الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين تكون الكتابة ممرا للوضوح/ وقفة مع الجزء الثالث من كتاب اوراق خريفية للكاتب علي جبار الفتلاوي

سلام كاظم فرج

2014 / 11 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


في هذا الزمن الملتبس الغامض وبسبب تعثر أداء الادارة الاميركية بعد احتلال العراق اختلطت الكثير من الاوراق وارتبكت الرؤى حتى عند اكثر الناس حنكة وتجربة ..
ان الاحداث في العراق والمنطقة تتمخض كل يوم عن اشياء غير معروفة المصير . والغموض يفرض نفسه سيدا للموقف..حتى أمست الكتابة في المضمار السياسي مجازفة كبرى .. وحتى أضحت معرفة ما سيكون تشبه الضرب في رمل التكهنات.. وصار التحليل العلمي للواقع السياسي صعب المنال .. والكتابة فيه أقرب للخيال والكهانة منها الى العلمية والرصانة.. فآثر الكثيرون الصمت والانزواء بعيدا في انتظار ما تسفر عنه الايام من وقائع وأحداث.. قد تكون محملة بتباشير أمل ورجاء.. او بظلمات ليل داج ..
فالكتابة في مثل ايامنا هذه عمل شاق تكتنفه مصاعب جمة.. من اجل ذلك وجدت في مثابرة الصديق العزيز الاستاذ علي جبار الفتلاوي أمرا مدهشا فقد تشرفت قبل شهور بقراءة الجزءالثالث من القسم الثاني من سلسلة كتبه الموسوم بـ ( اوراق خريفية ).. والكتاب في الاصل مجموعة من المقالات السياسية والاجتماعية نشرها الكاتب خلال الاعوام الماضية في عدد من الصحف والمواقع المحلية والعربية تناولت الهم العراقي وهموم شعوب المنطقة.. وقد صدر عن دار الفرات للثقافة والاعلام في مدينة الحلة / بابل ..
ان المثابرة المقترنة بالرصانة والوضوح والإخلاص سمة ميزت مقالات الاستاذ الفتلاوي وجعلتني أبحث من خلالها عما ستسفر عنه الايام.. وما يضمره الغد للأجيال في وسط عالم ملتبس غامض..
لقد ركز الكاتب في مقالته عن الانتخابات الاخيرة على منظومة القيم الديمقراطية وأثر حرية الرأي ودور المثقف في إنجاح العملية الانتخابية.. ومحنة الاختيار في فرز الأكفاء النزيهين المخلصين عن غيرهم. وتقديمهم كنخبة متميزة قادرة على خوض مهمة البناء.. ويناقش موضوعة الاستلاب القهري لرأي الناخب من خلال ضياع صوته في خضم نظام المحاصصة والاستقطابات الطائفية والقومية غير المبنية على مبدأ الكفاءة.. ويحمل الادارة الاميركية في سنة الاحتلال مسؤولية زرع هذه البذرة .. ويضع الامل في تجاوز ثمار تلك البذرة / الفتنة/ على المثقف والمثقفين..
من الصعوبة بمكان تناول كل مقالات الاستاذ الفتلاوي التي ضمها كتابه في الجزء الثالث.. فأنا هنا في معرض تقديم الكتاب والاشادة به لا في معرض نقده..
ومع ذلك يمكنني أن أثبت مجموعة من الانطباعات عن منظومة الكتابة لدى الاستاذ الفتلاوي منها
1.. الاستعانة بالموروث التاريخي في محاكمة الحاضر.. فقد تناول قصة مسلم بن عقيل سفير الامام الحسين عليه السلام على سبيل المثال في تناول موضوعة خذلان الجماهير للمخلصين من المتصدين للعمل السياسي.. ففي حين تخلت الجماهير عن مسلم امام الجبروت والطغيان.. فهنا قد تتخلى الجماهير عن المرشح الكفوء في صناديق الاقتراع بسبب الاستلاب الطائفي والجهل بحقيقة المتنافسين
2 تناول الاحداث من بعد عراقي صميم غير مشوب بطائفية او انحياز.. فالكاتب لا ينحاز الا الى عراقيته وحين يتناول موضوعة الارهاب ينبه الى مخاطره على الجميع فالارهاب لا يفرق بين عراقي وآخر بسبب مذهبه او دينه او قوميته

3 في مقالته (هل ستنتحر الديمقراطية..؟) يتاول الكاتب موضوعة التزاحم على المناصب دون اعتماد الكفاءة والنزاهة وتقاطع المصالح الى درجة المواجهة وهنا يشير الى مقولة الرئيس- ولسون( لو أصر كل واحد منا على حريته لما بقي حر واحد على ارض البسيطة) فالحقوق تقف عند مشارف حقوق الآخر ولا سبيل الى الاستئثار على حساب الغير.. وينبه هنا الى ان الاستئثاربمثابة الانتحار للعملية السياسية..
4 ..ثمة شرح واف لموضوعة الازمة السياسية ينتهي فيه الكاتب الى ان الانتباه الى ان هناك تأزيم اكثر منه أزمة .. فكل التقاطعات التي أدت الى المواجهة بين الفرقاء كان سببها التأزيم المفتعل من لدن قوى اقليمية ومحلية ودولية هدفها تخريب العملية السياسية.. ونشر ثقافة العداء بين الاخوة من اجل مصالح ضيقة مشبوهة..
5// داعش حلم البعث القديم// يتناول الكاتب في مقالته عن داعش العلاقة الجدلية والمنسجمة بين الفكر البعثي والفكر التكفيري الوهابي باعتبارهما مخلبين لتمزيق شعوب المنطقة ويبني الكاتب فكرته على وجودقيادات بعثية من ضباط ومدنيين في المنظمات الارهابية المنضوية تحت سقف داعش في الموصل والفلوجة وجرف الصخر..كذلك يتناول الباحث الجذور التأريخية لتأسيس كل من البعث وداعش وعلاقة الدوائر الاجنبية في ذلك التأسيس..

وفي الختام لا يسعني الا ان اتقدم بالشكر الجزيل للكاتب الاستاذ علي جبار الفتلاوي على تكريمي بنشر مقالتي عن الجزء الثاني من كتابه القيم في هذا الجزء من الكتاب واعتذر اليه عن تقصيري في تناول كل ما ورد من رؤى وافكار قيمة كان يمكن لها ان تكون دليل عمل للسياسي الغيور وعنوان اختيار للمواطن حين يتوجه الى صناديق الاقتراع..فقد ضم الكتاب اكثر من خمسين مقالة في السياسة والفكر والاجتماع.. وتناول كل ذلك أمر دونه خرط القتاد في هذا الزمن الصعب الملتبس. و شفيعي انني حاولت . لكنني ارجو ان اكون قد وفقت في تقديم الاسس التي انطوى عليها الكتاب..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وعد الحر دين باعتزال الكتابة في خرط القتاد
هدية راوندوزي ( 2014 / 11 / 26 - 09:57 )
قصة (أسعد صبري) المثال في خذلان الجماهير للمخلصين من المتصدين للعمل السياسي.. ففي حين تخلت الجماهير بسبب الاستلاب الطائفي أمام الجبروت والطغيان.

مقولة الرئيس ولسون ( لو أصر كل واحد منا على حريته لما بقي حر واحد على ارض البسيطة) فالحقوق تقف عند مشارف حقوق (البصري) الآخر

اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما