الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس ماذا بعد كل هذه الترتيبات وإلى أين تسير الأوضاع ؟

بشير الحامدي

2014 / 11 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ماذا بعد كل هذه الترتيبات وإلى أين تسير الأوضاع ؟
ماذا كان منتظرا أن تكون نتيجة كل القصف المتواصل منذ ليلة تهريب الديكتاتور بن علي.
إنها فعلا حرب وقد لعبت التلفزة دورا متقدما فيها.
حرب التطويع والإخضاع كانت ومن كل الجبهات.
في العمل حرب في البيوت حرب في الحزب حرب في الجمعية حرب في النقابة حرب في الشارع حرب أينما وليت وجهك هناك قصف عشوائي مدمّر:
إرهاب ـ أزمة ـ البلاد داخلة في حيط ـ نقابات أمنية ـ الشعانبي ـ اغتيالات ـ حوار وطني ـ انتخابات ـ سبسي ـ غنوشي ـ منجي الرحوي ـ حمة الهمامي ـ حسين العباسي ـ بوشماوي ـ كمال لطيف ـ دستور ـ انتقال ديمقراطي ـ جبهة ـ نداء ـ نهضة ـ ترويكا ـ
أربع سنوات من القصف بكل هذه الذخيرة لا يمكن أن توصل إلا إلى مثل هذا الوضع الذي نحن فيه.
وضع انخرام في ميزان القوى بصورة مطلقة لصالح القوى المناهضة لمسار 17 ديسمبر.
وضع تُساق فيه الملايين لاختيار جلاديها باسم الديمقراطية والمواطنة وممارسة الحق.
وكأن الحق في الانتخاب صار سيد الحقوق.
كم نجحت الديمقراطية التمثيلية في تكريس هذا الوهم.
ليس أشد عبودية من عبودية شعب يسوقه جلادوه لانتخابات وينصاع.
المسألة ليست متعلقة بسيكولوجية الجماهير فقط. إنها متعلقة أكثر بعمق قمع أدوات الهيمنة الناعمة.
الديمقراطية التمثيلية شَرَكُ للعبودية هنا تكمن الحقيقة.
رأس المال ومنظومات رأس المال السياسية والتنظيمية والاقتصادية والفكرية و الانخراط فيها هو الذي يصنع كل هذه العبودية.
الارتباط برأس المال هو الذي يكرس هذه العبودية ويديمها.
والانتخابات في الديمقراطيات التمثيلية هي أحد مظاهر هذه العبودية الأشد تمويها.
بالانتخابات يموت 17 ديسمبر و يحيا النظام ويحيا حراس النظام كل في موقعه.
كانت هذه هي إستراتيجية قوى الانقلاب وكان هذا هو عمق محتوى ما يسمى بالانتقال الديمقراطي.
وترنح 17 ديسمبر.
17 ديسمبر لم ينتج تعبيرته السياسة والتنظيمية المستقلة ـ AUTONOME ـ التي يمكن لها أن تواجه معركة بمثل هذه الضراوة و انقلابا بمثل هذا التخطيط.
17 ديسمبر تواصل قلعةً غير محصنة.
17 ديسمبر أنتج شعارات فقط ولم يكن حاسما وتوقف في بداية المسيرة وتبعثر فاعلوه.
17 ديسمبر كبلته أوهامه.
17 ديسمبر تعثر بعجزه.
17 ديسمبر زلزل الأركان فقط ولم يتقدم بالمعاول والفؤوس يهدم ويشيد.
17 ديسمبر استسلم لأركان النظام تنهش جثته حتى أحالته مسخا.
17 ديسمبر صار مسخا بيد أعدائه من كل صوب.
أليس مسخا أن ينسب لواحد كمنصف المرزوقي رمزية النضال ضد عودة التجمع وضد "التغول" وهو المرتبط المنقلب والعميل!
أليس مسخا أن يصير المجرم الباجي منقذ الديمقراطية وحامي للحريات!
أليس مسخا أن تنقلب تيارات سياسية تنسب نفسها للشعب وللعمال وللمفقرين على مسار 17 ديسمبر وتضع اليد في اليد مع القوى اللبرالية وتساهم في عودة التجمع للحكم بل ستدفع بقاعدتها الانتخابية إلى التصويت في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية لمرشح نداء التجمع!
أليس مسخا أن تصل النهضة للحكم في انتخابات 2011 أن تضمن في 2014 قوة برلمانية لا يمكن تجاوزها في ترتيبات السلطة!
ماذا بعد كل هذا. ماذا بعد ما يقارب أربع سنوات من 17 ديسمبر؟
ماذا بعد الانقلاب وبعد كل هذه الترتيبات؟
إلى أين تسير الأوضاع. ؟
الجواب ليس هناك غير الأزمة .الأزمة الشاملة.
أزمة النظام سلطة ومعارضة.
أزمة النظام سيعبر عنها العجز عن تحسين أوضاع الجماهير الواسعة التي سيزداد وضعها الاقتصادي والاجتماعي بؤسا باعتبار الاجراءات المقدمة عليها الحكومة والتي لا يمكن إلا أن تفضح مسرحية الانتخابات هي الحل ومسرحية الحريات السياسية المموهة على تعميق نهج الاستغلال والتفقير والتجويع للأغلبية التي لا تملك.
لا شك أن مثل هذا الوضع سيدفع في اتجاه بروز الاستقطاب الطبقي الذي ظل مطموسا طيلة مدة طويلة وهو الاستقطاب الذي سيضع طبقات و شرائح عديدة في مواجهة النظام سلطة ومعارضة والذي على قاعدته سيقع فرز جديد للقوى السياسية. من سيكون مع نهج المقاومة ومواصلة تنفيذ المهام الثورية حتى اسقاط النظام ومن سيكون مع نهج الوفاق الطبقي .
الأزمة ليست أزمة النظام فقط إنها أيضا أزمة الحركة الشعبية و أزمة الثوريين داخلها وهي أزمة لا يجب أن تستمر ويجب تجاوزها دون تأخير. إنه مطروح اليوم على من بقي من الثوريين ومن القوى الثورية التوحد على مشروع للمقاومة على قاعدة مهام 17 ديسمبر مشروع تنظيمي وسياسي لمواصلة تنفيذ المهام الثورية وللإدارة المعركة ضد التحالف السياسي الذي سيكون في السلطة. إننا مقدمون على معارك طبقية وانتفاضات لا يجب أن تواجه فيها الجماهير أعداءها الطبقيين دون استقلالية تنظيمية وسياسية عن النظام و أجهزته و أدواته و أحزابه وجمعياته ونقابات البيروقراطية المرتبطة والفاسدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمين المتطرف في فرنسا يعتزم منع مزدوجي الجنسية من شغل مناص


.. تركيا تدعو سوريا -لاستغلال الهدوء- للتقارب مع المعارضة والتح




.. VODCAST الميادين | حمة الهمامي - الأمين العام لحزب العمال ال


.. غريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكي




.. نيران تأتي على البرلمان الكيني إثر اقتحامه من آلاف المحتجين