحد رموز الفن الإيطالي ونقله إلى مكانه الأصلي.
ولكن ما علاقة أبولينير وبيكاسو بسرقة من هذا النوع؟
إنّ الأمر يتعلق بسرقة فنية سابقة . فقد أشترى الإثنان مجموعة من التماثيل الصغيرة مسروقة من اللوفر بأسعار زهيدة. ومن واحد من هذه التماثيل استوحى بيكاسو لوحته الشهيرة " آنسات أفينيون"
وبعد حادثة سرقة الموناليزا داهم الخوف والرعب ابولينير وبيكاسو وخشيا أن التحقيقات الجارية حول الموناليزا ستقود البوليس إلى السرقة الأولى. فكرّ بيكاسو برمي تماثيلهم في نهر السين لإخفاء " الجريمة" ولكن ابولينير كان خائفا ومترددا، فخطرت بباله فكرة إعادة التماثيل إلى متحف اللوفر عن طريق تسليمها إلى مقر جريدة باريسية له صديق يعمل فيها كناقد فني . وهذا ما حدث فعلا فأُعيدت التماثيل بشكل سري إلى اللوفر، ولكن البوليس اكتشف اللعبة وأمر بتوقيف أبولينير على ذمة التحقيق وتوجيه له تهمة إخفاء أو سرقة الموناليزا.

ويبدو لي لي أنّ حكاية السرقة أستعملها البوليس ذريعة للإنتقام من شاعرنا، بسبب مواقفه من الفن الأكاديمي ودعوته لحرق اللوفر، بإعتباره رمز الرسم الأكاديمي الذي يعيق أي محاولة للفن أنّ يجرّب أشكالا جديدة للتعبير. وما فعله مارسيل دوشان الذي رسم الموناليزا بشاربين لهو تعبير عن هذا الهاجس الذي دافع عنه أبولينير ودفع ثمنه عندما حلّ ضيف ثقيل لأكثر من ليلة في مركز للشرطة في باريس تحيطه المتاحف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال


.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا




.. بطريقة كوميدية.. الفنان بدر صالح يوضح الفرق بين السواقة في د