الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استثمار الكراهية في المجتمعات العربية الإسلامية

جهاد علاونه

2014 / 11 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


معظم السياسيون العرب يستثمرون أعمالهم السياسية في الكراهية وتعميمها وتسويقها بين الناس ذلك أنهم لا يملكون مشاريع سياسية وأجندات سياسية تحدد سير خطواتهم نحو التنمية الشاملة للنهوض بالمجتمع العربي من دور البداوة والقبلية والعشائرية إلى أن يصلوا إلى المجتمع المدني الحديث, ومنذ أن كنتُ شابا يافعا شهدت سنة 1989م في الأردن عودة الحياة الديمقراطية للشعب الأردني وما زلتُ أذكر كيف كانت الناس تنتخب المرشح الأردني في البرلمان, فقد كانت كل الناس تتسابق لتعطي صوتها وثقتها للنائب الأكثر كُرها لإسرائيل وأمريكيا , كنتُ أجلس بين الناس وأسمعهم وهم يقولون: هذا المُرشح قوي جدا يسب على إسرائيل ويشتم أمريكيا والشيوعية, وكانوا يتجادلون على أساس أيٌ من المرشحين يكره إسرائيل أكثر وشاهدتهم حيث كنت أسمعهم يقولون: هذا إذا نجح والله غير يولعها(يشعلها) بمجلس النواب, هذا يكره إسرائيل على المِسبحه, وجملة على المسبحة تأتي هنا كصيغة مبالغة للتكثير من الشيء, وأغلب المرشحين كانوا يتاجرون بأماني الشعوب وهم يحثون على الكراهية لإسرائيل وأمريكيا معا, ولم أرَ مرشحا إلا ويبدأ كلامه بشتم أمريكا وإسرائيل.

طبعا في مجتمعنا العربي الإسلامي تعتبر الكراهية رأس مال الإنسان الناجح في حياته, فليس المرشحون لمجلس النواب هم وحدهم من يتاجر بكراهية أمريكيا وإسرائيل بل حتى التجار الكبار والصغار منهم يتاجرون ويستثمرون في الكراهية فهذا التاجر الذي يكره إسرائيل نجد علاقاته التجارية واسعة جدا وناجحٌ جدا في عمله والذي لا يظهر الكراهية لإسرائيل فإنه حتما كان سيرسب في مجلس النواب ولن يتحقق حلمه بأن يصبح نائبا في البرلمان, طبعا والتاجر الذي لا يظهر للناس ولزملائه من التجار كرهه لإسرائيل فإنه أيضا سيخسر كل تجارته ولن تقوم له قائمة, وكذلك معلمو المدارس كلهم يستثمرون الكراهية ضد أمريكيا وإسرائيل فهم يقضون وقتا طويلا في الصفوف الدراسية وهم يقنعون الطُلاب بأنهم يكرهون إسرائيل, وكذلك المرشحون في مجلس النواب كانوا يتواصلون مع الناخبين ليقنع كل واحدٍ منهم الجمهور والنظارة من الناس بأنه يكره إسرائيل أكثر من غيره من المنافسين الأشداء والأقوياء له, وصدقوني لو كان في تلك الفترة نائب يعشق إسرائيل أو يحترمها فإنه من المستحيل أن يكون نائبا في البرلمان, وكذلك التجار يجلسون في الدكاكين محاولين إقناع الناس بأنهم يكرهون إسرائيل جدا على المسبحة, وكذلك كل الفئات العمرية في بلداننا العربية تستثمر الكراهية للنجاح , وهذا ليس في الأردن فقط لا غير وإنما في كل الدول العربية وأغنية(شعبلّه) شعبان عبد الرحيم أول ما نجح في الغناء الشعبي كان عن طريق أغنيته الشعبية الشهيرة(أنا بكره إسرائيل).

أنا هنا لا أقصد الكره لإسرائيل, فالكراهية عندنا تدخل في كل شيء, فهذه المرأة تسوق نفسها بين الرجال بإظهار كرهها وحقدها على الحرية والمساواة لكي تحصل على زوج, فالبنت التي تظهر حبها وميلها للحرية وحبها لليبرالية وللتسامح لن يرغب فيها أي شاب كزوجة لذلك تظهر البنت نفسها في المجتمع على أساس أنها تحقد على الحياة العصرية بكل ألوانها المتعددة الأطياف وتظهر كرهها للنساء اللواتي يلبسن ما تلبسه المرأة الأوروبية وبالتالي فالكراهية في مجتمعنا العربي نوعا من الاستثمار الناجح, فبدون الكراهية لا يمكن أن تكون إلا شخصا فاشلا وها أنا أمامكم أكبر دليل على ذلك وهو أنني أظهر حبي لليهود واحترامي لدولة إسرائيل لذلك أنا مكروه من قبل كل الناس وأعاني من الفقر الشديد وما دخلت في أي نوع من أنواع العمل أو التجارة إلا وخرجت منها خاسرا محبطا, أما ألئك الذين يظهرون حقدهم وكرههم لأمريكا وإسرائيل كلهم مثل شعبان عبد الرحيم يصبحون في يوم وليلة نجوم في التجارة أو الأدب أو السياسة, وأنا مثلا فصلتني رابطة الكُتاب الأردنيين وتم سحب عضويتي منها بسبب دعوتي للتسامح وللمحبة وللتطبيع مع جمهورية إسرائيل.

نحن أمام حكومات تعلم الناس على الكراهية وتدربهم عليها وغدت الكراهية في مجتمعنا العربي الإسلامي نوعا كبيرا من الاستثمار, فبعض أو أغلبية الناس توظف الكراهية وتستثمرها حتى في أوقات الفراغ, وشيوخ المساجد ينالون رضا الناس بقدر ما يشتمون إسرائيل وأمريكا من على منابرهم, وينال الشيخ حظه من المحبة والإعجاب بقدر ما يقنع الناس بكراهيته لإسرائيل ولأمريكا وللحياة العصرية وللمسلسلات التركية والمكسيكية وأخيرا للكورية, ويستثمر شيوخ المساجد الكراهية في مشاريع ضخمة للوصول إلى ثقة الحكومة والناس بهم, وفي نهاية الخطبة كل جمعة وفي كل مناسبة دينية يسبون ويشتمون ويظهرون كرههم للمعاصرة ولأمريكا ومن ثم يحمدون الله على نعمة الدين الإسلامي دين الرحمة والمحبة والتسامح, فبإمكانك أن تقضي وقتا ممتعا وأنت تستمع للشتم وللسب وأنت تتلذذ بسماع عبارات الكراهية لإسرائيل ولأمريكا وللفن وللأدب وللحياة العصرية بكل أشكالها وألوانها, حتى تجار الأغذية والبسكويت إن لم يظهروا كرههم لشحم الخنزير فلن تنجح تجارتهم ببيع البسكويت وسيشك الناس بأن هذا النوع من البسكويت يحتوي على دهن الخنزير والسبب واضح وهو أن صاحب المصنع لا يُظهر للناس كرهه لإسرائيل وأمريكا وللخنازير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اشو شعبك مايكره جلالة الملك
عبد الحكيم عثمان ( 2014 / 11 / 25 - 21:38 )
اشو حكيك شي مايشبه
ساعة تكول الفتاة المسلمة ثم ياكل وثم لايحكي وماتخرج من المنزل وفي مقالك هذاتقول عنها انها تعلن كراهيتها للتحرر ولللبرالية,اشو هيها بتحكي وبتحكي كثير
طيب ماهي دولك وجلالة ملكك اول من طبع مع الاسرائليين, ليش لازال الاردنيون يتغنون به ليل نها
اشو حكيك شي مايشبه شي


2 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 25 - 22:13 )
كراهية مسيحية :
لا يجوز للمسيحيين تهنئة المسلمين في أعيادهم (مراجع مسيحية مصورة) :
https://www.youtube.com/watch?v=3HTK3r4SYHs


3 - استثمار الكراهية في المجتمعات العربية الاسلامية
الدرة العمرية ( 2014 / 11 / 26 - 00:57 )
انا اكره اسرائيل وامريكا والخنزير وجهاد علاونة...........بما انك يا سيد جهاد بتحب اسرائيل روح اطلب تعيش فيها يمكن تصير تكرهها وهيك بتصير عربي


4 - المراءاة والنفاق هما اب وام المزايدة
بشارة ( 2014 / 11 / 26 - 17:20 )
والمزايده هي الام الشرعية للتطرف والغلو والتعصب والتزمت ورفاقهم الكراهية والرفض والعنف والارهاب
انت جيد بقدر اظهار غلوك في الكراهية للاعداء المفترضين
مجتمع احول البصيرة في طريقه الى العمى الاخلاقي التام
حتى العرب في اسرائيل يفضلون التعامل مع اليهود على التعامل فيما بينهم لشعورهم بامانة اليهودي واستقامته .باختصار لا ياكل حقك ولا يغش ولا يغدر ولا يطعنك بسكين
يريد منك حقه كاملا كما هو يعطيك خقك كاملا
خير امة في كتاب جينيس بانحطاط الاخلاق على جميع الصعد. البارحة كان يوم مناهضة العتف ضد المراة والمراة عند خير امة هي الاكثر نعرضا للتحرش والاساءة فمكانها عند الهمج هو الحبس المنزلي والاقامة الجبرية...اخرى امة ابتليت بها الانسانية الامة الامية

اخر الافلام

.. مثلث -حماس- الأحمر المقلوب.. التصويت على قانون يحظره في البر


.. الجيش الإسرائيلي: عناصر من حركتي حماس والجهاد يستخدمون مقرا




.. زعيم الحوثيين يهدد باستهداف منشآت سعودية | #ملف_اليوم


.. حماس.. لماذا تراجعت الحركة عن بعض شروطها؟ | #رادار




.. قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على مواقع عدة جنوبي لبنان | #الظهيرة